تفسير قوله تعالى:" ليس لهم طعامٌ إلا من ضريعٍ. لا يسمن ولا يغني من جوعٍ " حفظ
أما طعامهم فقال: (( ليس لهم طعام إلا من ضريع. لا يسمن ولا يغني من جوع )) الضريع قالوا: إنه شجر ذو شوك عظيم إذا يبس لا يرعاه ولا البهائم، وإن كان أخضر رعته الإبل ويسمى عندنا الشبرق، هذا الضريع شجر ذو شوك إذا يبس لا يرعى لأنه شوك وإذا كان أخضر ترعاه الأبل فهم ـ والعياذ بالله ـ في نار جهنم ليس لهم طعام إلا من هذا الضريع، ولكن لا تظن أن الضريع الذي في نار جهنم كالضريع الذي في الدنيا فهو يختلف عنه اختلافاً عظيماً، ولهذا قال: (( لا يسمن )) فلا ينفع الأبدان في ظاهرها {ولا يغني من جوع} فلا ينفعها في باطنها فهو لا خير فيه ليس فيه إلا الشوك، والتجرع العظيم، والمرارة، والرائحة المنتنة التي لا يستفيدون منها شيئاً. ثم ذكر الله عز وجل القسم الثاني من أقسام الناس في يوم الغاشية