تفسير قوله تعالى:" لست عليهم بمسيطر. إلا من تولى وكفر. فيعذبه الله العذاب الأكبر " حفظ
ولهذا قال: (( لست عليهم بمصيطر )) يعني ليس لك سلطة عليهم، ولا سيطرة عليهم، لمن السلطة والسيطرة ؟ لله رب العالمين، أنت عليك البلاغ بلغ، أن يعمل الناس بذلك لا ، هذا إلى الله عز وجل ، والسلطان والسيطرة لله عز وجل. (( إلا من تولى وكفر. فيعذبه الله العذاب الأكبر )) قال العلماء: (( إلا )) هنا بمعنى لكن يعني أن الاستثناء في الآية منقطع وليس بمتصل، والفرق بين المتصل والمنقطع أن المتصل يكون فيه المستثنى من جنس المستنثى منه، والمنقطع يكون أجنبيًّا منه، فمثلاً لو قلنا إنه متصل لصار معنى الآية " لست عليهم بمصيطر إلا من تولى وكفر فأنت عليهم مصيطر " وليس الأمر كذلك بل المعنى: لكن من تولى وكفر بعد أن ذكرته فيعذبه الله العذاب الأكبر. فمن تولى وكفر بعد أن بلغه الوحي النازل على رسول الله صلى الله عليه وآله سلّم فإنه سيعذب (( إلا من تولى وكفر )) التولي يعني الإعراض فلا يتجه للحق، ولا يقبل الحق، ولا يسمع الحق، حتى لو سمعه بأذنه لم يسمعه بقلبه كما قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون. ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )). أي لا ينقادون. فهنا يقول عز وجل: (( إلا من تولى وكفر )) (( تولى )) أعرض، (( وكفر )) أي استكبر ولم يقبل ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام (( فيعذبه الله العذاب الأكبر )) يعذبه الله العذاب الأكبر يعني يوم القيامة قال الله تعالى(( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر )) والعذاب الأكبر يوم القيامة ، وهنا قال (( الأكبر )) ولم يذكر المفضل عليه يعني لم يقل الأكبر من كذا فهو قد بلغ الغاية في الكبر والمشقة والإهانة والعياذ بالله ، وكل من تولى وكفر فإن الله يعذبه العذاب الأكبر. هل هناك عذاب أصغر ؟ نقول نعم هناك عذاب أصغر في الدنيا قد يبتلى المتولي المعرض بأمراض في بدنه، في عقله، في أهله، في ماله، في مجتمعه، وكل هذا بالنسبة لعذاب النار عذاب أصغر، لكن العذاب الأكبر إنما يكون يوم القيامة .