تفسير قوله تعالى:" كذبت ثمود بطغواها. إذ انبعث أشقاها " حفظ
وصلنا إلى قول الله تعالى: (( كذبت ثمود بطغواها. إذ انبعث أشقاها )): (( كذبت ثمود )): ثمود اسم قبيلة ونبيهم صالح عليه الصلاة والسلام، وديارهم في الحجر معروفة في طريق الناس، هؤلاء كذبوا نبيهم صالًحا. ونبيهم صالح عليه الصلاة والسلام كغيره من الأنبياء يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له. كما قال الله تعالى: (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )). دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأعطاه الله سبحانه آية تدل على نبوته وهي الناقة العظيمة التي تشرب من البئر يوماً وتسقيهم لبناً في اليوم الثاني. وقد قال بعض العلماء: إنه كلما جاء إنسان وأعطاها من الماء بقدر أعطته من اللبن بقدره، ولكن الذي يظهر من القرآن خلاف ذلك، لقوله تعالى: (( لها شرب ولكم شرب يوم معلوم )). فالناقة تشرب من البئر يوماً، ثم تدر اللبن في اليوم الثاني، ولكن هل نفعتهم هذه الآية؟ استمع إلى قول الله تعالى: (( كذبت ثمود بطغواها )): أي بطغيانها وعتوها، والباء هنا للسببية، أي: بسبب كونها طاغية كذبت الرسول. (( إذ انبعث أشقاها )) هذا بيان للطغيان الذي ذكره الله عز وجل وذلك حين انبعث أشقاها. و(( انبعث )) يعني: انطلق بسرعة. و(( أشقاها )) أي : أشقى ثمود أي: أعلاهم في الشقاء ـ والعياذ بالله ـ يريد أن يقضي على هذه الناقة.