تفسير قوله تعالى:" فكذبوه فعقروها. فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها " حفظ
فيقول عز وجل: (( فكذبوه فعقروها )) أي: عقروا الناقة عقراً حصل به الهلاك. (( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها )): فدمدم يعني: أطبق عليهم فأهلكهم كما تقول: دمدمت البئر: أي أطبقت عليها التراب. (( بذنبهم )) أي: بسبب ذنوبهم، لأن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئاً ولكنّ الناس أنفسهم يظلمون، فالذنوب سبب للهلاك والدمار والفساد لقول الله تبارك وتعالى: (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )). وقال تعالى: (( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً )). وقال الله تعالى يخاطب أشرف الخلق وخير القرون: (( أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم )).. فالإنسان يصاب بالمصائب من عند نفسه، ولهذا قال: (( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم )) أي: بسبب ذنبهم. (( فسواها )) أي: عمها بالهلاك حتى لم يبق منهم أحد وأصبحوا في ديارهم جاثمين.