تفسير قوله تعالى:" فأنذرتكم نارا تلظى. لا يصلاها إلا الأشقى. الذي كذب وتولى " حفظ
ثم قال عز وجل: (( فأنذرتكم نارًا تلظى )): (( فأنذرتكم )) يعني: خوفتكم. والنار: يعني بها نار الآخرة. (( تلظى )): تشتعل، ولها أوصاف كثيرة في القرآن والسنة، أجارنا الله وإياكم منها. (( لا يصلاها إلا الأشقى )) يعني: لا يحترق بها :(( إلا الأشقى )) يعني الذي قدرت له الشقاوة، والعياذ بالله. والشقاوة ضد السعادة لقوله تعالى: (( فأما الذين شقوا ففي النار )). وقوله: (( وأما الذين سعدوا ففي الجنة )). فالمراد بالأشقى يعني: الذي لم تكتب له السعادة، هذا هو الذي يصلى النار التي تلظى. ثم بين هذا بقوله: (( الذي كذب وتولى )): التكذيب في مقابل الخبر، والتولي في مقابل الأمر والنهي. فهذا كذب الخبر ولم يصدق، قيل له: إنك ستبعث. قال: لا أبعث. قيل له: هناك جنة ونار. قال: ما هناك جنة ونار. قيل له: سيكون كذا وكذا، قال: ما يكون. هذا تكذيب. (( تولى )) يعني أعرض عن طاعة الله، وأعرض عما جاءت به رسله، فهذا هو الشقى، أعاذنا الله وإياكم من الشقاوة.