تفسير قوله تعالى:" وسيجنبها الأتقى. الذي يؤتي ماله يتزكى " وبيان التوسط في الإنفاق حفظ
(( وسيجنبها )) أي: يجنب هذه النار التي تلظى (( الأتقى )) والأتقى اسم تفضيل من التقوى يعني: الذي اتقى الله تعالى حق تقاته. (( الذي يؤتي ماله يتزكى )) يعني: يعطي ماله من يستحقه على وجه يتزكى به، أي: يتطهر به، قال الله تعالى: (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم )). فقوله: (( الذي يؤتي ماله يتزكى )) يفيد أنه لا يبذر ولا يبخل، وإنما يؤتي المال على وجه يكون به التزكية، وضابط ذلك ما ذكره الله في سورة الفرقان (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً ))، نجد بعض الناس يعطيه الله مالاً، ولكن يبخل يقتِّر حتى الواجب عليه لزوجته وأولاده وأقاربه لا يقوم به. ونرى بعض الناس قدر الله عليه الرزق وضيق عليه بعض الشيء، ومع هذا يذهب يتدين من الناس من أجل أن يكمل بيته حتى يكون مثل: بيت فلان وفلان، أو من أجل أن يشتري سيارة فخمة كسيارة فلان وفلان، وكلا المنهجين والطريقين منهج باطل. الأول: قصر. والثاني: أفرط. والواجب على الإنسان أن يكون إنفاقه بحسب حاله،