تفسير قوله تعالى:" ألم يجدك يتيما فآوى " حفظ
ثم بيّن الله سبحانه وتعالى نعمه عليه، نعمه السابقة حتى يستدل بها على النعم اللاحقة: فقال: (( ألم يجدك يتيماً فآوى )): والاستفهام هنا للتقرير، يعني قد وجدك الله تعالى يتيماً فآواك، يتيماً من الأب، ويتيماً من الأم، فإن أباه توفي قبل أن يولد، وأمه توفيت قبل أن تتم إرضاعه، ولكنّ الله تعالى تكفل به ويسر له من يقوم بتربيته والدفاع عنه، حتى وصل إلى الغاية التي أرادها الله عز وجل. وقوله: (( يتيماً فآوى )) ولم يقل " فآواك " لسببين: سبب لفظي، وسبب معنوي. أما السبب اللفظي: فلأجل أن تتوافق رؤوس الآيات من أول السورة. وأما السبب المعنوي: فإنه قال: " فآواك " لاختص الإيواء به صلى الله عليه وعلى آله وسلم والأمر أوسع من ذلك، فإن الله تعالى آواه، وآوى به، آوى به المؤمنين به فنصرهم وأيدهم، ودفع عنهم بل دافع عنهم سبحانه وتعالى.