تفسير قوله تعالى:" وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة " ذكر قصة النجاشي حفظ
نستمع إلى الجواب قال: (( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة )) يعني لما جاءتهم البينة هل آمنوا؟ لا، ولكنهم اختلفوا، فمنهم من آمن، ومنهم من كفر، فمن النصارى من آمن مثل النجاشي ملك الحبشة، ومن اليهود من آمن أيضاً مثل عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه ـ فمنهم من آمن، ومنهم من كفر، فمن علم الله منه أنه يريد الخير، ويريد الدين لله آمن ووفق للإيمان، ومن لم يكن كذلك وفق للكفر، كذلك أيضاً من المشركين من آمن، وما أكثر المشركين من قريش الذين آمنوا، فصار الناس قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام لم يزالوا على ما هم عليه من الكفر حتى جاءتهم البينة، ثم لما جاءتهم البينة ماذا حصل؟ تفرقوا واختلفوا كما قال تعالى: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )).