تفسير قوله تعالى:" الدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه " حفظ
(( خالدين فيها أبداً )): أي ماكثين فيها أبداً، لا يموتون، ولا يمرضون، ولا يبأسون، ولا يألمون، ولا يحزنون، ولا يمسهم فيها نصب، فهم في أكمل النعيم دائماً وأبداً أبد الآبدين ـ اللهم اجعلنا منهم ـ .(( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) وهذا أكمل نعيم أن الله تعالى يرضى عنهم، فيحل عليهم رضوانه فلا يسخط بعده أبداً، بل وينظرون إلى الله تبارك وتعالى بأعينهم كما يرون القمر ليلة البدر لا يشكون في ذلك، ولا يمترون في ذلك، ولا يتضامون في ذلك، أي لا ينضم بعضهم إلى بعض ليريه الآخر، بل كل إنسان يراه في مكانه حسب ما أراد الله عز وجل. ثم قال عز وجل: (( ذلك لمن خشي ربه )): أي ذلك الجزاء لمن خشي الله عز وجل، والخشية هي خوف الله عز وجل المقرون بالهيبة والتعظيم ولا يصدر ذلك إلا من عالم بالله كما قال تعالى: (( إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور )) ، وبهذا تمت هذه السورة العظيمة.