تفسير سورة العاديات: قال الله تعالى:" والعاديات ضبحا " حفظ
يقول الله تبارك وتعالى: (( وَالْعَدِيَتِ ضَبْحاً . فَالمُورِيَتِ قَدْحاً . فَالْمُغِيرَتِ صُبْحاً . فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً . فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ... )) الخ السورة. ولا يخفى على الجميع أن هذا قسم، والعاديات صفة لموصوف محذوف فما هو هذا الموصوف؟ هل المراد الخيل يعني والخيل العاديات ؟ أو المراد الإبل يعني والإبل العاديات ؟ في هذا قولان للمفسرين: فمنهم من قال: إن الموصوف هي الإبل، والتقدير والإبل العاديات ويعني بها الإبل التي تعدوا من عرفة إلى مزدلفة، ثم إلى منى، وذلك في مناسك الحج، واستدلوا لهذا بأن هذه السورة مكية، وأنه ليس في مكة جهاد على الخيل حتى يقسم بها. أما القول الثاني لجمهور المفسرين وهو الصحيح فإن المحذوف هو الخيل والتقدير والخيل العاديات والخيل العاديات معلومة للعرب حتى قبل مشروعية الجهاد، هناك خيل تعدو على أعدائها سواء بحق أو بغير حق فيما قبل الإسلام، أما بعد الإسلام فالخيل تعدوا على أعدائها بحق. يقول الله تعالى: (( والعاديات )): والعادي اسم فاعل من العدو وهو سرعة المشي والانطلاق، وقوله: (( ضبحاً )): الضبح ما يسمع من أجواف الخيل حين تعدوا بسرعة، يكون لها صوت يخرج من صدورها، وهذا يدل على قوة سعيها وشدته.