الكلام على الصفة الثانية من هذه الصفات الأربع وهي العمل الصالح وبيان ركنيه وهما الإخلاص والمتابعة حفظ
أما قوله: (( وعملوا الصالحات )) فمعناه: أنهم قاموا بالأعمال الصالحة: من صلاة، وزكاة، وصيام، وحج، وبر للوالدين، وصلة للأرحام وغير ذلك فلم يقتصروا على مجرد ما في القلب بل عملوا وأنتجوا و(( الصالحات )) هي التي اشتملت على شيئين: الأول: الإخلاص لله عز وجل. والثاني: المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام. وذلك أن العمل إذا لم يكن خالصاً لله فهو مردود، قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال الله: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )، فلو قمت تصلي مراءاة للناس، أو تصدقت مراءاة للناس، أو طلبت العلم مراءاة للناس، أو وصلت الرحم مراءاة للناس أو غير ذلك. فالعمل مردود حتى وإن كان صالحاً في ظاهره. كذلك الإتباع لو أنك عملت عملاً لم يعمله الرسول عليه الصلاة والسلام وتقربت به إلى الله مع الإخلاص لله فإنه لا يقبل منك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ). إذاً العمل الصالح ما جمع وصفين: الأول؟ الإخلاص لله . والثاني؟ المتابعة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.