تفسير قوله تعالى:" كلا لينبذن في الحطمة " وهل المقصود بها المال أو صاحبها حفظ
ولهذا قال: (( كلا لينبذن في الحطمة ))، (( كلا )) هنا يسميها العلماء حرف ردع أي: تردع هذا القائل أو هذا الحاسب عن قوله أو عن حسبانه، ويحتمل أن تكون بمعنى حقًّا يعني حقاً لينبذن وكلاهما صحيح، هذا الرجل لن يخلده ماله، ولن يخلد ذكراه، بل سينسى ويطوى ذكره، وربما يذكر بالسوء لعدم قيامه بما أوجب الله عليه من البذل. (( لينبذن في الحطمة )): اللام هذه واقعة في جواب القسم المقدر، والتقدير " والله لينبذن في الحطمة " أي: يطرح طرحاً، وإذا قلنا: أن اللام لجواب القسم صارت الجملة هذه مؤكدة باللام، ونون التوكيد، والقسم المحذوف، ومثل هذا كثير في القرآن الكريم، أي تأكيد الشيء باليمين، واللام، والنون، هذا تجده كثيراً في القرآن، والله تعالى يقسم بالشيء تأكيداً له وتعظيماً لشأنه. وقوله: (( لينبذن )) ما الذي يُنبذ هل هو صاحب المال أو المال؟ نقول كلاهما ينبذ، أما صاحب المال فإن الله يقول في آية أخرى: (( يوم يدَّعون إلى نار جهنم دعًّا )). يدفعون، ويضربون بالأيدي، أو بما شاء الله، وهنا يقول: " ينبذ " أي يطرح في الحطمة، والحطمة هي التي تحطم الشيء، أي: تفتته وتكسره فما هي؟