تفسير قوله تعالى:" إنها عليهم مؤصدة " حفظ
(( إنها )) أي: الحطمة وهي نار الله الموقدة،(( عليهم مؤصدة )) على من؟ على الهمَّاز اللمَّاز الجمَّاع للمال المناع للخير، ولم يقل إنها عليه مع أن المرجع مفرد (( ويل لكل همزة لمزة. الذي جمع ))، لكنه أعاد الضمير بلفظ الجمع باعتبار المعنى، لأن (( لكل همزة )) عام يشمل جميع الهمَّازين وجميع اللمَّازين .(( إنها عليهم مؤصدة )) أي: مغلقة، مغلقة الأبواب لا يُرجى لهم فرج ـ والعياذ بالله ـ (( كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها )) يعني: يرفعون إلى أبوابها حتى يطمعوا في الخروج ثم بعد ذلك يركسون فيها ويعادون فيها، كل هذا لشدة التعذيب، لأن الإنسان إذا طمع في الفرج وأنه سينجو ويخلص يفرح، فإذا أعيد صارت انتكاسة جديدة، فهكذا يعذبون بضمائرهم وأبدانهم، وعذاب أهل النار مذكور مفصل في القرآن الكريم والسنة النبوية. (( إنها عليهم مؤصدة )): مغلقة، تأمل الآن لو أن مثلاً إنسان كان في حجرة أو في سيارة اتقدت النيران فيها وليس له مخرج، الأبواب مغلقة ماذا يكون؟ في حسرة عظيمة لا يمكن أن يماثلها حسرة. فهم ـ والعياذ بالله ـ هكذا في النار، النار عليهم مؤصدة .