تفسير سورة قريش: قال الله تعالى:" لإيلاف قريش. إيلافهم رحلة الشتاء والصيف "، وبيان صلة هذه السورة بالسورة التي قبلها وهي سورة الفيل حفظ
قول الله تبارك وتعالى :(( لإِيلَفِ قُرَيْشٍ . إِيلَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَآءِ وَالصَّيْفِ . فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ . الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَءَامَنَهُم مِّنْ خوْفٍ )) هذه السورة لها صلة بالسورة التي قبلها، إذ أن السورة التي قبلها فيها بيان منة الله عز وجل على أهل مكة بما فعل بأصحاب الفيل الذين قصدوا مكة لهدم الكعبة، فبيّن الله في هذه السورة نعمة أخرى كبيرة على أهل مكة، على قريش وهو إيلا فهم مرتين في السنة، مرة في الصيف ومرة في الشتاء، والإيلاف بمعنى الجمع والضم، ويراد به التجارة التي كانوا يقومون بها مرة في الشتاء، ومرة في الصيف، أما في الشتاء فيتجهون نحو اليمن للمحصولات الزراعية فيه، ولأن الجو مناسب، وأما في الصيف فيتجهون إلى الشام لأن غالب تجارة الفواكه وغيرها تكون في هذا الوقت في الصيف مع مناسبة الجو البارد، فهي نعمة من الله سبحانه وتعالى على قريش في هاتين الرحلتين، الرحلة الأولى: رحلة الشتاء، في أي وقت؟ في أي جهة؟ في اليمن، والثانية: رحلة الصيف في جهة؟ الشام.