تفسير قوله تعالى:" فذلك الذي يدع اليتيم. ولا يحض على طعام المسكين" والحكمة من جمع هذين الوصفين حفظ
(( فذلك الذي يدع اليتيم. ولا يحض على طعام المسكين )) فجمع بين أمرين، الأمر الأول: عدم الرحمة بالأيتام الذين هم محل الرحمة، لأن الأيتام هم الذين مات آباؤهم قبل أن يبلغوا، وهم محل الشفقة والرحمة، لأنه فاقد لأبيه فقلبه منكسر يحتاج إلى جبر، ولهذا وردت النصوص بفضل الإحسان إلى الأيتام. لكن هذا ـ والعياذ بالله ـ (( يدع اليتيم )) أي: يدفعه بعنف، لأن الدع هو الدفع بعنف كما قال الله تعالى: (( يوم يدعون إلى نار جهنم دعًّا )). أي: دفعاً شديداً، فتجد اليتيم إذا جاء إليه يستجديه شيئاً، أو يكلمه في شيء يحتقره ويدفعه بشدة فلا يرحمه. أيضاً: لا يحثون على رحمة الغير (( ولا يحض على طعام المسكين )) فالمسكين الفقير المحتاج إلى الطعام لا يحض هذا الرجل على إطعامه، لأن قلبه حجر - والعياذ بالله- قاسٍ، فقلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة، إذاً ليس فيه رحمة لا للأيتام ولا للمساكين، فهو قاسي القلب - والعياذ بالله -.