تفسير قوله تعالى:" إنا شانئك هو الأبتر " فكل من أبغض رسول الله أو أبغض شريعته فيناله هذا العقاب حفظ
ثم قال :(( إن شانئك هو الأبتر )) هذا في مقابل إعطاء الكوثر قال: (( إن شانئك هو الأبتر )) (( شانئك )) أي مبغضك، والشنئان هو البغض، ومنه قوله تعالى: (( ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا )). أي: لا يحملنكم بغضهم أن تعتدوا. (( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا )). أي: لا يحملنكم بغضهم على ترك العدل (( اعدلوا هو أقرب للتقوى )) فشانئك في قوله: (( إن شانئك )) يعني مبغضك. (( هو الأبتر )) الأبتر: اسم تفضيل من بتر بمعنى قطع، يعني هو الأقطع، المنقطع من كل خير، وذلك أن كفار قريش يقولون: محمد أبتر، لا خير فيه ولا بركة فيه ولا في إتباعه، أبتر لما مات ابنه القاسم رضي الله عنه قالوا: محمد أبتر، لا يولد له، ولو ولد له فهو مقطوع النسل، فبين الله عز وجل أن الأبتر هو مبغض الرسول عليه الصلاة والسلام فهو الأبتر المقطوع عن كل خير، الذي ليس فيه بركة، وحياته ندامة عليه، وإذا كان هذا في مبغضه فهو أيضاً في مبغض شرعه، فمن أبغض شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام، أو أبغض شعيرة من شعائر الإسلام، أو أبغض أي طاعة مما يتعبد به الناس في دين الإسلام فإنه كافر، خارج عن الدين لقول الله تعالى: (( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم )). ولا حبوط للعمل إلا بالكفر، فمن كره فرض الصلوات فهو كافر ولو صلى، ومن كره فرض الزكاة فهو كافر ولو صلى، لكن من استثقلها مع عدم الكراهة فهذا فيه خصلة من خصلة النفاق لكنه لا يكفر، وفرق بين من استثقل الشيء ومن كره الشيء.