تفسير سورة النصر: قال الله تعالى:" إذا جاء نصر الله والفتح " حفظ
يقول الله تبارك وتعالى: (( إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ . وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَجاً . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوِبَا )). الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم لا شك فيه. يقول الله تعالى: (( إذا جاء نصر الله والفتح )): النصر هو تسليط الله الإنسان على عدوه بحيث يتمكن منه ويخذله ويكبته، وهو أعني النصر أعظم سرور يحصل للعبد في أعماله، لأن المنتصر يجد نشوة عظيمة، وفرحاً وطرباً، لكنه إذا كان بحق فهو خير، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) أي أن عدوه مرعوب منه إذا كان بينه وبينه مسافة شهر، والرعب أشد شيء يفتك بالعدو، لأن الذي حصل في قلبه الرعب لا يمكن أن يثبت أبداً، بل سيطير طيران الريح فقوله: (( إذا جاء نصر الله )) أي نصر الله إياك على عدوك، (( والفتح )) معطوف على النصر، والفتح به نصر لا شك، ولكنه عطفه على النصر تنويهاً بشأنه، وهو من باب عطف الخاص على العام، كقوله تعالى: (( تنزل الملائكة والروح فيها )). أي في ليلة القدر فالملائكة هم الملائكة والروح جبريل وخصه بالذكر لشرفه،