الكلام على فتح مكة حفظ
و" الـ " في قوله والفتح للعهد الذهني، أي: الفتح المعهود المعروف في أذهانكم، وهو فتح مكة، وكان فتح مكة من السنة الثامنة للهجرة في رمضان، وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صالح قريش في غزوة الحديبية ـ الصلح المشهور ـ نقضوا العهد فغزاهم النبي عليه الصلاة والسلام وخرج إليهم مختفياً وقال: ( اللهم عمي أخبارنا عنهم ) فلم يفجأهم إلا وهو محيط بهم عليه الصلاة والسلام، ودخل مكة في العشرين من شهر رمضان، عام ثمان من الهجرة، منصوراً مظفّراً مؤيداً، حتى إنه في النهاية اجتمع إليه كفار قريش حول الكعبة فوقف على الباب يقول: ( يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟ ) وهو الذي كان قبل ثمان سنوات كان هارباً منهم وكانوا الآن في قبضته وتحت تصرفه، قال: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: ( فإني أقول لكم كما قال يوسف لأخوته (( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم )) ) ثم من عليهم عليه الصلاة والسلام بالعفو، فعفا عنهم، هذا الفتح سماه الله فتحاً مبيناً، فقال تعالى: (( إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً )): أي بيناً عظيماً واضحاً .