الكلام على توحيد الأسماء والصفات. حفظ
الشيخ : أما القسم الثالث فهو توحيد الأسماء والصفات وهذا التوحيد هو الذي ضلت فيه الأمة الإسلامية وانقسمت فيه إلى ثلاث وسبعين فرقة هذا التوحيد وهو توحيد الأسماء والصفات هو إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات وكلمة إفراد الله بما له من الأسماء والصفات تتضمن شيئين إثبات ونفي مماثلة إثبات ونفي مماثلة كيف ، فهمنا نفي المماثلة من كلمة إفراد إفراد ومعنى ذلك ألا نجعل لله تعالى مثيلا لصفاته وأسمائه وأن نثبت له جميع أسمائه وصفاته وقد دل قوله تعالى : (( ولله المثل الأعلى )) بأن الله تعالى مختص بكل صفة عليا كل صفة عليا فإنها ثابتة لله عز وجل ودل قوله تعالى (( ليس كمثله شيء )) على أن جميع صفاته التي اتصف بها لا يشبه شيء من المخلوقين في هذه الصفات وإن اشتركت في أصل المعنى لكنها تختلف في حقيقة الحال انتبه فمن لم يثبت لله ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات فإنه معطل وتعطيله هذا يشبه تعطيل فرعون الذي أنكر إيش ؟ الربوبية وتعطيل المشركين الذين صاروا يعبدون مع الله غيره ومن أثبتها مع التشبيه صار مشبها للمشركين الذين جعلوا مع الله إلها آخر ومن أثبتها بدون مماثلة صار من الموحدين فلا بد من إثبات بلا مماثلة ونحن نقول هل أحد أعلم بالله من الله بنفسه؟
الطالب : لا
الشيخ : أبداً وهل أحد أصدق خبرا من خبر الله ؟أبدا وهل أحد أصح بيانا من بيان الله عز وجل ؟ أبدا والله عز وجل يقول : (( يريد الله ليبين لكم )) ويقول: (( يبين الله لكم أن تضلوا )) ويقول : (( آيات بينات )) لقد أنزلنا آيات بينات، وما أشبه ذلك مما يدل على أن الله عز وجل يريد أن يبين للخلق غاية البيان الطريق التي توصلهم إليهم وأعظم ما يحتاج الناس إلى بيانه ما يتعلق بأسماء الله وصفاته حتى يعبدوا الله على بصيرة لأن عبادة من لا تعلم صفاته أو من ليس له صفة أمر لا يتحقق أبدا لا بد أن تعلم من صفات المعبود ما يجعلك تعبده حقا وتلجأ إليه فهذا التوحيد هو الذي ضلت فيه هذه الأمة وانقسموا فيه فرقا كثيرة فمنهم من سلك مسلك التعطيل زاعماً أنه بذلك منزهٌ لله عز وجل ومنهم من سلك مسلك التمثيل زاعم بذلك أنه محقق لما وصف الله به نفسه والكل منهم قد ضل
أما الأول الذي عطل ونفى الصفات زاعما أنه منزه لله فنقول له : خدعت نفسك وكذبت في دعواك لأن المنزه حقيقة لله هو الذي ينفي عنه صفات النقص والعيب وهو الذي ينزه كلامه أن يكون تعمية وتضليلا فبالله عليكم لو قال قائل إن الله ليس له سمع ولا بصر ولا علم ولا قدرة ولا حكمة ولا رحمة هل يكون قد نزه الله أو قد وصمه بأعظم العيوب؟ هو هذا كذلك من قال ليس لله رحمة ولا سمع ولا بصر ولا قدرة ولا كلام وهو سبحانه وتعالى يكرر ذلك في كلامه ويثبته (( سميع بصير )) (( عزيز حكيم )) ، رحيم غفور وما أشبه ذلك، هل يكون قد نزه كلامه عن التعمية والتضليل؟ أبداً قد وصم كلامه بالتعمية والتضليل أن يثبت شيئا وهو خال منه وهل هذا إلا غاية ما يكون من القدح في كلام الله عز وجل كذلك الذين قالوا إننا نثبت لله ما أثبت لنفسه لكن مع التمثيل تحقيقا لثبوت الصفة هؤلاء ما قدروا الله حق قدره وهؤلاء وصموه بالنقص والعيب أن يجعلوا الكامل من كل وجه مثل الناقص من كل وجه، فإذا كان تفضيل الكامل على الناقص يحط من قدره فما بالك بتمثيل الكامل بالناقص؟! هذا أعظم ما يكون جناية على الله عز وجل وإن كان المعطلون أشد منهم جرما لكن الكل منهم لم يقدر الله حق قدره ولم ينزه الله عز وجل عما لا يليق به .
فالتوحيد هو إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات ولهذا قال أهل العلم قالوا إننا نؤمن بما وصف الله به نفسه وسمى به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم، يعني لا بد أن ننزه عقيدتنا عن هذه الأمور الأربعة التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل فالتحريف في النصوص والتعطيل في المعتقد والتكييف في الصفة والتمثيل في الصفة إلا أنه أخف من التكييف. فنحن يجب أن نبرئ معتقدنا عن هذه الأمور الأربعة ونحن حينما نقول من غير تحريف نعني بذلك التأويل الذي سلكه من سموا أنفسهم بأهل التأويل هؤلاء المحرفون لنصوص الكتاب يسمون أنفسهم أهل التأويل لماذا؟ لأجل توصيف المسلك الذي يسلكونه لأن النفوس تنفر من كلمة تحريف ولكن يقولون هذا من باب زخرفة القول وتزيينه لنفوس الناس حتى لا ينفروا منه ولكن حقيقة تأويلهم إيش؟ التحريف لأننا نقول للتأويل الذي سلكتموه نقول في التأويل الذي سلكوه وهو صرف اللفظ عن ظاهره نقول له : هذا الصرف إن دل عليه دليل صحيح فهو ليس تأويلا بالمعنى الذي تريدون ولكنه ... وإن لم يدل عليه الدليل فهو تحريف وتغيير للكلم عن مواضعه فهؤلاء الذين ضلوا بهذه الطريقة وصاروا يثبتون الصفات لكن بتحريف هم على خط معاكس لخط أهل السنة والجماعة ولا يمكن أبدا أن يلقبوا بأهل السنة والجماعة ليش ما يمكن؟ لأن الإضافة تقتضي النسبة أهل السنة منسوبون لأهل السنة هل هؤلاء متمسكون بالسنة فيما خالفوا فيه أهل السنة ؟ لا ،كيف نسميهم أهل السنة ؟ أيضا الجماعة الجماعة معناها الاجتماع الأصل أن اسم جماعة أي اجتماع هل هم مجتمعون على آرائهم؟ لا، اقرأ في كتب أهل التأويل من المعتزلة والأشعرية والماتريدية ومن ضاهاهم اقرأ فيها تجد العجب العجاب من التناقض والاضطراب والتداخل حتى إن بعضهم لا، يعني لا يقتصر على أن يضلل بعضا لكن هو نفسه يتناقض هو نفسه يتناقض وقد نقل شارح الطحاوية عن الغزالي وهو ممن بلغ ذروة علم الكلام نقل عنه كلاما عجيبا إذا طالعه إنسان تبين له ما كان عليه أهل الكلام من الخطأ والخطل والزلل وأنهم ليسوا على بينه من أمرهم وكذلك ما نقله هو وغيره عن الرازي وهو من رؤساء علم أهل الكلام كيف أقر على نفسه بأنه على خطأ عظيم وقد أنشدنا أبيات له في هذا المعنى يقول فيها :
" نهاية إقدام العقول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ***وغاية دنيانا ألم ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقال "
كلام فاضي ثم قال :" لقد تأملت المناهج الطرق الكلامية والمناهج الفسلفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلا فوجدت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات: (( الرحمن على العرش استوى )) (( إليه يصعد الكلام الطيب )) " يعني فأثبت هذا " وأقرأ في النفي: (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يحيطون به علما ))" يعني فأنفي المماثلة وأنفي الإحاطة بالله علما "ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " شف الكلام من فحولهم فتجدهم حيارى مضطربين ليسوا على يقين من أمرهم وتجد من هداه الله إلى الصراط المستقيم مطمئناً منشرح الصدر هادئ البال يقرأ في كتاب الله وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات ويقول والله لست بأعلم من الله بنفسه فيُثبت ولكنه يمنع عقله وتفكيره أن يتجاوز الحد إلى تكييف أو إلى تمثيل ويقول : ما دمت عاجزا عن تصور نفسي التي بين جنبي فإني فإني في تصوري لحقائق ما وصف الله لنفسه من باب أولى أن أكون عاجزاً وهذا أمر إذا سلكه الإنسان استراح ولهذا يجب على الإنسان أن يمنع نفسه عن التفكير في التكييف أو عن السؤال بلمَ فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو السؤال بكيف فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته وانظر إلى السلف رحمهم كيف يقدرون الله حق قدره لما جاء رجل لمالك بن أنس قال يا أبا عبد الله : (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى؟ هل صار وجهه يتهلل فرحا بهذا السؤال؟ أبدا أطرق برأسه حتى صار يدش عرق من هذا السؤال ثم رفع رأسه وقال: " الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا " بينما نجد نحن في العصر الخامس عشر نجد منا من يقوم ويقول تعال أنت تقول إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ثلث الليل كل ليلة نقول نعم طيب إذا يلزم أن يكون كل النهار بالسماء الدنيا ليش؟ قال نعم لأن الليل يمشي على الأرض ينتقل الثلث من هذا المكان إلى مكان آخر فمعناه أن الله دائما في السماء الدنيا هل قال الصحابة هذا للرسول؟ لو كان هذا مما يرد على قلوب المؤمن المستسلم لكان الله يبينه إما على لسان رسوله أو يقيض من يسأل، سأل الصحابة الرسول قالوا أين كان الله قبل أن يخلق السماوات والأرض ، هذا السؤال العظيم ، يعني إلى هذا الحد لا يريد الله عز وجل أن يبقى الأمر مبهماً وهذا لو كان واردا لأورد على الرسول عليه الصلاة والسلام أورد وقل ما دمت في ثلث الليل وهو ... والله عز وجل ليس كمثله شيء علينا أن نستسلم وأن نقول سمعنا وأطعنا وآمنا واتبعنا وصدقنا هذه وظيفتنا والله أعلم .
رحمه الله كتاب التوحيد، التوحيد هو مشتق من وحد الشيء إذا جعله واحداً فهو مصدر فنقول مشتق من وحد والراجح عند النحويين أن المصدر هو أصل الاشتقاق وليس الفعل وفيه خلاف فهل نقول وحد مشتق من التوحيد أو التوحيد مشتق من وحد ينبني على الخلاف هل الأصل المصدر أو الأصل الفعل والصحيح أن الأصل هو المصدر لأنه هو المعنى الذي أُخذ منه الفعل المؤلف رحمه الله لم يأت بترجمة، قصدي لم يأت بخطبة مقدمة واكتفى بالترجمة عن ذلك لأنك بمجرد ما تقرأ كتاب التوحيد هذا العنوان تعرف أن موضوع الكتاب هو التوحيد وقد أتى المؤلف رحمه الله في كتابه هذا بأنواع التوحيد أو بأقسام التوحيد الثلاثة لكنها متفرقة في الأبواب
الطالب : لا
الشيخ : أبداً وهل أحد أصدق خبرا من خبر الله ؟أبدا وهل أحد أصح بيانا من بيان الله عز وجل ؟ أبدا والله عز وجل يقول : (( يريد الله ليبين لكم )) ويقول: (( يبين الله لكم أن تضلوا )) ويقول : (( آيات بينات )) لقد أنزلنا آيات بينات، وما أشبه ذلك مما يدل على أن الله عز وجل يريد أن يبين للخلق غاية البيان الطريق التي توصلهم إليهم وأعظم ما يحتاج الناس إلى بيانه ما يتعلق بأسماء الله وصفاته حتى يعبدوا الله على بصيرة لأن عبادة من لا تعلم صفاته أو من ليس له صفة أمر لا يتحقق أبدا لا بد أن تعلم من صفات المعبود ما يجعلك تعبده حقا وتلجأ إليه فهذا التوحيد هو الذي ضلت فيه هذه الأمة وانقسموا فيه فرقا كثيرة فمنهم من سلك مسلك التعطيل زاعماً أنه بذلك منزهٌ لله عز وجل ومنهم من سلك مسلك التمثيل زاعم بذلك أنه محقق لما وصف الله به نفسه والكل منهم قد ضل
أما الأول الذي عطل ونفى الصفات زاعما أنه منزه لله فنقول له : خدعت نفسك وكذبت في دعواك لأن المنزه حقيقة لله هو الذي ينفي عنه صفات النقص والعيب وهو الذي ينزه كلامه أن يكون تعمية وتضليلا فبالله عليكم لو قال قائل إن الله ليس له سمع ولا بصر ولا علم ولا قدرة ولا حكمة ولا رحمة هل يكون قد نزه الله أو قد وصمه بأعظم العيوب؟ هو هذا كذلك من قال ليس لله رحمة ولا سمع ولا بصر ولا قدرة ولا كلام وهو سبحانه وتعالى يكرر ذلك في كلامه ويثبته (( سميع بصير )) (( عزيز حكيم )) ، رحيم غفور وما أشبه ذلك، هل يكون قد نزه كلامه عن التعمية والتضليل؟ أبداً قد وصم كلامه بالتعمية والتضليل أن يثبت شيئا وهو خال منه وهل هذا إلا غاية ما يكون من القدح في كلام الله عز وجل كذلك الذين قالوا إننا نثبت لله ما أثبت لنفسه لكن مع التمثيل تحقيقا لثبوت الصفة هؤلاء ما قدروا الله حق قدره وهؤلاء وصموه بالنقص والعيب أن يجعلوا الكامل من كل وجه مثل الناقص من كل وجه، فإذا كان تفضيل الكامل على الناقص يحط من قدره فما بالك بتمثيل الكامل بالناقص؟! هذا أعظم ما يكون جناية على الله عز وجل وإن كان المعطلون أشد منهم جرما لكن الكل منهم لم يقدر الله حق قدره ولم ينزه الله عز وجل عما لا يليق به .
فالتوحيد هو إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات ولهذا قال أهل العلم قالوا إننا نؤمن بما وصف الله به نفسه وسمى به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم، يعني لا بد أن ننزه عقيدتنا عن هذه الأمور الأربعة التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل فالتحريف في النصوص والتعطيل في المعتقد والتكييف في الصفة والتمثيل في الصفة إلا أنه أخف من التكييف. فنحن يجب أن نبرئ معتقدنا عن هذه الأمور الأربعة ونحن حينما نقول من غير تحريف نعني بذلك التأويل الذي سلكه من سموا أنفسهم بأهل التأويل هؤلاء المحرفون لنصوص الكتاب يسمون أنفسهم أهل التأويل لماذا؟ لأجل توصيف المسلك الذي يسلكونه لأن النفوس تنفر من كلمة تحريف ولكن يقولون هذا من باب زخرفة القول وتزيينه لنفوس الناس حتى لا ينفروا منه ولكن حقيقة تأويلهم إيش؟ التحريف لأننا نقول للتأويل الذي سلكتموه نقول في التأويل الذي سلكوه وهو صرف اللفظ عن ظاهره نقول له : هذا الصرف إن دل عليه دليل صحيح فهو ليس تأويلا بالمعنى الذي تريدون ولكنه ... وإن لم يدل عليه الدليل فهو تحريف وتغيير للكلم عن مواضعه فهؤلاء الذين ضلوا بهذه الطريقة وصاروا يثبتون الصفات لكن بتحريف هم على خط معاكس لخط أهل السنة والجماعة ولا يمكن أبدا أن يلقبوا بأهل السنة والجماعة ليش ما يمكن؟ لأن الإضافة تقتضي النسبة أهل السنة منسوبون لأهل السنة هل هؤلاء متمسكون بالسنة فيما خالفوا فيه أهل السنة ؟ لا ،كيف نسميهم أهل السنة ؟ أيضا الجماعة الجماعة معناها الاجتماع الأصل أن اسم جماعة أي اجتماع هل هم مجتمعون على آرائهم؟ لا، اقرأ في كتب أهل التأويل من المعتزلة والأشعرية والماتريدية ومن ضاهاهم اقرأ فيها تجد العجب العجاب من التناقض والاضطراب والتداخل حتى إن بعضهم لا، يعني لا يقتصر على أن يضلل بعضا لكن هو نفسه يتناقض هو نفسه يتناقض وقد نقل شارح الطحاوية عن الغزالي وهو ممن بلغ ذروة علم الكلام نقل عنه كلاما عجيبا إذا طالعه إنسان تبين له ما كان عليه أهل الكلام من الخطأ والخطل والزلل وأنهم ليسوا على بينه من أمرهم وكذلك ما نقله هو وغيره عن الرازي وهو من رؤساء علم أهل الكلام كيف أقر على نفسه بأنه على خطأ عظيم وقد أنشدنا أبيات له في هذا المعنى يقول فيها :
" نهاية إقدام العقول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ***وغاية دنيانا ألم ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقال "
كلام فاضي ثم قال :" لقد تأملت المناهج الطرق الكلامية والمناهج الفسلفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلا فوجدت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات: (( الرحمن على العرش استوى )) (( إليه يصعد الكلام الطيب )) " يعني فأثبت هذا " وأقرأ في النفي: (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يحيطون به علما ))" يعني فأنفي المماثلة وأنفي الإحاطة بالله علما "ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " شف الكلام من فحولهم فتجدهم حيارى مضطربين ليسوا على يقين من أمرهم وتجد من هداه الله إلى الصراط المستقيم مطمئناً منشرح الصدر هادئ البال يقرأ في كتاب الله وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات ويقول والله لست بأعلم من الله بنفسه فيُثبت ولكنه يمنع عقله وتفكيره أن يتجاوز الحد إلى تكييف أو إلى تمثيل ويقول : ما دمت عاجزا عن تصور نفسي التي بين جنبي فإني فإني في تصوري لحقائق ما وصف الله لنفسه من باب أولى أن أكون عاجزاً وهذا أمر إذا سلكه الإنسان استراح ولهذا يجب على الإنسان أن يمنع نفسه عن التفكير في التكييف أو عن السؤال بلمَ فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو السؤال بكيف فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته وانظر إلى السلف رحمهم كيف يقدرون الله حق قدره لما جاء رجل لمالك بن أنس قال يا أبا عبد الله : (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى؟ هل صار وجهه يتهلل فرحا بهذا السؤال؟ أبدا أطرق برأسه حتى صار يدش عرق من هذا السؤال ثم رفع رأسه وقال: " الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا " بينما نجد نحن في العصر الخامس عشر نجد منا من يقوم ويقول تعال أنت تقول إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ثلث الليل كل ليلة نقول نعم طيب إذا يلزم أن يكون كل النهار بالسماء الدنيا ليش؟ قال نعم لأن الليل يمشي على الأرض ينتقل الثلث من هذا المكان إلى مكان آخر فمعناه أن الله دائما في السماء الدنيا هل قال الصحابة هذا للرسول؟ لو كان هذا مما يرد على قلوب المؤمن المستسلم لكان الله يبينه إما على لسان رسوله أو يقيض من يسأل، سأل الصحابة الرسول قالوا أين كان الله قبل أن يخلق السماوات والأرض ، هذا السؤال العظيم ، يعني إلى هذا الحد لا يريد الله عز وجل أن يبقى الأمر مبهماً وهذا لو كان واردا لأورد على الرسول عليه الصلاة والسلام أورد وقل ما دمت في ثلث الليل وهو ... والله عز وجل ليس كمثله شيء علينا أن نستسلم وأن نقول سمعنا وأطعنا وآمنا واتبعنا وصدقنا هذه وظيفتنا والله أعلم .
رحمه الله كتاب التوحيد، التوحيد هو مشتق من وحد الشيء إذا جعله واحداً فهو مصدر فنقول مشتق من وحد والراجح عند النحويين أن المصدر هو أصل الاشتقاق وليس الفعل وفيه خلاف فهل نقول وحد مشتق من التوحيد أو التوحيد مشتق من وحد ينبني على الخلاف هل الأصل المصدر أو الأصل الفعل والصحيح أن الأصل هو المصدر لأنه هو المعنى الذي أُخذ منه الفعل المؤلف رحمه الله لم يأت بترجمة، قصدي لم يأت بخطبة مقدمة واكتفى بالترجمة عن ذلك لأنك بمجرد ما تقرأ كتاب التوحيد هذا العنوان تعرف أن موضوع الكتاب هو التوحيد وقد أتى المؤلف رحمه الله في كتابه هذا بأنواع التوحيد أو بأقسام التوحيد الثلاثة لكنها متفرقة في الأبواب