شرح قول المصنف :قول الله تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) . حفظ
الشيخ : قال " وقول الله تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) "
ما نافية وقوله: (( إلا ليعبدون )) هذا استثناء مفرغ من أعم الأحوال يعني ما خلقت الجن والإنس لأي شيء إلا للعبادة واللام هنا في قوله: (( إلا ليعبدون )) اللام للتعليل اللام للتعليل لكنه لكنه تعليل بيان الحكمة من الخلق وليس التعليل الملازم للمعلول لأنه لو كان التعليل الملازم له المعلول للزم من خلق الجن والإنس أن يكونوا كلهم عبادا لله يتعبدون له وليس الأمر كذلك فهذه العلة علة غائية وليست علة فاعلة والعلة الغائية قد تحصل وقد لا تحصل كما لو قلت بريت القلم لأكتب به فأنت قد تكتب وقد لا تكتب انتبه العلة الفاعلية معناه أن المعلول مبني عليها ولا بد أن تقع ... طريق المعلول وأما العلة الغائية فهي لبيان الغاية من هذا الفعل والمقصود من هذا الفعل وقد يقع وقد لا يقع والمثال الذي ضربتُ لكم يبين ذلك ما هو؟ أن تقول بريت القلم لأكتب به فأنت الآن بريت لكن هل يلزم من ذلك أي من كونك بريت لتكتب به هل يلزم من ذلك أن تكتب به؟ لا خط الثوب لألبسه ربما لا تلبسه ولا لا ؟ يبدو لك ... وتتركه وهكذا فهذه العلة غائية والعلة الغائية لا يلزم وقوعها وإنما قلنا ذلك لأنها لو كانت علة فاعلة لكان يلزم أن الناس كلهم يعبدون الله والواقع ليس كذلك نعم
الطالب : الفاعلة
الشيخ : الفاعلة معناه التي تكون هي السبب في إيجاد هذا الشيء فتكون سابقة له فتقول مثلا انكسر الزجاج لشدة الحر مثلا فالعلة الفاعلة تكون سابقة وهي التي تكون ملازمة للمعلول
طيب قوله تعالى (( وما خلقت الجن والإنس )) خلقت بمعنى أوجدت لكنه إيجاد مسبوق بتقدير ولهذا الخلق في اللغة التقدير كما قال الشاعر :
" ولأنت تفري ما خلقت *** وبعض الناس يخلق ثم لا يفري "
ما خلقت يعني ما قدرت فأصل الخلق في اللغة التقدير ويطلق على الإيجاد المبني عليه كما في الآية وقوله سبحانه وتعالى : (( الجن )) الجن هم عالم غيبي مخفي عنا ولهذا جاء في مادة الجن نعم جاءت مادة هذه تسمية لهم لأنه سبق لنا أن الجيم والنون تدلان على الخفاء والاستتار ومنه الجَنة والجِنة والجُنة كلها تدل على الخفاء والاستتار .
وقوله : (( الإنس )) يراد بهم بني آدم وسموا بذلك لأنهم لا يقوون أو لا يعيشون بدون إيناس فهم يأنس بعضهم ببعض ويتحرك بعضهم إلى بعض وبذلك سموا إنساً والله خلقهم لعبادته (( إلا ليعبدون )) فسر قوله ليعبدوه إلا ليوحدون وهذا حق وفُسر بمعنى ليتذللوا لي بالطاعة فعلاً للمأمور وتركا للمحذور ومن طاعته أن نوحده سبحانه وتعالى فهذه هي الحكمة
ومن المعلوم أنه لو كان هذا هو الحكمة لكان منافيا للحكمة كيف ذلك ؟ لأن الله تعالى أعطى البشر عقولا وأعطاهم وأرسل إليهم الرسول وأنزل إليهم الكتب فلو كان الغرض من خلقهم أو لكانت الحكمة من خلقهم كالحكمة من خلق البهائم التي خلقت لينتفع بها الناس لضاعت الحكمة كيف يقولون من الحكمة وترسل الرسل وتُنزل الكتب ويعطى الإنسان عقل والنهاية أنه كشجرة نبتت ونمت ثم تحطمت وزالت هذا ليس من الحكمة ولهذا قال الله عز وجل: (( إن الذي فرض عليك القرآن لرآدك إلى معاد )) لا بد أن يردك إلى معاد تجازى على عملك إن خيرا فخير وإن شرا فشر إذن هذه الحكمة من خلق الجن والإنس ، هل الحكمة أن ينفعوا الله؟ يعني ... الحكمة ... فهل الحكمة أن ينفعوا الله ؟ لا ولهذا قال: (( ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) فإن قلت كيف تجيب عن قوله تعالى: (( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له )) الجواب أن هذا ليس إقرارا لله عز وجل فإن الله غني عنا لكنه شبه سبحانه وتعالى معاملة عبده له بالقرض ، لأن القرض لا بد من وفائه لابد من وفائه فكأنه التزام من الله عز وجل أن يوفي العامل أجر عمله كما يوفي المقترض من أقرضه، من أقرضه طيب ثم قال
ما نافية وقوله: (( إلا ليعبدون )) هذا استثناء مفرغ من أعم الأحوال يعني ما خلقت الجن والإنس لأي شيء إلا للعبادة واللام هنا في قوله: (( إلا ليعبدون )) اللام للتعليل اللام للتعليل لكنه لكنه تعليل بيان الحكمة من الخلق وليس التعليل الملازم للمعلول لأنه لو كان التعليل الملازم له المعلول للزم من خلق الجن والإنس أن يكونوا كلهم عبادا لله يتعبدون له وليس الأمر كذلك فهذه العلة علة غائية وليست علة فاعلة والعلة الغائية قد تحصل وقد لا تحصل كما لو قلت بريت القلم لأكتب به فأنت قد تكتب وقد لا تكتب انتبه العلة الفاعلية معناه أن المعلول مبني عليها ولا بد أن تقع ... طريق المعلول وأما العلة الغائية فهي لبيان الغاية من هذا الفعل والمقصود من هذا الفعل وقد يقع وقد لا يقع والمثال الذي ضربتُ لكم يبين ذلك ما هو؟ أن تقول بريت القلم لأكتب به فأنت الآن بريت لكن هل يلزم من ذلك أي من كونك بريت لتكتب به هل يلزم من ذلك أن تكتب به؟ لا خط الثوب لألبسه ربما لا تلبسه ولا لا ؟ يبدو لك ... وتتركه وهكذا فهذه العلة غائية والعلة الغائية لا يلزم وقوعها وإنما قلنا ذلك لأنها لو كانت علة فاعلة لكان يلزم أن الناس كلهم يعبدون الله والواقع ليس كذلك نعم
الطالب : الفاعلة
الشيخ : الفاعلة معناه التي تكون هي السبب في إيجاد هذا الشيء فتكون سابقة له فتقول مثلا انكسر الزجاج لشدة الحر مثلا فالعلة الفاعلة تكون سابقة وهي التي تكون ملازمة للمعلول
طيب قوله تعالى (( وما خلقت الجن والإنس )) خلقت بمعنى أوجدت لكنه إيجاد مسبوق بتقدير ولهذا الخلق في اللغة التقدير كما قال الشاعر :
" ولأنت تفري ما خلقت *** وبعض الناس يخلق ثم لا يفري "
ما خلقت يعني ما قدرت فأصل الخلق في اللغة التقدير ويطلق على الإيجاد المبني عليه كما في الآية وقوله سبحانه وتعالى : (( الجن )) الجن هم عالم غيبي مخفي عنا ولهذا جاء في مادة الجن نعم جاءت مادة هذه تسمية لهم لأنه سبق لنا أن الجيم والنون تدلان على الخفاء والاستتار ومنه الجَنة والجِنة والجُنة كلها تدل على الخفاء والاستتار .
وقوله : (( الإنس )) يراد بهم بني آدم وسموا بذلك لأنهم لا يقوون أو لا يعيشون بدون إيناس فهم يأنس بعضهم ببعض ويتحرك بعضهم إلى بعض وبذلك سموا إنساً والله خلقهم لعبادته (( إلا ليعبدون )) فسر قوله ليعبدوه إلا ليوحدون وهذا حق وفُسر بمعنى ليتذللوا لي بالطاعة فعلاً للمأمور وتركا للمحذور ومن طاعته أن نوحده سبحانه وتعالى فهذه هي الحكمة
ومن المعلوم أنه لو كان هذا هو الحكمة لكان منافيا للحكمة كيف ذلك ؟ لأن الله تعالى أعطى البشر عقولا وأعطاهم وأرسل إليهم الرسول وأنزل إليهم الكتب فلو كان الغرض من خلقهم أو لكانت الحكمة من خلقهم كالحكمة من خلق البهائم التي خلقت لينتفع بها الناس لضاعت الحكمة كيف يقولون من الحكمة وترسل الرسل وتُنزل الكتب ويعطى الإنسان عقل والنهاية أنه كشجرة نبتت ونمت ثم تحطمت وزالت هذا ليس من الحكمة ولهذا قال الله عز وجل: (( إن الذي فرض عليك القرآن لرآدك إلى معاد )) لا بد أن يردك إلى معاد تجازى على عملك إن خيرا فخير وإن شرا فشر إذن هذه الحكمة من خلق الجن والإنس ، هل الحكمة أن ينفعوا الله؟ يعني ... الحكمة ... فهل الحكمة أن ينفعوا الله ؟ لا ولهذا قال: (( ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) فإن قلت كيف تجيب عن قوله تعالى: (( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له )) الجواب أن هذا ليس إقرارا لله عز وجل فإن الله غني عنا لكنه شبه سبحانه وتعالى معاملة عبده له بالقرض ، لأن القرض لا بد من وفائه لابد من وفائه فكأنه التزام من الله عز وجل أن يوفي العامل أجر عمله كما يوفي المقترض من أقرضه، من أقرضه طيب ثم قال