شرح قول المصنف :وقوله : (( قل : تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم : ألا تشركوا به شيئاً )). الآيات حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله : " وقوله: (( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً )) "
الخطاب الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم تعالوا يعني أقبلوا وهلموا وأصله من العلو كأن المنادي يناديك أن تعلو إلى مكانه كأنه يناديك من بعيد من علو فيقول تعال يعني ارتفع إلي.
وقوله : (( أتلُ )) بالجزم جواباً للأمر في قوله تعالوا
وقوله : (( ما حرم ربكم عليكم )) ما اسم موصوف مفعول لأتلُ يعني أتلُ الذي حرم ربكم عليكم والعائد فيها هاه محذوف التقدير ما حرمه ربكم عليكم ، وقال ربكم ولم يقل ما حرم الله لأن الرب هنا أنسب حيث إن الرب له مطلق التصرف والتدبير بالمربوب فلهذا قال ربكم وقوله (( ألا تشركوا به شيئاً )) أن هذه تفسيرية تفسيرية تفسر أتل يعني أتل عليكم ألا تشركوا به شيئا وليست مصدرية بدلا من المفعول الي حرم لأن الله ما حرم ألا نشرك بل حرم أن نشرك وقد قيل به أي قيل إن أن مصدرية ولكن على هذا القول تكون لا زائدة تكون لا زائدة نعم ولكن القول الأول أصح أنها تفسيرية أي أتلُ عليكم عدم الإشراك عدم الإشراك بالله شيئا
ثم قال: (( وبالوالدين إحسانا )) يعني وأتلوا عليكم الأمر بالإحسان إلى الوالدين فإن قلت كيف يصدق على نفي الشرك أنه حرام وعلى الإحسان أنه حرام؟ قلنا حرام تجنبه حرام تجنبه يعني يحرم عليكم أن تتجنبوا انتفاء الإشراك به وأن تتجنبوا الإحسان إلى الوالدين وإذا حرُم ذلك صار ضده واجباً فيجب إذن التوحيد والإحسان إلى الوالدين وقوله : (( ألا تشركوا )) ما دُمنا أعربنا أن تفسيرية فإن لا هنا
الطالب : ناهية
الشيخ : ناهية وهي أيضاً وهذا أيضاً مما يرجح أن تكون أن تفسيرية لتتناسب الجمل فتكون كلها طلبية (( وبالوالدين إحسانا ))
(( ألا تشركوا بالله شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق )) لما ذكر حق الأصول الوالدين ذكر حق الفروع فقال: (( ولا تقتلوا أولادكم من من إملاق )) فالأولاد هنا يشمل الذكر والأنثى لأنه هكذا في اللغة العربية قال الله تعالى : (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأثنيين )) وقوله : (( من إملاق )) من هنا للتعليل والسببية أي بسبب الإملاق والإملاق هو الفقر ثم قال: (( نحن نرزقكم وإياهم )) يعني أنكم إذا أبقيتموهم فإن الرزق لن يضيق عليكم بإبقائهم لأن الذي يقوم بالرزق هو الله وبدأ هنا برزق الآباء، وبدأ في سورة الإسراء برزق الأولاد والحكمة في هذا ظاهرة لأنه هنا قال (( من إملاق )) فالإملاق حاصل فبدأ في ذكر الوالدين اللذين قد أملقا وأما هناك فقال: (( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق )) فهم أغنياء فبدأ برزق الأولاد قبل رزق الوالدين (( نحن نرزقكم وإياهم )) وش بعده؟
(( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) قال (( لا تقربوا الفواحش )) ولم يقل لا تأتوا والتعبير بهذا وبهذا بينهما فرق لو قال لا تأتوا الفواحش صار نهياً عن إتيان الفاحشة مباشرة ولما قال لا تقربوا صار نهيا عنها وعما يقوم ذريعة إليها فكل الفواحش يجب علينا أن نبتعد عنها ولهذا حرُم على الرجل أن ينظر إلى المرأة الأجنبية منه لأن ذلك يدنيه من أين؟ من الفواحش وحرم عليه الخلوة بالأجنبية لأنه يدنيه من الفواحش وحرم على المرأة أن تسافر بلا محرم لأن ذلك يدنيها من الفواحش
وقوله : (( ما ظهر منها وما بطن )) له عدة أوجه أي ما ظهر منها فحشُه وما خفي يعني الفواحش منها شيء معلوم بفُحشه مستفحش في نفوس جميع الناس ومنها شيء فيه خفاء وجه آخر ما ظهر منها وما بطن أي ما أظهرتموه وما أسررتموه فالإظهار مثل أن يُظهر الزنا والعياذ بالله والإبطان أن يفعله سرا ، شيء ثالث ما ظهر وما بطن أي ما عظم فحشه ما عظم فحشه وما كان دون ذلك لأن الفواحش أيضا ليست على حد سواء ولهذا جاء في الحديث أكبر الكبائر ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) وهذا يدل على أن الكبائر فيها أكبر وفيها ما هو دون ذلك ، وإن كانت كلها كبائر، فصار في قوله ما ظهر منها وما بطن فيها ثلاثة أوجه يقرأها علينا الأخ حسين
الطالب : أولاً ما ظهر منها وما بطن بمعنى
الشيخ : (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )) لا تقتلوا النفس التي حرم الله وهي النفس المعصومة وهي نفس المسلم والذمي والمعاهد والمستأمن هذه أربعة أنفس لا تقتلوها إلا بحق إلا بحق والحق هو ما أثبته الشرع والباطل ما نفاه الشرع فمن الحق الذي أثبته الشرع في قتل النفس المعصومة أن نقول أن يزني الإنسان وهو مُحصن فإذا زنا وهو مُحصن فإنه يرجم حتى يموت ومن ذلك إذا قتل مكافئه فإنه يقتل به ومن ذلك إذا خرج عن الجماعة وقطع الطريق وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاثة النفس بالنفس ) والثاني ( والثيب الزاني ) والثالث ( التارك لدينه المفارق للجماعة ) فهذا معنى النفس التي حرم الله إلا بالحق
طيب هنا قال (( لا تقتلوا النفس حرم الله إلا بالحق )) طيب هنا قال (( لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )) وهناك قبلها قال (( لا تقتلوا أولادكم من إملاق )) فيكون النهي عن قتل الأولاد من الإملاق يكون مكرراً مرتين مرة بذكر الخصوص ومرة بذكر العموم (( ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون )) ذلكم المشار إليه ما سبق والمودة ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق خمسة وقوله : (( ذلكم وصاكم به )) التوصية بالشيء هي العهد به على وجه الاهتمام ولهذا يقال وصيته على فلان أي عهدت به إليه إذا اهتم به بمعنى الفهم ولا بمعنى حسن التصرف؟ هاه حسن التصرف بخلاف قوله: (( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) فهناك لعلكم تفهمون، فالعقل هنا بمعنى حسن التصرف وهذا دليل على أن هذه الأمور إذا التزمها الإنسان فهو عاقل رشيد وإذا خرج عنها فهو سفيه وليس بعاقل (( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده )) قال: (( لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن )) يعني فأما بالتي هي أحسن فاقربوه وقوله : (( لا تقربوا )) هذا سياج وحماية للأموال اليتامى ألا نقربها ولا قربانا إلا بما نراه أحسن أي إلا بالخصلة التي هي أحسن ولم يقل سبحانه وتعالى إلا بالحسنة قال : (( بالتي هي أحسن )) فلا تقربه بأي تصرف من التصرفات إلا بما ترى أنه أحسن فإذا لاح لك تصرفان أحدهما يربح عشرة والثاني يربح خمسة عشر فالواجب عليك أن تأخذ بما يربح خمسة عشر لأنه أحسن والحسن هنا يشمل الحسن الدنيوي والحسن الديني فلو لاح لك تصرفان أحدهما أكثر ربحا لكنه أكثر ربا كالبنوك مثلا والثاني أقل ربحا لكنه أسلم من الربا أيهما تقدم؟ الأخير لأن الحسن الشرعي مقدم على الحسن المالي الدنيوي
وقوله (( لا تقربوه إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده )) فإذا بلغ أشده فاقربوه بما ليس بأحسن
الطالب : لا
الشيخ : هاه ليش؟ حتى للغاية إذا لأنه إذا بلغ أشده ما نملك التصرف ماذا نصنع؟ نعطيه إياه بعد أن نختبره وننظر في حسن تصرفه نسلمه له ولا يجوز لنا أن نبقيه عندنا ، واليتيم سبق أنه مات أبوه ولم يبلغ
وهنا يقول (( لا تقربوا )) فلمن الخطاب؟ الخطاب لأولياء اليتيم إن كان له ولي خاص من قبل والده فذاك وإن لم يكن له ولي خاص فوليه الحاكم على قول بعض أهل العلم أو وليه من هو أولى به من العصبة على القول الثاني (( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط ))
الطالب : أشده
الشيخ : أشده يعني قوته العقلية والبدنية (( وأوفوا الكيل والميزان بالقسط )) أوفوا الكيل والميزان أوفوا الكيل يعني إذا كلتم والميزان إذا وزنتم وهذا وإن كان ظاهرا فيما يكال وفيما يوزن فيما يُكال من الأطعمة كالحبوب والثمار وفيما يوزن كاللحوم مثلاً لكنه شامل حتى في غير ذلك مما تُعطي غيرك أو تأخذ منه يجب عليك أن توفي بالكيل والميزان بالقسط أي بالعدل ولما كان قوله بالقسط (( أوفوا الكيل والميزان بالقسط )) قد يشق في بعض الأحيان قال : (( لا نكلف نفسا إلا وسعها )) لأن الإنسان أحياناً يفوته أن يوفي الكيل أو أن يوفي الوزن فهل يعد مخالفا نقول لا ما دام قد بذل الجهد والطاقة فإن الله يقول: (( لا نكلف نفسا إلا وسعها )) أي إلا طاقتها وما خرج عن الطاقة فإن الإنسان معفو عنه فيه
(( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى )) وهنا ما قال : لا نكلف نفساً إلا وسعها ، لأن القول لا يشق إذا قلتم فاعدلوا أي قول تقولون فإنه يجب عليك أن تعدل فيه سواء تقوله بين اثنين لتحكم بينهم أو تقوله لنفسك على غيرك أو تقوله لغيرك على نفسك فإن الواجب الواجب العدل، والعدل معناه ألا تميل يميناً ولا شمالا لأن معنى العدل في اللغة الاستقامة وضده إيش؟ الجور والميل فإذا قلت قولاً فالواجب عليك العدل حتى لو كنت تنظر تحكم بين اثنين
الخطاب الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم تعالوا يعني أقبلوا وهلموا وأصله من العلو كأن المنادي يناديك أن تعلو إلى مكانه كأنه يناديك من بعيد من علو فيقول تعال يعني ارتفع إلي.
وقوله : (( أتلُ )) بالجزم جواباً للأمر في قوله تعالوا
وقوله : (( ما حرم ربكم عليكم )) ما اسم موصوف مفعول لأتلُ يعني أتلُ الذي حرم ربكم عليكم والعائد فيها هاه محذوف التقدير ما حرمه ربكم عليكم ، وقال ربكم ولم يقل ما حرم الله لأن الرب هنا أنسب حيث إن الرب له مطلق التصرف والتدبير بالمربوب فلهذا قال ربكم وقوله (( ألا تشركوا به شيئاً )) أن هذه تفسيرية تفسيرية تفسر أتل يعني أتل عليكم ألا تشركوا به شيئا وليست مصدرية بدلا من المفعول الي حرم لأن الله ما حرم ألا نشرك بل حرم أن نشرك وقد قيل به أي قيل إن أن مصدرية ولكن على هذا القول تكون لا زائدة تكون لا زائدة نعم ولكن القول الأول أصح أنها تفسيرية أي أتلُ عليكم عدم الإشراك عدم الإشراك بالله شيئا
ثم قال: (( وبالوالدين إحسانا )) يعني وأتلوا عليكم الأمر بالإحسان إلى الوالدين فإن قلت كيف يصدق على نفي الشرك أنه حرام وعلى الإحسان أنه حرام؟ قلنا حرام تجنبه حرام تجنبه يعني يحرم عليكم أن تتجنبوا انتفاء الإشراك به وأن تتجنبوا الإحسان إلى الوالدين وإذا حرُم ذلك صار ضده واجباً فيجب إذن التوحيد والإحسان إلى الوالدين وقوله : (( ألا تشركوا )) ما دُمنا أعربنا أن تفسيرية فإن لا هنا
الطالب : ناهية
الشيخ : ناهية وهي أيضاً وهذا أيضاً مما يرجح أن تكون أن تفسيرية لتتناسب الجمل فتكون كلها طلبية (( وبالوالدين إحسانا ))
(( ألا تشركوا بالله شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق )) لما ذكر حق الأصول الوالدين ذكر حق الفروع فقال: (( ولا تقتلوا أولادكم من من إملاق )) فالأولاد هنا يشمل الذكر والأنثى لأنه هكذا في اللغة العربية قال الله تعالى : (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأثنيين )) وقوله : (( من إملاق )) من هنا للتعليل والسببية أي بسبب الإملاق والإملاق هو الفقر ثم قال: (( نحن نرزقكم وإياهم )) يعني أنكم إذا أبقيتموهم فإن الرزق لن يضيق عليكم بإبقائهم لأن الذي يقوم بالرزق هو الله وبدأ هنا برزق الآباء، وبدأ في سورة الإسراء برزق الأولاد والحكمة في هذا ظاهرة لأنه هنا قال (( من إملاق )) فالإملاق حاصل فبدأ في ذكر الوالدين اللذين قد أملقا وأما هناك فقال: (( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق )) فهم أغنياء فبدأ برزق الأولاد قبل رزق الوالدين (( نحن نرزقكم وإياهم )) وش بعده؟
(( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) قال (( لا تقربوا الفواحش )) ولم يقل لا تأتوا والتعبير بهذا وبهذا بينهما فرق لو قال لا تأتوا الفواحش صار نهياً عن إتيان الفاحشة مباشرة ولما قال لا تقربوا صار نهيا عنها وعما يقوم ذريعة إليها فكل الفواحش يجب علينا أن نبتعد عنها ولهذا حرُم على الرجل أن ينظر إلى المرأة الأجنبية منه لأن ذلك يدنيه من أين؟ من الفواحش وحرم عليه الخلوة بالأجنبية لأنه يدنيه من الفواحش وحرم على المرأة أن تسافر بلا محرم لأن ذلك يدنيها من الفواحش
وقوله : (( ما ظهر منها وما بطن )) له عدة أوجه أي ما ظهر منها فحشُه وما خفي يعني الفواحش منها شيء معلوم بفُحشه مستفحش في نفوس جميع الناس ومنها شيء فيه خفاء وجه آخر ما ظهر منها وما بطن أي ما أظهرتموه وما أسررتموه فالإظهار مثل أن يُظهر الزنا والعياذ بالله والإبطان أن يفعله سرا ، شيء ثالث ما ظهر وما بطن أي ما عظم فحشه ما عظم فحشه وما كان دون ذلك لأن الفواحش أيضا ليست على حد سواء ولهذا جاء في الحديث أكبر الكبائر ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) وهذا يدل على أن الكبائر فيها أكبر وفيها ما هو دون ذلك ، وإن كانت كلها كبائر، فصار في قوله ما ظهر منها وما بطن فيها ثلاثة أوجه يقرأها علينا الأخ حسين
الطالب : أولاً ما ظهر منها وما بطن بمعنى
الشيخ : (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )) لا تقتلوا النفس التي حرم الله وهي النفس المعصومة وهي نفس المسلم والذمي والمعاهد والمستأمن هذه أربعة أنفس لا تقتلوها إلا بحق إلا بحق والحق هو ما أثبته الشرع والباطل ما نفاه الشرع فمن الحق الذي أثبته الشرع في قتل النفس المعصومة أن نقول أن يزني الإنسان وهو مُحصن فإذا زنا وهو مُحصن فإنه يرجم حتى يموت ومن ذلك إذا قتل مكافئه فإنه يقتل به ومن ذلك إذا خرج عن الجماعة وقطع الطريق وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاثة النفس بالنفس ) والثاني ( والثيب الزاني ) والثالث ( التارك لدينه المفارق للجماعة ) فهذا معنى النفس التي حرم الله إلا بالحق
طيب هنا قال (( لا تقتلوا النفس حرم الله إلا بالحق )) طيب هنا قال (( لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )) وهناك قبلها قال (( لا تقتلوا أولادكم من إملاق )) فيكون النهي عن قتل الأولاد من الإملاق يكون مكرراً مرتين مرة بذكر الخصوص ومرة بذكر العموم (( ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون )) ذلكم المشار إليه ما سبق والمودة ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق خمسة وقوله : (( ذلكم وصاكم به )) التوصية بالشيء هي العهد به على وجه الاهتمام ولهذا يقال وصيته على فلان أي عهدت به إليه إذا اهتم به بمعنى الفهم ولا بمعنى حسن التصرف؟ هاه حسن التصرف بخلاف قوله: (( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) فهناك لعلكم تفهمون، فالعقل هنا بمعنى حسن التصرف وهذا دليل على أن هذه الأمور إذا التزمها الإنسان فهو عاقل رشيد وإذا خرج عنها فهو سفيه وليس بعاقل (( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده )) قال: (( لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن )) يعني فأما بالتي هي أحسن فاقربوه وقوله : (( لا تقربوا )) هذا سياج وحماية للأموال اليتامى ألا نقربها ولا قربانا إلا بما نراه أحسن أي إلا بالخصلة التي هي أحسن ولم يقل سبحانه وتعالى إلا بالحسنة قال : (( بالتي هي أحسن )) فلا تقربه بأي تصرف من التصرفات إلا بما ترى أنه أحسن فإذا لاح لك تصرفان أحدهما يربح عشرة والثاني يربح خمسة عشر فالواجب عليك أن تأخذ بما يربح خمسة عشر لأنه أحسن والحسن هنا يشمل الحسن الدنيوي والحسن الديني فلو لاح لك تصرفان أحدهما أكثر ربحا لكنه أكثر ربا كالبنوك مثلا والثاني أقل ربحا لكنه أسلم من الربا أيهما تقدم؟ الأخير لأن الحسن الشرعي مقدم على الحسن المالي الدنيوي
وقوله (( لا تقربوه إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده )) فإذا بلغ أشده فاقربوه بما ليس بأحسن
الطالب : لا
الشيخ : هاه ليش؟ حتى للغاية إذا لأنه إذا بلغ أشده ما نملك التصرف ماذا نصنع؟ نعطيه إياه بعد أن نختبره وننظر في حسن تصرفه نسلمه له ولا يجوز لنا أن نبقيه عندنا ، واليتيم سبق أنه مات أبوه ولم يبلغ
وهنا يقول (( لا تقربوا )) فلمن الخطاب؟ الخطاب لأولياء اليتيم إن كان له ولي خاص من قبل والده فذاك وإن لم يكن له ولي خاص فوليه الحاكم على قول بعض أهل العلم أو وليه من هو أولى به من العصبة على القول الثاني (( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط ))
الطالب : أشده
الشيخ : أشده يعني قوته العقلية والبدنية (( وأوفوا الكيل والميزان بالقسط )) أوفوا الكيل والميزان أوفوا الكيل يعني إذا كلتم والميزان إذا وزنتم وهذا وإن كان ظاهرا فيما يكال وفيما يوزن فيما يُكال من الأطعمة كالحبوب والثمار وفيما يوزن كاللحوم مثلاً لكنه شامل حتى في غير ذلك مما تُعطي غيرك أو تأخذ منه يجب عليك أن توفي بالكيل والميزان بالقسط أي بالعدل ولما كان قوله بالقسط (( أوفوا الكيل والميزان بالقسط )) قد يشق في بعض الأحيان قال : (( لا نكلف نفسا إلا وسعها )) لأن الإنسان أحياناً يفوته أن يوفي الكيل أو أن يوفي الوزن فهل يعد مخالفا نقول لا ما دام قد بذل الجهد والطاقة فإن الله يقول: (( لا نكلف نفسا إلا وسعها )) أي إلا طاقتها وما خرج عن الطاقة فإن الإنسان معفو عنه فيه
(( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى )) وهنا ما قال : لا نكلف نفساً إلا وسعها ، لأن القول لا يشق إذا قلتم فاعدلوا أي قول تقولون فإنه يجب عليك أن تعدل فيه سواء تقوله بين اثنين لتحكم بينهم أو تقوله لنفسك على غيرك أو تقوله لغيرك على نفسك فإن الواجب الواجب العدل، والعدل معناه ألا تميل يميناً ولا شمالا لأن معنى العدل في اللغة الاستقامة وضده إيش؟ الجور والميل فإذا قلت قولاً فالواجب عليك العدل حتى لو كنت تنظر تحكم بين اثنين