.شرح قول المصنف : باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وقول الله تعالى : (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )) . حفظ
الشيخ : فيما سبق ذكر كتاب التوحيد يعني وجوب يعني وجوب التوحيد وأنه لا بد منه وأنه هو معنى قوله تعالى: (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) إذ لا عبادة إلا بتوحيد ذكر هنا " فضل التوحيد " واعلم أنه لا يلزم من ثبوت الفضل للشيء لا يلزم منه أن يكون غير واجب فإن ذكر الفضل للشيء معناه آثاره ونتائجه وإذا قلنا إن في التوحيد فضلا فليس معنى ذلك أن التوحيد ليس بواجب وبهذا القاعدة التي أثبتناها وقد سبق أن تكلمنا عليها يتبين ضعف استدلال من قال إن صلاة الجماعة غير واجبة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ ) قال فكونها أفضل دليل على أنها ليست بواجبة فيقال لا يلزم من ثبوت الفضل في الشيء أن يكون غير واجب بل هو واجب وفيه فضل فالتوحيد أوجب الواجبات ولا تقبل الأعمال إلا به ولا يتقرب العبد إلا به ومع ذلك ففيه فضل وسيذكر المؤلف من فضائله ما تدل عليه الآية والأحاديث وقوله: " وما يكفر من الذنوب " معطوف على أي شيء؟ على فضل ولا على التوحيد ؟
الطالب : على توحيد
الطالب : لا على فضل
الشيخ : نشوف إذا قلنا معطوفة على التوحيد صار المعنى باب فضل التوحيد وفضل ما يكفر من الذنوب، تستقيم ولا ما تستقيم ؟
الطالب : ما يستقيم
الشيخ : هاه ما يستقيم إذا قلنا إنها معطوفة على فضل صار المعنى باب فضل التوحيد وباب ما يكفر من الذنوب تستقيم ولا ما تستقيم؟ يستقيم وباب ما يكفر من الذنوب لأن هذا الباب عقد لأمرين لبيان فضل التوحيد ولبيان ما يكفر التوحيد من الذنوب لأن التوحيد سبب لتكفير الذنوب نعم ...
السائل : معطوف على إيه؟
الشيخ : معطوفة على فضل معطوفة على فضل لأنه وباب ما يكفر من الذنوب طيب ما يكفره من الذنوب هو في الحقيقة من آثار فضله من آثار فضله أنه يُكفر من الذنوب ومن فضائل التوحيد أنه أكبر إعانة للرغبة في الطاعة لأن الموحِد دائما يرغب الطاعة لأنه يعمل لمن؟ لله سبحانه وتعالى وغير الموحد ما يعمل إلا حيث يجد هواه افرض والعياذ بالله إن كان مرائي يذكر رياء ويصلي رياء ويتصدق رياء متى يفعل هذه الأشياء إذا كان عنده من يراه لكن إذا كان موحدا مخلصا لله عز وجل فإنه يفعله سراً وعلناً بل إن بعض السلف قال : (إني لأود أن أتقرب إلى الله بطاعة لا يكتبها الحفظة) وش لأجل ؟ لأجل أن يعلموا بها لأجل أن لا يعلموا بها وتكون سرا بينه وبين الله ... هذا الأخلاص في الحقيقة نعم أما أن الإنسان يتعرض لمدح الناس ويروه ويمدحوه وما أشبه ذلك فهذا نقص في التوحيد كبير ، فمن فضائله أنه أكبر عون للإنسان على فعل الطاعة ومن فضائله ما ذكره في قوله تعالى : " (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )) " الذين آمنوا ولم يلبسوا وش معنى لم يلبسوا؟ لم يخلطوا إيمانهم بظلم لما قال إيمانهم بظلم عرفنا هنا أن الظلم ما يقابل الإيمان أن الظلم ما يقابل الإيمان وهو الشرك كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك نعم يكون هذا الإيمان خالص ولا لا؟ خالص ما فيه ظلم هؤلاء لهم الأمن أثبت الله لهم الأمن ومعنى ذلك أنهم آمنون من الخلود في النار، آمنون من الخلود في النار، إذا فسرنا الظلم بأعلاه وهو ما فسره به النبي صلى الله عليه وسلم نعم لأن الشرك لا شك أنه من الظلم لكنه أعظم الظلم فإذا وُجد الظلم هذا اللي هو أعظم الظلم ما حصل أمن إطلاقا عرفتم ؟ وإذا انتفى هذا الظلم حصل الأمن ولكن يبقى أولئك لهم الأمن هل هذا الأمن كامل ؟ الآية هنا ما بينت لهم الأمن، لكن هل هو كامل ولا غير كامل ؟ أرجو الانتباه لأن هذه الآية فيها نوع من الإشكال هنا أثبت الله الأمن لمن لم يشرك أو لا ؟ إذن من لم يشرك فهو آمن لكن هل هو أمن مطلق أو مطلق أمن؟ الآية ما بينت إنما هو آمن لكنه إن كان الإيمان كاملاً لم يخالطه معصية فالأمن مطلق ، يعني إن كان الإيمان مطلقا إيمان مطلق فالأمن أمن مطلق وإن كان الإيمان مطلق إيمان فله مطلق أمن له مطلق أمن، عرفتم؟ فمثلا الإنسان اللي يفعل الكبائر يفعل الكبائر هذا له الأمن من وجه وليس آمناً من وجه الخلود في النار آمن منه ولا لا؟ آمن منه ما يمكن يخلد في النار العذاب؟
الطالب : ليس آمن
الشيخ : ليس آمن لأن الله يقول (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) لمن يشاء فتبين بهذا أن الإيمان المطلق يقابَل بالأمن المطلق ومطلق الإيمان بمطلق الأمن يعني ليس بالأمن الكامل إنما على كل حال هو آمن من الخلود، أما أن يكون آمنا من عذاب الله فهذا تحت المشيئة ، لأن لا بد أن نجمع بين كلام الله عز وجل كلام الله لا يتناقض إذا كان لا يشرك بالله فهو آمن من الخلود في النار لكنه ليس آمناً من العذاب لأنه تحت إيش؟ تحت مشيئة الله عز وجل ولكن من وافى الله سبحانه وتعالى عند أجله محققاً للتوحيد فإنه يأمن حتى من العذاب يأمن حتى من العذاب كما سيأتي إن شاء الله تعالى في الأحاديث لأنه في هذه الحال أقصى ما عنده من الإيمان هو هذا إذ أنه إذا وصل إلى الموت ما يستطيع يعمل لكنه حقق التوحيد عند الموافاة وحينئذٍ يأمن أمنا كاملا هذه الآية ذكرها إبراهيم صلى الله عليه وسلم ردا على قومه حين قال: (( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون)) أنا قلت إبراهيم وأنا أخطأت قالها الله تعالى حكما بين إبراهيم وقومه يعني ... كيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون قال الله عز وجل: (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم ومهتدون )) على أنه قد يقول قائل إنه من كلام إبراهيم ليبين لقومه ولهذا قال بعدها (( وتلك حُجتنا أتيناها إبراهيم على قومه )) نعم قوله : (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )) ( لما نزلت الآية هذه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شق عليهم ذلك وقالوا يا رسول الله أينا لم يظلم نفسه؟ أينا لم يظلم نفسه؟ فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام : ليس الأمر ذلك - يعني ما تظنون - وإنما المراد به الشرك ألم تسمعوا قول لقمان إن الشرك لظلم عظيم ) ولا شك أن الشرك أظلم الظلم في حق الله في حق الله عز وجل لكن هناك ظلم بين الإنسان وبين العباد وهناك ظُلم بين الإنسان وبين نفسه أليس كذلك طيب الإنسان قد يظلم نفسه ولا يعطيها حقها مثل أن يصوم فلا يُفطر ويقوم فلا ينام هذا ظلم للنفس لكن هل هو ظلم في حق الله ما هو ظلم هو ما عمل إلا لأجل أن يقوم بحق الله عز وجل لكنه ظلم لنفسه والله تعالى ما يرضى منه ذلك طيب الإنسان قد يظلم غيره يعتدي على شخص بقتل أو جرح أو أخذ مال أو ما أشبه ذلك وش يصير؟ بالنسبة لنفسه ما ظلمها ظاهرا لأنه نال هواه ومقصوده لكن بالنسبة لغيره ظلمه الظلم في حق الله الشرك به الشرك به نعم والله تعالى لا يغفر أن يشرك به ، ما وجه أو ما مناسبة هذه الآية للترجمة ؟ مناسبتها أن الله تعالى أثبت الأمن لمن لم يشرك والذي لم يشرك وش يقال له؟ موحد إذن من فضائل التوحيد حصول الأمن للموحد لأنه لم يلبس إيمانه بظلم فدل ذلك على أن من فضائل التوحيد ثبوت الأمن
طيب فيه بعده بحث (( أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )) مهتدون في الدنيا ولا في الآخرة ؟
الطالب : في الدنيا والآخرة
الشيخ : في الدنيا والآخرة نعم لأنه مطلق مهتدون في الدنيا إلى شرع الله بالعلم والعمل فالاهتداء بالعلم هداية الإرشاد والاهتداء بالعمل هداية التوفيق مهتدون في الآخرة إلى طرق من إلى طريق الجنة قال الله تعالى: (( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله )) وش بعد ؟ (( فهدوهم إلى صراط الجحيم )) اهدوهم هذه هداية الآخرة إلى صراط الجحيم ، أهل الجنة يُهدون إلى صراط أهل الجنة إلى صراط النعيم فإذن الهداية وإن كان كثير من المفسرين قالوا أولئك لهم الأمن في الآخرة والهداية في الدنيا والصواب أن الآية عامة لا بالنسبة للأمن ولا بالنسبة للهداية في الدنيا والآخرة نعم
السائل : الأمن في الآخرة ما يعني ...
الشيخ : لا قد يكون أمن بعد أن يضل الإنسان ولا يهتدي بسرعة ... لكن بعد طرق بعيدة لكن إذا كنت تدل أو تُهدى تتمسك نعم
السائل : الآية ما تدل على أن انتفاء أدنى ظلم يعني يحصل به ...
الشيخ : لا نعم نقول فسره النبي عليه الصلاة والسلام لأنه شرك
السائل : لكن أدنى أنواع الشرك
الشيخ : إيه نعم أدنى أنواع الشرك لأن الشرك كما مر علينا لا يغفر ولو كان ... إنما ما دون الأكبر لا شك أنه نهايته إلى الجنة
السائل : لكن هل تدل على ما دون ...
الشيخ : يعني قصدك ... إنه إذا وجد الشرك ولو أصغر ما يحصل أمن إطلاقا
السائل : إيه نعم
الشيخ : صحيح هذا ربما نقول ظاهر الآية لكن النصوص الأخرى تدل على أن الشرك الأصغر لا يمكن أن يخلد صاحبه في النار
السائل : لكن تعريف الأمن هنا
الشيخ : نعم
الطالب : الأمن في الآية
الشيخ : ...
السائل : ...
الشيخ : لا لا ، لأن ما عندنا شيء سبق
السائل : ...
الشيخ : يشكل
السائل : أنه من حصل على الإيمان فيحصل له الأمن المطلق
الشيخ : لا ما يحصل ... لأن ما عندنا ... وهو الأمن المطلق حتى نقول يحال عليه ... ولهذا فسرناه بأنا قلنا إن الأمن المطلق أو مطلق الأمن هكذا الظلم الذي تلبس به الإنسان