تتمة .شرح قول المصنف : عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (:من شهد أن لا إله إلا الله.....)الحديث . حفظ
الشيخ : وقال الله تعالى (( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء )) نعم كيف نقول لا إله إلا الله نقول هذا التأله لغير الله التأله لغير الله بغير حق فلا يصح أن يُسمى تألهاً لأن ما انتفى شرعا انتفى وقوعا يعني بمعنى أنه يجب أن يكون منفيا وقوعا فهنا هذا التأله تأله باطل والباطل لا قرار له نعم (( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار )) فهو باطل نعم وهذا هو الجمع بين قوله تعالى هنا (( فما أغنت عنهم آلهتهم )) وقول قريش (( أجعل الآلهة إلها واحدا )) وبين قوله سبحانه وتعالى : (( إن هي إلا أسماء سميتموها )) فهنا جعلها أسماء لا معاني لماذا؟ لأنها باطلة شرعاً فهي مجرد اسم آلهة وإلا حقيقة ما تستحق أن تسمى آلهة لا تنفع ولا تضر ولا تخلق ولا ترزق ولا تُحي ولا تُميت فليست مستحقة لأن تكون آلهة وبهذا أيضا نعرف أن قول الرسل لأقوامهم : (( ما لكم من إله غيره )) المشركون يعبدون الأصنام يقولون ما لكم من إله غيره أي من أي من إله حقيقي يستحق أن يُعبد هذا هو الذي عليه المسلمون هذا هو الذي عليه المسلمون وهو الذي جاءت به الرسل، وأما من قال إله بمعنى آله وجعل معنى الإله القادر على الاختراع كما يقوله كثير من المتكلمين يقولون التوحيد هو أن توحد الله وتقول هو واحد في ذاته لا قسيم له وواحد في أفعاله لا شريك له وواحد في صفاته لا شبيه له هذا التوحيد عندهم ولا يقولون واحد في عبادته لا يُعبد سواه ما يقولون هذا حقيقة الأمر إن عندهم الإله يعني القادر على الاختراع هم ... هذا يقول لا إله إلا الله لا قادر على الاختراع إلا الله، نعم طيب هل هذا هو التوحيد حقيقة ؟ هل هذا معنى لا إله إلا الله ؟
الطالب : لا
الشيخ : هاه لو كان هذا معنى لا إله إلا الله كان لما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قريش وقال لا إله إلا الله قالوا على العين والرأس أهلا بك وسهلا حنا نقول معك على المنابر مو على المنابر على أعلى جبل فيه لا إله إلا الله أو لا ؟ مو هم يقولون هذا؟ يقولون لا قادر قريش تقول لا قادر على الاختراع إلا الله بل لا خالق إلا الله نعم وكلمة لا خالق إلا الله أبلغ بعد من قادر على الاختراع لأن القادر قد يفعل وقد لا يفعل لكن الخالق قد فعل وتحققت القدرة منه فصار توحيد المشركين خيرا من توحيد هؤلاء المتكلمين وهم ينتسبون إلى الإسلام ويقولون إن هذا دين الإسلام إن معنى لا إله إلا الله أي لا قادر على الاختراع إلا الله سبحان الله لو كان هذا معنى التوحيد كانت قريش تضاد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هاه أبداً ما تضاده بل ترحب به وتناصره ولا يقاتلون الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن ومن المؤسف أنه يوجد كثير من المتكلمين الآن أو من الكتاب الآن الذين يكتبون في هذه الأبواب تجدهم عندما يتكلمون عن التوحيد لا يقررون أكثر من توحيد الربوبية نعم وهذا في الحقيقة غلط هذا نقص عظيم ومن المؤسف أنه يوجد في بعض المدارس عندنا التوحيد عندهم تجده حسب ما نقل لي أنا ما قرأت الكتاب أكثر ما يقرر توحيد الربوبية الذي لم ينكره المشركون وهذا غير صحيح يعني يجب إننا نغرس في قلوب المسلمين توحيد الألوهية أكثر من توحيد الربوبية لأن توحيد الربوبية في الحقيقة أمر ما أحد أنكره إنكارا حقيقيا حتى المجوس الذين يقولون بالظلمة والنور يرون أن الظلمة تخلق والنور يخلق لكن يرون النور أفضل لأن النور يخلق الخير والظلمة تخلق الشر فهو أفضل عندهم حتى عند اللي يقولون بالخالقين كوننا ما نقرر إلا هذا الأمر الفطري المعلوم بالعقل ونسكت عن الأمر الذي بالحقيقة يغلب الهوى فيه عبادة غير الله هي التي يسيطر هذا الإنسان على نفسه حتى يصرفه عن عبادة الله يعبد أولياء يعبد هواه نعم حتى النبي صلى الله عليه وسلم جعل الذي همه الدرهم والدينار جعله عابداً والله تبارك وتعالى قال : (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه )) ولهذا قال بعض السلف قولا صحيحا مؤيدا بالأدلة كل معصية فهي نوع من الشرك كل معصية فهي نوع من الشرك ليش؟ لأن الذي يحمل على هذه المعصية الهوى الهوى وقد جعل الله تعالى اتباع الهوى من الشرك نعم وإن كان عندنا نقسم بالتنويع لا بالجنس الأعم نقول الشرك شيء والمعصية شيء آخر فالزنا مثلا ما هو بشرك الزنا معصية المعاصي كلها بالمعنى العام أو بالجنس العام في الحقيقة يمكن أن نعتبرها من الشرك نعم لكن بالمعنى الأخص تقسم إلى أنواع إلى شرك أصغر وأكبر ومعصية صغيرة ومعصية كبيرة نعم ومعصية تتعلق بحق الله ومعصية تتعلق بحق الإنسان ومعصية تتعلق بحق الخلق فالحاصل أن لا إله إلا الله أنا أقول إنه يجب علينا أن نحققها لأنها غاية التوحيد وهذا أمر من أصعب ما يكون على المرء لا تظن أنه سهل نحن الحمد لله نشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لكن هذا الأمر يعني صعب بالحيل يقول بعض السلف ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص وصحيح صحيح هذا صعب صعب والله ما يعرف ولا يعرف إنه صعب إلا المؤمن حقاً لأن غير المؤمن ما يهمه ولهذا لما قيل لابن عباس أو ابن مسعود " إن اليهود يقولون نحن لا نوسوس بالصلاة " إذ أن اليهودي كبر للصلاة وإلا قلبه حاضر ما يروح لا يمين ولا يسار مع إنهم معروفين بالدنيا وحب الدنيا قال صحيح أنتم يا المسلمين قلوبكم موحدة لكن هم قلوبهم خراب فما يصنع الشيطان بقلب خراب يجي يخرب المهدوم هاه لكن يبي يخرب المعمور ... يجي يهدمه ولهذا لما شُكي إلى النبي عليه الصلاة والسلام أن الرجل يجد في نفسه ما يستعظم المسلمين به قال وجدتم ذلك قالوا نعم وش قال؟ ( ذاك صريح الإيمان ) يعني ذاك العلامة البينة على أن إيمانكم صريح لأنه نفى هذا نفر منه وورد عليه هذا الوارد لا يرد هذا الوارد إلا على قلب صريح أما إذا كان قلب متبلد هاه ... ما هو بنظيف والله أعلم
وما يترتب عليه من الآثار الحميدة وفي الباب الذي قبله ذكر التوحيد يعني وجوبه وسبق الكلام على قوله تعالى: (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )) وأن معنى قوله لم يلبسوا لم يخلطوا
ثم قال " وعن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأن محمدا عبده ورسوله ) " مَن وش إعرابها؟
الطالب : شرطية
الشيخ : لا
الطالب : شرطية
الشيخ : اسم شرط شرطية وجوابه قوله أدخله الله الجنة على ما كان من العمل وقوله من شهد الشهادة هي الاعتراف باللسان والاعتقاد بالقلب نعم والتصديق بالجوارح وإلا فلا تتم الشهادة لابد من اعتقاد بالقلب وإقرار باللسان وتصديق بالجوارح وإلا فالشهادة كذب حطوا بالكم يا جماعة المنافقون جاؤوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا نشهد إنك لرسول الله نشهد إنك لرسول الله جملة مؤكدة بثلاثة شهادة وإن واللام هذا إقرار باللسان ولا لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : لكنه خالٍ من العقيدة بالقلب وخالٍ من التصديق بالعمل نفع ولا ما نفع ؟ ما نفع إذن تشهد أن لا إله إلا الله بقلبك وتعتقد نعم تشهد أن لا إله إلا الله بلسانك وتعتقد أنه لا إله إلا الله بقلبك لكن ما تعمل ينفع ولا لا ؟ طيب وين العبادة لأن لا إله أي لا معبود فكيف لا تعبد كيف لا تعبد وأنت تشهد أنه ما من معبود إلا الله وأنت أول من لم يعبده وين الشهادة؟ إذن فالشهادة لا تتحقق إلا بعقيدة بالقلب والثاني أو الاعتراف باللسان والثالث تصديق بالأركان تصديق بالعمل تصديق بالعمل ويشهد أن فلان قال أشهد أن فلانا زنديق ملحد نعم لكنك إذا فتشت عن قلبه إلا يحبه محبة عظيمة نعم وإذا فتشت عن عمله ولا هو يواليه ويقرب منه ويأخذ بقوله ويعتبر وش تكون الشهادة؟ صحيحة ولا كاذبة ؟ كاذبة كيف تقول زنديق ملحد وتروح تحبه وتشهد له وين الشهادة فإذن لا بد من هذا طيب شهادة أن لا إله إلا الله نحن نشهد إنه لا إله إلا الله وش معنى لا إله إلا الله ؟ هذه الكلمة لها أهمية عظيمة وش معنى لا إله إلا الله ؟
إن قلت لا معبود إلا الله قلنا يكذبك الواقع لأنه موجود من يُعبد سوى الله ولا لا ؟
الطالب : إيه نعم
الشيخ : ولكننا نقول لا معبود على وجه يستحق أن يعبد إلا الله إلا الله وهذه الأصنام التي تُعبد من دون الله وتُسمى آلهة مجرد أسماء فقط وإلا فلا تستحق أن تكون إلها لأن ما فيها من خصائص الألوهية شيء ما فيها من الخصائص التي تسلتزم أن تُعبد شيء قال إبراهيم لأبيه (( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً )) إن تكلمت ما سمعك وإن أصابتك ضراء ما رآك وإن طلبت منه واستغثته لم يغن عنك شيئاً بأي عقل تعبد من هذه حاله نعم طيب
إذن قول الرسل عليه الصلاة والسلام لأقوامهم (( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )) ينفون وجود إله غير الله والرسل أنفسهم يرون أنهم يعبدون الأصنام ويسمونها آلهة لكن الرسل تعرف أن هذه التسمية إيش؟ مجرد تسمية فقط وإلا حقيقة لا ما تستحق أن تكون إلها وإن تألهوا لها وتعبدوا لها وأحبوها وعظموها فإنها ليست آلهة ما هي مستحقة العبادة واضح ؟ إذن لا إله إلا الله يجب أن نعرف معناها حقيقة أي لا معبود يستحق أن يُعبد إلا إلا الله أما من عبد وهو من لا يستحق وهو من كل من عبد سوى الله فإنه ليس بإله وتسميته إلها مجرد تسمية فقط (( أفرأتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذاً قسمة ضيزى إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وأبائكم )) وقال يوسف: (( ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وأبائكم )) بس أسماء سموها إله وما هي بإله وهكذا وأما من قال إن الإله بمعنى الآلِه الآلِه وثم فسره بأنه القادر على الخلق أو على الاختراع فهذا باطل هذا التفسير وش يبطله لأن المشركين يعتقدون في الله هذه العقيدة ولا لا؟ وهم مشركون قاتلهم النبي عليه الصلاة والسلام لأنهم لم يقولوا لا إله إلا الله فإذن الذي يفسر لا إله إلا الله بهذا التفسير يعتبر موافقا للمشركين في فهمهم بل هم أفهم منه هم أفهم منه لأنه هو يعتقد أنه ما في إلا الله وهم يعتقدون أن هناك خالق أنه ما في خالق غير الله لكن من باب التذلل والتعبد ... والتقرب المشركون يرون أن هناك سوى الله.