شرح قول المصنف : التاسعة: كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده، بل فعله تخلصاً من شرهم.
العاشرة: معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين، كيف صبر ذلك على القتل، ولم يوافقهم على طلبتهم، مع كونهم لم يطلبوا منه إلا العمل الظاهر.
الحادية عشرة: أن الذي دخل النار مسلم، لأنه لو كان كافراً لم يقل: (دخل النار في ذباب).
الثانية عشرة: فيه شاهد للحديث الصحيح (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك).
الثالثة عشرة: معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان.
حفظ
القارئ : " التاسعة : كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده بل فعله تخلصا من شرهم " .
الشيخ : هذا في الحقيقة ما هو مسلّم هذا ليس مسلما فإن قولهم : ( قرب ولو ذباباً ) يقتضي أنه فعله قاصداً التقرب أما لو فعله تخلصا من شرهم فإنه لا يكفر لأنه ما قصد التقرب ولهذا قال العلماء في الفقه : " لو أُكره على طلاق امرأته فطلق تبعا لقوله " يعني طلق نوى الطلاق فإن الطلاق يقع وإن طلق دفعاً للإكراه لم يقع الطلاق وهذا حق لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ) وظاهر القصة التي ذكرها المؤلف في هذا الحديث تدل على أن الرجل قرب بنية التقرب لأن الأصل أن فعلا بُني على طلب إيش يكون ؟ موافقة لهذا الطلب هو الأصل ما دام فعل فعلا مبنيا على طلب وهو أن يقرب لهذا الصنم فإننا نعرف أنه فعله بنية هذا التقرب ونحن نرى خلاف ما يرى المؤلف ... لأنه لو فعله لقصد التخلص ولا لنية التقرب لهذا الصنم ... فإنه لا يكفر لعموم قول الله تعالى : (( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فعليهم غضب )) وهذا الذي فعل ما يوجب الكفر تخلصاً مطمئناً بالإيمان قلبه مطمئن بالإيمان. فالصواب : أنه لا فرق بين القول المكره عليه والفعل وإن كان بعض العلماء يفرق يقول : إذا أكره على القول فقال لم يكفر وإذا أُكره على الفعل ففعل كفر ويستدل بقصة الذباب وقصة الذباب كما ترون فيها نظر من حيث صحتها وفيها نظر أيضاً من حيث الدلالة لما شرحناه لكم ويش الشرح الذي قلنا ؟ فعل مبني على طلب فيُحال على هذا الطلب . واضح ولو فُرض أن فيه احتمالاً أن الرجل تقرب بالذباب تخلصاً لو فرض هذا نعم فإن لدينا نصا محكماً في الموضوع نص قرآني محكم ، وهو : (( مَنْ كَفَرَ )) ما قال بالقول (( بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فعليهم غضب)) فما دام عندنا نص من القرآن واضح وصريح فإنه لو وردت سنة صحيحة على وجه يشتبه فإنها تحمل على هذا النص المحكم إي نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : ... قد لا يخطر ببال الإنسان أنه يفعل الشيء تقربا ربما لا يخطر وربما تكون هذه القصة أيضاً في شريعة من قبلنا أنهم مؤاخذون بالإكراه وأنه يجب عليهم الصبر ولو قُتلوا . عندنا نص الرسول يتحدث لأجل ... الأول ... وهو التقرب إلى الأصنام ولو بما لا يؤبه به نعم ولكن عندنا آية وكثير من الآصار والأغلال التي على الأمم السابقة رُفعت عنهم نعم .
السائل : ... .
الشيخ : ربما نعم ربما أنه صادق في قوله : ( ما عنده شيء يقرب ) أو أنه يريد أيضاً الدفع المهم على كل حال إذا حملناه على ظاهره فمعنى ذلك أنه ذبح هذه الذبابة تقرباً إلى هذا الصنم إنما الدلالة الحالية تدل على أنه أراد التقرب نعم .
القارئ : " العاشرة : معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين، كيف صبر ذلك على القتل ولم يوافقهم على طلبهم مع كونهم لم يطلبوا إلا العمل الظاهر " .
الشيخ : إي نعم وهذه المسألة فيها تفصيل في الحقيقة هل الأولى أن الإنسان يصبر إذا أكره على الكفر الأولى أنه يصبر ويُقتل أو الأولى أن يوافق ظاهرا ويتأول ؟
أما كونه يوافق ظاهرا وباطنا فهذا لا شك أنه غير جائز الموافقة ظاهرا وباطنا هذه لا تجوز لأنها ردة . فالأقسام ثلاثة :
إما أن يوافق ظاهرا وباطنا وهذا حرام ولا يجوز.
أو يوافق ظاهرا لا باطنا : ولكن يقصِد التخلص من الإكراه هذا جائز.
أو لا يوافق لا ظاهرا ولا باطنا ويقتل مثلا فهذا أيضا جائز وهو من الصبر.
لكن أيهما أولى أن يصبر ولو قُتل أو أن يوافق ظاهراً ؟
فيه تفصيل : إذا كان الإكراه لا يترتب عليه خلل في الدين للعامة إذا كان الإكراه لا يترتب عليه ضرر في الدين للعامة فإن الأولى أن يوافق ظاهرا لا باطنا لاسيما إذا كان بقاؤه فيه مصلحة للناس مثل : صاحب مال أو صاحب علم أو ما أشبه ذلك حتى وإن لم يكن فيه مصلحة ففي بقائه على الإسلام زيادة عمل صالح خير وهو قد رُخص له في إيش ؟ في أن يكفر ظاهراً عند الإكراه فالأولى أن يتأول ويوافق ظاهراً لا باطنا.
أما إذا كان في موافقته وعدم صبره ضرر في الإسلام فإنه يصبر وقد يجب الصبر وأن الصبر حينئذ من الجهاد في سبيل الله ولهذا لما شكى الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام ما يجدونه من مضايقة المشركين قص عليهم قصة من كان قبلنا بأن الإنسان يمشط ما بين لحمه وجلده بأمشاط الحديد وهو يصبر ومعنى ذلك أنه يقول لهم : اصبروا على الأذى.
ولهذا الإمام أحمد رحمه الله أوذي وصبر وهو يرى بعض العلماء يفتن لأن الإمام أحمد لو أنه وافقهم ظاهرا هي مسألة عظيمة في الدين فالصبر هنا من باب الصبر على الجهاد في سبيل الله ما هو من باب إبقاء النفس هذا ليس من باب الصبر لإبقاء النفس من باب الصبر قولوا : للجهاد في سبيل الله والإنسان يجب أن يجاهد في سبيل الله بماله ونفسِه فصار فرق بين الإكراه الشخصي اللي ما يترتب شيء فله كما قلت كم حالة ؟ ها لا ثلاث حالات موافقة ظاهرة وباطنة هذه ما تجوز وموافقة ظاهراً لا باطناً فهذه جائزة والثالثة : الصبر على القتل فهذه أيضا جائزة ولكن الأولى الأخذ بالرخصة لما في البقاء من المصلحة
أما إذا كانت مسألة الإكراه يضر بالدين يعني أكره على عمل إذا وافقهم عليه أضر بدين الله فإن الواجب الصبر حماية للنفس ولا حماية للدين ؟
الطالب : حماية للدين
الشيخ : حماية للدين لأن هذا من باب الجهاد في سبيل الله والصحابة رضي الله عنهم لو حصل منهم والعياذ بالله موافقة للمشركين في ذلك الوقت والمسلمين قلة هذا ضرر عظيم على الإسلام كذلك الإمام رحمه الله لو أنه وافق ظاهرا حصل في ذلك مضرة على الإسلام هذا هو التفصيل في مسألة الإكراه نعم.
القارئ : " الحادية عشرة : أن الذي دخل النار مسلم لأنه لو كان كافراً لم يقل : دخل النار في ذباب " .
الشيخ : هذا صحيح يعني أن هذا الرجل كفر بالذباب فكان هو السبب في دخوله النار فكان بالأول مسلماً ثم كفر بتقريبه للصنم وقوله : ( في ذباب ) في للظرفية ها ما قلت في للظرفية لكن بسبب ونظيره قوله صلى الله عليه وسلم : ( دخلت النار امرأة في هرة حبستها ) في للسببية .
القارئ : " الثانية عشر فيه شاهد للحديث الصحيح " .
الشيخ : عشَر عندك ولا عشْرة ؟
القارئ : عشْرة .
الشيخ : نعم .
القارئ : " فيه شاهد للحديث الصحيح : ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك ) " .
الشيخ : الله أكبر والغرض من هذا : الترغيب والترهيب ... الغرض من هذا إذا علم الإنسان أن الجنة أقرب إليه من شراك النعل نعم فإنه ينشطه على السعي ما هي بعيدة مثل قال ( الرسول لما سئل عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار قال : لقد سألت عن عظيم ) فبعده ثم قال : ( وإنه ليسير على من يسره الله عليه ) فالجنة إذا قُربت وقيل للإنسان هي أقرب من شراك النعل فهو ينشط ويسعى لها والنار إذا قيل له : إنها أقرب إليه من شراك النعل فإنه يخاف، ويتوقى في مشيه لئلا يزل فيهلك ورب كلمة توصل الإنسان إلى أعلى عليين وكلمة أخرى توصله إلى أسفل السافلين نعم
الطالب : شراك نعله
الشيخ : الشراك هذا ... الذي يكون على ظهر القدم نعم.
القارئ : " الثالثة عشرة : معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبادة الأوثان "
الشيخ : عبدة
الطالب : عبدة الأوثان .
الشيخ : الحقيقة أن الثالثة عشرة مع التاسعة فيها يعني شبه تناقض، لأن في الثالثة العشرة أحال الحكم على عمل القلب وفي التاسعة أحاله على الظاهر، لأنه قال : تخلصاً من شرهم ومعنى ذلك أن باطنه سليم وهنا يقول : إنه العمل بعمل القلب ولا شك أن ما قاله المؤلف حق بالنسبة إلى أن المدار على القلب. والحقيقة أن العمل مركب على القلب، والناس يختلفون في أعمال القلوب أكثر من اختلافهم في أعمال الأبدان، والفرقان بينهم قصداً وذلاً الفرقان بينهم أعظم من الفرقان بين أعمالهم البدنية ولا لا ؟ إي نعم لأن كثير من الناس مثلا قد يعبد الله ويقصد الله
لكن عنده نوع من ... نسأل العافية عنده نوع من ... ما يذل للحق ولا يُذعن لكل الحق وبعض الناس أيضا يكون عنده ذل للحق كله لكن ناقص في القصد يكون عنده نوع من الرياء مثلاً نسأل الله العافية ولكن أعمال القلوب لها أهمية عظيمة، ونحن دائماً نكرر عليكم وإلا هو تكرار على أنفسنا في الواقع أن الإنسان يخلص أعمال القلب وأقوال القلب وأقوال القلب واعتقاداته وأعماله وتحركاته نعم فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره منين ؟ من اعتقاداته وأقواله أقوال القلوب والحب والخوف والرجاء والتوكل والاستعانة وما أشبه ذلك والإخلاص أيضاً هو من أعمال القلوب نحن دائما نكرر عليكم الاهتمام بأعمال القلوب وأن الإنسان يحرص عليها غاية الحرص أكثر من الحرص على عمل البدن وقول اللسان لأنها إذا صلحت كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله )
الطالب : ...
الشيخ : (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )) عليك بالقرآن والسنة هذا هو الدواء القرآن والسنة هي الدواء والرجوع إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بمعرفة أحواله عليه الصلاة والسلام وأقواله وجهاده ودعوته، هذا مما يعين على صلاح القلب. ثم مما يعين على صلاح القلب مثل ما قال المؤلف في المصطلح أن الإنسان يُعرض عن الدنيا ما يجعل لها هما في قلبه إطلاقا إلا مقدار ما يقوم به ... ودينه بمعنى إنه ما يدخل قلبه الدنيا أبدا .
... لا دين ولا دنيا ، ودّه يحصل المال في القلب نعم وإذا رأى أصحاب الأموال يتقطع قلبه حسرات نعم ومع ذلك ما عنده مال يعني مو معنى وجود المال بيد الإنسان دليل على تعلقه به فالقلب غير اليد ولهذا كان من حكمة الرسول عليه الصلاة والسلام إنه إذا رأى ما يُعجبه من الدنيا يقول : ( لبيك إن العيشَ عيشُ الآخرة ) لبيك يعني أجبتك لأن النفس قد تشرف خصوصاً للذي أعجبها ... يقول لبيك يعني إقبالا إليك وإجابة لك ثم يسلي النفس يطمئنها يقول لها : إن العيش عيشُ الآخرة ، وهذا هو الحق عيش الدنيا مهما كان فهو زائل ومهما كان فيه من الأنس السرور والفرح فهو ما يساوي عند المؤمن لحظة واحدة من الإيمان والإقبال على الله أبداً وهذا أمر لا يشك فيه مجرب يقول بعض السلف : " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف " الملوك وأبناء الملوك ما عندنا أكثر منهم في مجال الدنيا نعم ولو يعلمون ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف لأن سرور القلب بالإيمان والتقوى غير سروره بكثرة المال أو بحسن القصور أو بالسيارات الفخمة أو بالزوجات الجميلة أو ما أشبه ذلك فرق نعم .
الطالب : أليس المقصود ، بعض الناس ... .
الشيخ : هو على كل حال ن( ِعم المال الصالح للرجل الصالح ) أنا قصدي أنك ما تتبع نفسك قلبك للدنيا لا أقول لا تعمل في الدنيا، الصحابة عملوا بالدنيا وباعوا واشتروا لكنها في أيديهم وليست في قلوبهم المهم مثل ما قال الرسول لعمر قال : ( وما لا فلا تتبعه نفسك ) لا تخل نفسك دائماً متعلقة بالمال إلا شيء تقيم به ... وتقضي به حاجاتك وتستغني به عن الناس أو تكتسبه لتتقرب به إلى الله فأنا كما أن هذا الشخص يطلب العلم لينتفع به وينفع فهذا ربما يوجد إنسان عنده مال يطلب المال لينتفع به وينفع فلهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لا حسد إلا في اثنتين : أحدُهما صاحب علم يعلم الناس والثاني صاحب مال ينفقه في سبيل الله ) نعم وفيما ينفعه فالمال والعلم لكننا قصدي أن من أسباب صلاح القلب ألا تُشغل قلبك بالدنيا لا تشغلها بالدنيا
الطالب : وش معنى لا حسد إلا في اثنتين
الشيخ : يعني ما من شيء يُغبَط عليه الإنسان إلا هذا الأمر الحسد هنا حسد الغبطة ما المعنى أنك تحسده أن الله أعطاه هذا الشيء ... .
الطالب : ... .
الشيخ : إي ما يخالف ما في شيء إي ما في مانع ... قال : لو أن عندي مال فلان لعملت به عمل فلان قال : هما في الأجر سواء .
الشيخ : هذا في الحقيقة ما هو مسلّم هذا ليس مسلما فإن قولهم : ( قرب ولو ذباباً ) يقتضي أنه فعله قاصداً التقرب أما لو فعله تخلصا من شرهم فإنه لا يكفر لأنه ما قصد التقرب ولهذا قال العلماء في الفقه : " لو أُكره على طلاق امرأته فطلق تبعا لقوله " يعني طلق نوى الطلاق فإن الطلاق يقع وإن طلق دفعاً للإكراه لم يقع الطلاق وهذا حق لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ) وظاهر القصة التي ذكرها المؤلف في هذا الحديث تدل على أن الرجل قرب بنية التقرب لأن الأصل أن فعلا بُني على طلب إيش يكون ؟ موافقة لهذا الطلب هو الأصل ما دام فعل فعلا مبنيا على طلب وهو أن يقرب لهذا الصنم فإننا نعرف أنه فعله بنية هذا التقرب ونحن نرى خلاف ما يرى المؤلف ... لأنه لو فعله لقصد التخلص ولا لنية التقرب لهذا الصنم ... فإنه لا يكفر لعموم قول الله تعالى : (( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فعليهم غضب )) وهذا الذي فعل ما يوجب الكفر تخلصاً مطمئناً بالإيمان قلبه مطمئن بالإيمان. فالصواب : أنه لا فرق بين القول المكره عليه والفعل وإن كان بعض العلماء يفرق يقول : إذا أكره على القول فقال لم يكفر وإذا أُكره على الفعل ففعل كفر ويستدل بقصة الذباب وقصة الذباب كما ترون فيها نظر من حيث صحتها وفيها نظر أيضاً من حيث الدلالة لما شرحناه لكم ويش الشرح الذي قلنا ؟ فعل مبني على طلب فيُحال على هذا الطلب . واضح ولو فُرض أن فيه احتمالاً أن الرجل تقرب بالذباب تخلصاً لو فرض هذا نعم فإن لدينا نصا محكماً في الموضوع نص قرآني محكم ، وهو : (( مَنْ كَفَرَ )) ما قال بالقول (( بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فعليهم غضب)) فما دام عندنا نص من القرآن واضح وصريح فإنه لو وردت سنة صحيحة على وجه يشتبه فإنها تحمل على هذا النص المحكم إي نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : ... قد لا يخطر ببال الإنسان أنه يفعل الشيء تقربا ربما لا يخطر وربما تكون هذه القصة أيضاً في شريعة من قبلنا أنهم مؤاخذون بالإكراه وأنه يجب عليهم الصبر ولو قُتلوا . عندنا نص الرسول يتحدث لأجل ... الأول ... وهو التقرب إلى الأصنام ولو بما لا يؤبه به نعم ولكن عندنا آية وكثير من الآصار والأغلال التي على الأمم السابقة رُفعت عنهم نعم .
السائل : ... .
الشيخ : ربما نعم ربما أنه صادق في قوله : ( ما عنده شيء يقرب ) أو أنه يريد أيضاً الدفع المهم على كل حال إذا حملناه على ظاهره فمعنى ذلك أنه ذبح هذه الذبابة تقرباً إلى هذا الصنم إنما الدلالة الحالية تدل على أنه أراد التقرب نعم .
القارئ : " العاشرة : معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين، كيف صبر ذلك على القتل ولم يوافقهم على طلبهم مع كونهم لم يطلبوا إلا العمل الظاهر " .
الشيخ : إي نعم وهذه المسألة فيها تفصيل في الحقيقة هل الأولى أن الإنسان يصبر إذا أكره على الكفر الأولى أنه يصبر ويُقتل أو الأولى أن يوافق ظاهرا ويتأول ؟
أما كونه يوافق ظاهرا وباطنا فهذا لا شك أنه غير جائز الموافقة ظاهرا وباطنا هذه لا تجوز لأنها ردة . فالأقسام ثلاثة :
إما أن يوافق ظاهرا وباطنا وهذا حرام ولا يجوز.
أو يوافق ظاهرا لا باطنا : ولكن يقصِد التخلص من الإكراه هذا جائز.
أو لا يوافق لا ظاهرا ولا باطنا ويقتل مثلا فهذا أيضا جائز وهو من الصبر.
لكن أيهما أولى أن يصبر ولو قُتل أو أن يوافق ظاهراً ؟
فيه تفصيل : إذا كان الإكراه لا يترتب عليه خلل في الدين للعامة إذا كان الإكراه لا يترتب عليه ضرر في الدين للعامة فإن الأولى أن يوافق ظاهرا لا باطنا لاسيما إذا كان بقاؤه فيه مصلحة للناس مثل : صاحب مال أو صاحب علم أو ما أشبه ذلك حتى وإن لم يكن فيه مصلحة ففي بقائه على الإسلام زيادة عمل صالح خير وهو قد رُخص له في إيش ؟ في أن يكفر ظاهراً عند الإكراه فالأولى أن يتأول ويوافق ظاهراً لا باطنا.
أما إذا كان في موافقته وعدم صبره ضرر في الإسلام فإنه يصبر وقد يجب الصبر وأن الصبر حينئذ من الجهاد في سبيل الله ولهذا لما شكى الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام ما يجدونه من مضايقة المشركين قص عليهم قصة من كان قبلنا بأن الإنسان يمشط ما بين لحمه وجلده بأمشاط الحديد وهو يصبر ومعنى ذلك أنه يقول لهم : اصبروا على الأذى.
ولهذا الإمام أحمد رحمه الله أوذي وصبر وهو يرى بعض العلماء يفتن لأن الإمام أحمد لو أنه وافقهم ظاهرا هي مسألة عظيمة في الدين فالصبر هنا من باب الصبر على الجهاد في سبيل الله ما هو من باب إبقاء النفس هذا ليس من باب الصبر لإبقاء النفس من باب الصبر قولوا : للجهاد في سبيل الله والإنسان يجب أن يجاهد في سبيل الله بماله ونفسِه فصار فرق بين الإكراه الشخصي اللي ما يترتب شيء فله كما قلت كم حالة ؟ ها لا ثلاث حالات موافقة ظاهرة وباطنة هذه ما تجوز وموافقة ظاهراً لا باطناً فهذه جائزة والثالثة : الصبر على القتل فهذه أيضا جائزة ولكن الأولى الأخذ بالرخصة لما في البقاء من المصلحة
أما إذا كانت مسألة الإكراه يضر بالدين يعني أكره على عمل إذا وافقهم عليه أضر بدين الله فإن الواجب الصبر حماية للنفس ولا حماية للدين ؟
الطالب : حماية للدين
الشيخ : حماية للدين لأن هذا من باب الجهاد في سبيل الله والصحابة رضي الله عنهم لو حصل منهم والعياذ بالله موافقة للمشركين في ذلك الوقت والمسلمين قلة هذا ضرر عظيم على الإسلام كذلك الإمام رحمه الله لو أنه وافق ظاهرا حصل في ذلك مضرة على الإسلام هذا هو التفصيل في مسألة الإكراه نعم.
القارئ : " الحادية عشرة : أن الذي دخل النار مسلم لأنه لو كان كافراً لم يقل : دخل النار في ذباب " .
الشيخ : هذا صحيح يعني أن هذا الرجل كفر بالذباب فكان هو السبب في دخوله النار فكان بالأول مسلماً ثم كفر بتقريبه للصنم وقوله : ( في ذباب ) في للظرفية ها ما قلت في للظرفية لكن بسبب ونظيره قوله صلى الله عليه وسلم : ( دخلت النار امرأة في هرة حبستها ) في للسببية .
القارئ : " الثانية عشر فيه شاهد للحديث الصحيح " .
الشيخ : عشَر عندك ولا عشْرة ؟
القارئ : عشْرة .
الشيخ : نعم .
القارئ : " فيه شاهد للحديث الصحيح : ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك ) " .
الشيخ : الله أكبر والغرض من هذا : الترغيب والترهيب ... الغرض من هذا إذا علم الإنسان أن الجنة أقرب إليه من شراك النعل نعم فإنه ينشطه على السعي ما هي بعيدة مثل قال ( الرسول لما سئل عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار قال : لقد سألت عن عظيم ) فبعده ثم قال : ( وإنه ليسير على من يسره الله عليه ) فالجنة إذا قُربت وقيل للإنسان هي أقرب من شراك النعل فهو ينشط ويسعى لها والنار إذا قيل له : إنها أقرب إليه من شراك النعل فإنه يخاف، ويتوقى في مشيه لئلا يزل فيهلك ورب كلمة توصل الإنسان إلى أعلى عليين وكلمة أخرى توصله إلى أسفل السافلين نعم
الطالب : شراك نعله
الشيخ : الشراك هذا ... الذي يكون على ظهر القدم نعم.
القارئ : " الثالثة عشرة : معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبادة الأوثان "
الشيخ : عبدة
الطالب : عبدة الأوثان .
الشيخ : الحقيقة أن الثالثة عشرة مع التاسعة فيها يعني شبه تناقض، لأن في الثالثة العشرة أحال الحكم على عمل القلب وفي التاسعة أحاله على الظاهر، لأنه قال : تخلصاً من شرهم ومعنى ذلك أن باطنه سليم وهنا يقول : إنه العمل بعمل القلب ولا شك أن ما قاله المؤلف حق بالنسبة إلى أن المدار على القلب. والحقيقة أن العمل مركب على القلب، والناس يختلفون في أعمال القلوب أكثر من اختلافهم في أعمال الأبدان، والفرقان بينهم قصداً وذلاً الفرقان بينهم أعظم من الفرقان بين أعمالهم البدنية ولا لا ؟ إي نعم لأن كثير من الناس مثلا قد يعبد الله ويقصد الله
لكن عنده نوع من ... نسأل العافية عنده نوع من ... ما يذل للحق ولا يُذعن لكل الحق وبعض الناس أيضا يكون عنده ذل للحق كله لكن ناقص في القصد يكون عنده نوع من الرياء مثلاً نسأل الله العافية ولكن أعمال القلوب لها أهمية عظيمة، ونحن دائماً نكرر عليكم وإلا هو تكرار على أنفسنا في الواقع أن الإنسان يخلص أعمال القلب وأقوال القلب وأقوال القلب واعتقاداته وأعماله وتحركاته نعم فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره منين ؟ من اعتقاداته وأقواله أقوال القلوب والحب والخوف والرجاء والتوكل والاستعانة وما أشبه ذلك والإخلاص أيضاً هو من أعمال القلوب نحن دائما نكرر عليكم الاهتمام بأعمال القلوب وأن الإنسان يحرص عليها غاية الحرص أكثر من الحرص على عمل البدن وقول اللسان لأنها إذا صلحت كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله )
الطالب : ...
الشيخ : (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )) عليك بالقرآن والسنة هذا هو الدواء القرآن والسنة هي الدواء والرجوع إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بمعرفة أحواله عليه الصلاة والسلام وأقواله وجهاده ودعوته، هذا مما يعين على صلاح القلب. ثم مما يعين على صلاح القلب مثل ما قال المؤلف في المصطلح أن الإنسان يُعرض عن الدنيا ما يجعل لها هما في قلبه إطلاقا إلا مقدار ما يقوم به ... ودينه بمعنى إنه ما يدخل قلبه الدنيا أبدا .
... لا دين ولا دنيا ، ودّه يحصل المال في القلب نعم وإذا رأى أصحاب الأموال يتقطع قلبه حسرات نعم ومع ذلك ما عنده مال يعني مو معنى وجود المال بيد الإنسان دليل على تعلقه به فالقلب غير اليد ولهذا كان من حكمة الرسول عليه الصلاة والسلام إنه إذا رأى ما يُعجبه من الدنيا يقول : ( لبيك إن العيشَ عيشُ الآخرة ) لبيك يعني أجبتك لأن النفس قد تشرف خصوصاً للذي أعجبها ... يقول لبيك يعني إقبالا إليك وإجابة لك ثم يسلي النفس يطمئنها يقول لها : إن العيش عيشُ الآخرة ، وهذا هو الحق عيش الدنيا مهما كان فهو زائل ومهما كان فيه من الأنس السرور والفرح فهو ما يساوي عند المؤمن لحظة واحدة من الإيمان والإقبال على الله أبداً وهذا أمر لا يشك فيه مجرب يقول بعض السلف : " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف " الملوك وأبناء الملوك ما عندنا أكثر منهم في مجال الدنيا نعم ولو يعلمون ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف لأن سرور القلب بالإيمان والتقوى غير سروره بكثرة المال أو بحسن القصور أو بالسيارات الفخمة أو بالزوجات الجميلة أو ما أشبه ذلك فرق نعم .
الطالب : أليس المقصود ، بعض الناس ... .
الشيخ : هو على كل حال ن( ِعم المال الصالح للرجل الصالح ) أنا قصدي أنك ما تتبع نفسك قلبك للدنيا لا أقول لا تعمل في الدنيا، الصحابة عملوا بالدنيا وباعوا واشتروا لكنها في أيديهم وليست في قلوبهم المهم مثل ما قال الرسول لعمر قال : ( وما لا فلا تتبعه نفسك ) لا تخل نفسك دائماً متعلقة بالمال إلا شيء تقيم به ... وتقضي به حاجاتك وتستغني به عن الناس أو تكتسبه لتتقرب به إلى الله فأنا كما أن هذا الشخص يطلب العلم لينتفع به وينفع فهذا ربما يوجد إنسان عنده مال يطلب المال لينتفع به وينفع فلهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لا حسد إلا في اثنتين : أحدُهما صاحب علم يعلم الناس والثاني صاحب مال ينفقه في سبيل الله ) نعم وفيما ينفعه فالمال والعلم لكننا قصدي أن من أسباب صلاح القلب ألا تُشغل قلبك بالدنيا لا تشغلها بالدنيا
الطالب : وش معنى لا حسد إلا في اثنتين
الشيخ : يعني ما من شيء يُغبَط عليه الإنسان إلا هذا الأمر الحسد هنا حسد الغبطة ما المعنى أنك تحسده أن الله أعطاه هذا الشيء ... .
الطالب : ... .
الشيخ : إي ما يخالف ما في شيء إي ما في مانع ... قال : لو أن عندي مال فلان لعملت به عمل فلان قال : هما في الأجر سواء .