شرح قول المصنف : وقول الله تعالى : (( لا تقم فيه أبداً لمسجد أسس على التقوى أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ؟ )) حفظ
الشيخ : قال المؤلف : " وقول الله تعالى : (( لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين )) "
قوله تعالى : (( لا تقم فيه )) الضمير يعود على مسجد مسجد مبني لكن هذا المسجد النية فيه فاسدة (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادَاً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )) أعوذ بالله بئس النيات اتخذوه ضراراً لمسجد قباء وهو حول مسجد قباء قريب منه وقد أرانا بعض الناس مكانه ... زبالة الآن في طرف حائط حول مسجد قباء هذا المسجد اتخذ ضراراً أي مضارة لمسجد قباء وثانيا : كفرا بالله، لأنه يقرر فيه الكفر والعياذ بالله إذ أن الذين اتخذوه لمنافقون.
والثاني تفريقاً بين المؤمنين، بدل من أن يصلي في مسجد قباء صف أو صفين يصلي فيه نصف صف، ويروحون الباقون إلى المسجد الآخر، والشرع له نظر في اجتماع المؤمنين.
(( وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله )) يقال : إن فيه رجل ذهب إلى الشام، وهو فاسق، وأنه كان بينه وبين المنافقين الذين اتخذوا المسجد مراسلات، فكانوا جعلوا هذا المسجد بتوجيهات منه، ويجتمعون فيه لتقرير ما يريدونه من المكر والكيد بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويقول الله قال الله تعالى : (( وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلّا الْحُسْنَى )) هذه جنة المنافقين : جنة المنافقين الأيمان الكاذبة. ليحلفن إن مخففة من الثقيلة نافية الدليل وقوع الاستثناء بعدها إن أردنا إلا الحسنى يعني ما أردنا إلا الحسنى، والجواب على هذا اليمين الكاذب : (( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )) الله أكبر ... المنافقين ... الشهادة والحكمة من هذا لأن ما يسرونه في القلوب ولا يعلم ما في القلوب إلا علام الغيوب، فكأن هذا المضمر في قلوبهم بالنسبة إلى الله كأنه أمر مشهود يُرى بالعيان، نعم ولهذا قال : (( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )) في سورة المنافقين وهنا قال : (( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )) .
ثم قال : (( لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً )) ولا ناهية وتقُم : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه وين تلاميذ سيبويه؟
الطالب : حذف الواو
الشيخ : حذف الواو؟ لا لا ما شبعت من لبن سيبويه الظاهر علامة جزمه السكون، لكن حُذف الواو، لأنه سكن آخره والواو ساكنة، حُذفت .
قال : (( لا تقم فيه أبداً )) وهذه إشارة إلى أن هذا المسجد سيبقى مسجد نفاق والعياذ بالله ما يمكن أن ينقلب إلى مسجد إيمان .
قوله : (( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى )) اللام هذه للابتداء، ومَسجد : مبتدأ، وخبرُه : (( أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ )) وفي قوله : (( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى )) في هذا التنكير تعظيم بدليل قوله : (( أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى )) أي : جُعلت التقوى أساساً له، فقام عليه على التقوى (( أحق أن تقوم فيه )) يعني من هذا المسجد الضرار أحق الظاهر والله أعلم أنها الأحقية الواجبة يعني أوجب أما ذاك فليس بجائز أن تقوم فيه ثم قال : (( فيه رجال يحبون أن يتطهروا ))
(( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه )) وبينا أن هذا يعني مسجد الضرار وأن وجه المناسبة أنه لما كان مسجد الضرار مما اتُخذ للمعاصي ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين ونهى الله تعالى رسوله أن يقوم فيه كان فيه دليل على أن كل مكان يُعصى فيه الله عز وجل فإنه لا يُقام فيه فهذا المسجد متخذ للصلاة لكنه محل معصية فلا يقام فيه الصلاة هذا المكان لو أراد الإنسان أن يذبح فيه وهو ممن يذبح فيه لغير الله كان ذلك حراماً، لأنه يشبه الصلاة في مسجد الضرار الذي فيه معصية الله أظن كملنا الكلام على الآية إلى آخرها ؟ لأن المؤلف يقول الآية (( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا )) فيه أي : في هذا المسجد .
(( رجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا )) بخلاف مسجد الضرار، فإن فيه رجال كلهم رجس كما في قوله : (( سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ )) فالمنافقون رجس وأهل مسجد قباء يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين .
قوله : (( يتطهروا )) : يَشمل طهارة القلب وطهارة البدن طهارة القلب منين ؟ من الشرك والنفاق والحقد والغل وكل ما يلوث القلب، وطهارة البدن من النجاسات والأقذار (( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )) أصلها المتطهرين لكن أدغمت التاء بالطاء لعلة صرفية معروفة وقوله : (( يحب )) هذه محبة ثابتة لله عز وجل حقيقة يحب حقيقة كما يليق بجلالِه وعظمته وأهل التحريف يقولون : إن المراد بالمحبة : الثواب أو إرادته، فيفسرونه إما بالفعل أو بإرادة الفعل، ولا ريب أن هذا خطأ وأن الصواب إثبات محبة الله سبحانه وتعالى ولكنها ليست كمحبة المخلوقين .
الطالب : ... .
الشيخ : إي نعم صحيح لأن هذا مكان يعصى فيه الله عز وجل والله نهى نبيه أن يقوم فيه المكان الذي يذبح فيه لغير الله مكان يعصى فيه الله فينهى أن يتعبد لله فيه كما نهي أن يتعبد لله بالصلاة في مسجد الضرار . نعم .