شرح قول المصنف : باب من الشرك الاستعاذة بغير الله وقوله تعالى : (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً )) حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف : " باب من الشرك الاستعاذة بغير الله " .
قوله : باب من الشرك من هذه للتبعيض يعني ليس كل الشرك بل منه الاستعاذة لغير الله وهذه الترجمة ليست على إطلاقها، لأنه إذا استعاذ بشخص مما يستطيعه فإنه لا بأس به كالاستغاثة لا تكون إلا لله نعم ولو استغاث به فيما يقدر عليه لكان جائزاً نعم يقول : من الشرك الاستعاذة بغير الله وقول الله تعالى : (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً )) عندي (( وأنه كان رجال من الإنس )) الواو هذه حرف عطف أن ... مفتوحة الهمزة
الطالب : ...
الشيخ : ... تكسر
الطالب : تفتح للابتداء
الشيخ : تفتح للابتداء لا ابن مالك ما قال هذا لكن... يقول علي ...
الطالب : ...
الشيخ : وش هي
الطالب : ...
الشيخ : وأما إيش الي قال ؟
الطالب : ...
الشيخ : ...
الطالب : ...
الشيخ : لا
الطالب : مقول القول
الشيخ : لا مقول القول ... : (( قال إني عبد الله ))
الطالب : ...
الشيخ : ولو ما ذكره قال محمد بن عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب : إني رجل من المسلمين ابن مالك قال لنا قاعدة يا جماعة وهي :
" وهمز إنّ افتح لسد مصدر *** مسدّها "
هذا الضابط (( قل أوحي إلي أنه استمع )) حولها إلى مصدر قل أوحي استماع نفر طيب المعطوفات عليها مثله يعني وأوحي إلي أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن وقوله سبحانه وتعالى : (( كان رجال من الإنس )) الجار والمجرور هذه صفة لرجال لأن رجال نكرة والنكرة ما يأتي بعدها يكون صفة لها (( يعوذون برجال )) هذه جملة يعوذون خبر كان وقوله : (( يعوذون )) يُقال : عاذ به ولاذ به لاذ وعاذ فعاذ مما يخاف ولاذ مما يؤمل هذا الفرق بينهم العياذ واللياذ العياذ منين ؟ مما يخاف واللياذ مما يؤمل وعليه قول الشاعر يخاطب ممدوحه ولا يصح إلا لله الذي قاله :
" يا من ألوذ به فيما أؤمله *** ومن أعوذ به مما أحاذره "
شوف فيما أؤمل هذا ما يرجى إيش قال فيه ؟ ألوذ به مما أحاذر يعني مما أخاف قال فيه : أعوذ به نعم ومن أعوذ به مما أُحاذره
" لا يجبُر الناس عظماً أنت كاسره *** ولا يهيضون عظماً أنت جابره "
هذا يصلُح للآدمي هذا ما يصلح إلا لله عز وجل المهم إني أقول الفرق بين العياذ واللياذ أن اللياذ فيما يؤمل ويرجى والعياذ مما يحذر ويخاف قال : (( يعوذون برجال من الجن )) يعني أنهم يلتجئون إليهم مما يحذرون يظنون أنهم يعيذونهم ولكن ماذا يكون ؟ (( فزادوهم رهقاً )) يعني خوفاً وذعراً نفعوهم ولا لا ؟ ما نفعوهم ولو استعاذوا بالله لأعاذهم لكن هم والعياذ بالله لشدة خوفهم من الجن صاروا يعوذون بهؤلاء الرجال ولكن يزدادون خوفاً وذُعرا يقولون إن العرب في الجاهلية إذا نزلوا في واد نادوا بأعلى أصواتهم أعوذُ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه اللي يتوهم هذا ...الجن يتسلطون عليه
الطالب : ...
الشيخ : كيف ؟
الطالب : ... .
الشيخ : هو السفيه لكنه يزداد ذُعراً يزداد ذعر لو يشوف شجرة متحركة قال هذا الجني جاء نعم ثم لا يقر له قرار لكن لو قال كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أو ما أشار إليه الرسول وأرشد إليه ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ما ضره شيء حتى يرتحل من منزله )
إذن هذه الآية تدل على أن الاستعاذة بالجن حرام ولا لا ؟ حرام الاستعاذة بالجن حرام الدليل أن ما أنتجت إلا عكسه هم يريدون الأمن لكن زادوهم خوفاً وذعراً فزادوهم رهقاً شوف كلمة رهقا أشد من مجرد الذعر والخوف وأنه مع ذعرهم والخوف كأن شيئا أرهقهم وأضعفهم فصار ذعرا يصل إلى القلوب والعياذ بالله وقوله : (( برجال من الجن )) يستفاد من هذا أن للجن رجالا أو لا ؟ لهم رجال نعم ولهم إناث وربما يجامع الرجل منهم الأنثى من بني آدم والعكس بالعكس ربما يجامع الذكر من بني آدم أنثى من الجن ... .
الطالب : لكن حقيقة ولا لا ؟
الشيخ : لا حقيقة ولهذا قال العلماء : في باب الغُسل لو قالت إن فيها جنيا يجامعها كالرجل يجب عليها الغُسل نعم وعلى هذا يصير حقيقة لأن مجرد أن يجامعها بدون أن تنزل ما يجب عليها الغسل إلا لو كان ذلك أمراً حقيقيا نعم وأما أن الرجل يجامع الأنثى من الجن فقد قيل ذلك لكني ما رأيت في كلام أهل العلم إنما أساطير تقال والله أعلم أنه قد يحصل هذا الشيء أنه يجامعها حقيقة تتمثل له ثم يجامعها نعم وأظن أنا بعيد العهد بها ، أن بعض العلماء ذكر جواز التزوج من الجن جواز التزوج بالنساء من الجن نعم وأما كون الجني يجامع هذا دل عليه القرآن (( لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان )) لكن الكلام على أنه هل يمكن أن الإنسي يجامع الجنية أو بالعكس هذا في الحقيقة محل نظر والله تعالى يقول : والله جعل لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ، وهذا ما يمكن بالنسبة للجن إنما يكفينا نحن أن نصدق بوجودهم وبأنهم مكلفون بأن منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وأن منهم المسلمون نعم والقاسطون وبأن منهم رجالاً ونساء نعم (( فزادوهم رهقاً )) ويش وجه الاستدلال بالآية من هذا ؟ ذم المستعيذين بغير الله وجه ذلك ذم المستعذين بغير الله والمستعيذ بالشيء لا شك أنه قد علق رجاءَه به واعتمد عليه وهذا نوع من الشرك نعم .