شرح قول المصنف : وقوله (.......لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك ) رواه مسلم . حفظ
الشيخ : قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك ) .
الطالب : ( حتى يرتحل ) .
الشيخ : عندنا ( يرحل ) يصلح المعنى يصلح هذا وهذا .
قوله : ( لم يضره شيء ) : كلمة شيء نكرة في سياق النفي فتعم كل شيء لا من شياطين الإنس ولا من شياطين الجن لا من الظاهر ولا من الخفي حتى يرحل من منزله ذلك وهذا خبر لا يمكن أن يتخلف مُخبره لأن خبر النبي عليه الصلاة والسلام حق وصدق لكن إن تخلف هذا المُخبر فهو لوجود، لوجود مانع يمنع من حصول أثر هذا الخبر
ونظير ذلك كل ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام من الأسباب الشرعية إذا فُعلت فلم يحصل المسبب، فليس ذلك لخلل في السبب، ولكن لوجود مانع نعم قراءة الفاتحة على المرضى شفاء ويقرأها بعض الناس ولكن لا يُشفى المريض لماذا ؟ ها لوجود مانع ما هو لقصور في السبب السبب ... لكن المانع هو الذي حال بين السبب وبين أثره ( من أتى أهله فقال : بسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا إذا قدر بينهما ولد لم يضره الشيطان )وقد يقع ذلك ويضر الولد الشيطان لماذا ؟ ها لوجود مانع يمنع من حصول أثر هذا السبب فعليك أن تفتش ما هو المانع هذا حتى تزيله فيحصل لك الأثر أثر السبب وقوله : ( من نزل منزلاً ) ظاهره سواء كان المنزل حضرياً أو برياً إذا نزلت منزلاً فإنك إذا قلت ذلك لم يضرك شيء قال القرطبي : قد جربت ذلك والقرطبي وغيره يقول : " جربت ذلك، حتى إني نسيت ذات يوم، ثم دخلت منزلي أن أقول هذا فلدغتني عقرب " نعم لأني ما قلت هذا الشيء فعلى كل حال الإنسان المؤمن إذا قال مثل هذه الأحاديث مثل هذه الكلمات فإنه لا شك أنه لا ... وإذا تخلف هذا فهو لوجود مانع .
الشاهد من الحديث : قوله : ( أعوذ بكلمات الله ) والمؤلف يقول في الترجمة : الاستعاذة بغير الله وهنا استعاذ بالكلمات ولم يستعذ بالله نقول : لأن كلمات الله من صفاته ولهذا استدل العلماء بهذا الحديث على أن كلام الله من صفاته غير مخلوق ، لأن الاستعاذة بالمخلوق لا تجوز ولو كانت الكلمات مخلوقة ما أرشد النبي عليه الصلاة والسلام إلى الاستعاذة بها لم يرشد إلى الاستعاذة بها ، إذن فقول المؤلف: الاستعاذة بغير الله يعني : أو صفة من صفاته. يقال في المريض : يقول المريض : إذا تألم من شيء يضع يديه عليه ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأُحاذر ) أعوذ بعزة الله ما قال بالله بعزة الله لكن العزة ها صفة من الصفات وصفات الله تعالى غير مخلوقة ولهذا يجوز القسم بالله ويجوز القسم بصفة من صفاته لأن صفات الله سبحانه وتعالى غير مخلوقة .
الطالب : ... .
الشيخ : ما ... الله مع وجود هذا السبب أصله كون الإنسان يقول : هذا السبب مكتوب وكونه يمنع من الضرر مكتوب فإذا فعل ما كتب له بفعل السبب تخلف الضرر كل شيء مكتوب يعني لكن إذا كان الله قد كتب عليه أن تلدغه حية فإنه لا يقول هذا الذكر أو يقوله ولكنه ولكنه يحصل مانع.
الطالب : ... إذا حصل له شيء ... .
الشيخ : لأنه ما يضره شيء ؟
الطالب : نعم ما يضره شيء
الشيخ : إذن ما ينافي الحديث لأن الرسول يقول : ( لم يضره شيء ) هو ما قال لم يصبه شيء لم يضره فقد يصيبه ولا يضره نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : تقدم لنا القسم بآيات الله وأظنكم تذكرون هذا وقلنا إن أراد بالآيات الشرعية فصحيح وإن أراد بها الكونية فليس بصحيح ولكن غالب العوام يريدون بها الآيات الشرعية لأنه ما يخطر عندما يقول أقسم يآيات الله إلا أنه يريد بذلك القرآن إي نعم ولكل امرئء ما نوى بقينا في الاستعاذة بالمخلوق المعروف عند أهل العلم أن الاستعاذة بالمخلوق ما تكون وأنها من الشرك أنها لا تجوز وأنها من الشرك كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره وقال : " إنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق عند أحد من الأئمة " ولكن هذا ليس على إطلاقه بل مرادهم مما لا يقدر عليه إلا الله الاستعاذة مما لا يقدر عليه إلا الله هذا ما تكون بمخلوق لأنه لا يعصمك من الشر الذي لا يقدر عليه إلا الله إلا من ؟ إلا الله كذلك الاستعاذة بمخلوق فيما لا ينفع مثلاً لو تستعيذ بصاحب قبر فهذا لا ينفعُك ولا يجوز لكن الاستعاذة بمخلوق فيما يقدر عليه هذا لا بأس به وقد أشار إلى ذلك الشارح سليمان بن عبد الله في * تيسير العزيز الحميد * وهو أيضا مقتضى الأحاديث الواردة في حديث مسلم لما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام الفتن قال : ( فمن وجد من ذلك ملجأً فليعُذ به ) ( فليعُذ به ) وذكرت بأنه يعوذ بأي شيء بغير الله بمخلوق لكنه يُلجؤه وكذلك في قصة الذين يستعيذون بالحرم وبالكعبة وما أشبه ذلك وكذلك في قصة الرجل الذي عاذ بأم سلمة والمرأة التي عاذت بالنبي عليه الصلاة والسلام وأشياء كثيرة من هذه النصوص كلها تدل على أن الاستعاذة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا بأس به لأنه ما هو من الشرك لكن تعليق القلب بالمخلوق وكونه لا يلجأ إلا إلى هذا المخلوق في كل ما يصيبه لا شك أن هذا من الشرك ولا يجوز إنما أنك تستعيذ في ببعض أفراد المسائل الواقعة عليك بمن يقدر على عصمتك منها هذا لا بأس به نعم وهذا ما تقتضيه النصوص وعلى هذا فكلام الشيخ رحمه الله في قوله أن الأئمة لا يجيزون الاستعاذة بمخلوق مقيد بما إيش؟ بما لا يقدر عليه إلا الله مقيد، ولولا أن النصوص وردت به لأخذنا الكلام على إطلاقه وقلنا إنه لا يجوز الاستعاذة بغير الله مطلقا ولكن ما دام النصوص قد وردت به وهو أيضا مقتضى النظر في أن كونك تلتجئ إلى شخص يلجئك من هذا الأمر ما فيه شرك هذا؟ ها ما فيه شرك أنا مثلاً لحقني أناس قطاع طريق فعُذتُ بإنسان قلت فكني منهم ما فيه شيء وليس من الشرك لكن الشرك أنك تعلق قلبك ورجاءك وخوفك وتوجه جميع أمورك إلى شخص معين تجعله ملجأ فإن هذا لا يكون إلا لله أو تستعيذ بمن لا يعيذك معتقدا أنه يعيذك كالاستعاذة بمن ؟ بأصحاب القبور أو تستعيذ بمن لا يستطيع أن يعيذك من أمر وأنت تعتقد أن له سراً يستطيع به أن يعيذك منه فهذا كله من الشرك في الربوبية ولا يجوز نعم .
السائل : ... .
الشيخ : هذا ما يجوز لأن هذا عبث ولولا أن عندك اعتقاد أن هذا عنده أمر سري يستطيع ما ذهبت تستعيذ به لو أن واحدا قطع عليه رجل قوي وذهب يستعيذ بصبي هذا من السفه ، المهم وإن لم يكن يصل إلى حد الشرك إذا لم يكن عنده عقيدة أن هذا الرجل عنده سر مجهول يستطيع أن يدفع عنه بدون أمر مادي حسي فإنه يكون من العبث وهو دائر بين أمرين إما شرك أو عبث .
السائل : لا بد أن يعحقق من استطاعة المخلوق على ..
الشيخ : إي لازم ولا أحد يستعيذ بأحد إلا هو عارف أنه يقدر عليه .
السائل : قد يكون ... .
الشيخ : لأنه إذا كان ما هو بقادر ... .