تتمة شرح قول المصنف : : قول الله تعالى : (( ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك ، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين)) حفظ
الشيخ : قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) طيب (( اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) والرب الثاني ما فيه رب ثاني يكون هذا القيد لبيان واقع أنه هو الذي خلقنا وهو الذي خلق من قبلنا كذلك قوله تعالى : (( وربائبكم اللاتي في حُجوركم )) هذا لبيان الواقع الأغلب كذلك (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ )) هل دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام لأمته منقسم إلى قسمين دعاء لما يحي ودعاء لما لا يحي أو كله حياة ؟ كله حياة (( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنَا إِليْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا )) ولكن هذا لبيان الواقع إذا عرفت ذلك فاعلم أن كل قيد يراد به بيان الواقع فإنه كالتعليل للحكم فمثلا : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) يا أيها الناس اعبدوا ربكم لأنه خلقكم والذين من قبلكم (( ولا تدع من دون الله )) أحدا لأنه لا ينفعك ولا يضرك (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ )) لأنه لا يدعوكم إلا لما يحييكم فهذه فائدة فيما إذا كان القيد يراد به بيان الواقع أن هذا القيد يكون كالتعليل للحكم كأنه يقال : هذا الحكم كذا لكذا وكذا فهنا (( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك )) لماذا ؟ لأنه لا ينفعك ولا يضرك فعلى هذا لا يكون هذا القيد شرطيا بحيث يكون له مفهوم ... لك أن تدعو من ينفعك ويضرك لأن هذا أمر ليس بموجود قال : (( فإن فعلت فإنك إذن من الظالمين )) الله أكبر! الله يقول للرسول : (( إن فعلت )) ويش معنى فعلت ؟ فعلت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإنك إذا أي حال فعلك من الظالمين شوف الآيات سبحان الله العظيم! إن فعلت فإنك إن أظن الشرطية ولا نافية ؟ وجواب الشرط فإنك الجملة وقوله : (( إذن )) هذا قيد لأن إذن للظرف أي ظرف ؟
الطالب : ظرف زمان
الشيخ : إي لكن أي ماضي ولا حاضر ولا مستقبل ؟ حاضر يعني فإنك حين فعله من الظالمين ولكن قد تتوب منه فيزول عنك وصف الظلم فالإنسان قبل فعل المعصية ليس بظالم وبعد فعل المعصية إذا تاب عنها يزول عنه وصف الظلم لكنه حين فعل المعصية يكون ظالما ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) فقيد ذلك ... متى ؟ حال الفعل طيب (( فإن فعلت فإنك إذن من الظالمين)) ما نوع هذا الظلم ؟
الطالب : شرك
الشيخ : الشرك هذا الظلم شرك قال الله تعالى : (( إن الشرك لظلم عظيم )) ولم يقل الله تعالى إنك من المشركين يعني عدل عن التعبير بقوله : إنك إذن من المشركين إلى قوله من الظالمين لأجل أن يبين أن الشرك ظلم كيف ذلك ؟ لأن كون الداعي لغير الله مشركا أمر بين لكن كونه ظالما قد لا يكون أمرا بينا من الآية فلو قال : فإنك إذن من المشركين صار المعنى أن الله أخبر بأن الذي يدعو من دون الله مشرك وهذا المقصود من الحكم من الأول لكن إذا قال من الظالمين معناه أنه سجل على هذا الشرك بأنه ظلم ثم قال تعالى .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : إي لكن إذا ذكر في مقام الشرك فهو شرك يبين أنه ظلم كما قال الله تعالى : (( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )) .
الطالب : ... .
الشيخ : لأنه عظيم نعم ما دام أن السياق في الشرك وهو ظلم الشرك اللي هو الظلم العظيم .
الطالب : على حسب حال الداعي ... .
الشيخ : نعم الدعاء شرك أكبر ...