شرح قول المصنف : السابعة عشرة: الأمر العجيب وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلا الله، ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين. الثامنة عشرة: حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله عز وجل. حفظ
الشيخ : " السابعة عشرة : الأمر العجيب وهو إقرار عبدة الأوثان بأنه لا يجيب المضطر إلا الله ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين " . وهذا كما قال المؤلف أمر عجيب يعرفون أنه ما يجيب المضطر إلا الله ومع ذلك يدعون غير الله ويركعون له ويسجدون له والعياذ بالله وإلى الآن موجود في الأمم من يسجد للأصنام المنحوتة التي نحتوها هم بأنفسهم يقفون أمامها خاشعين وتهمر دموعهم من البكاء يسجدون على الأرض تعظيما لها هذا شيء موجود إلى الآن والعياذ بالله وفي الحقيقة هذا من الغرائب أن هؤلاء المشركين يشركون بالله وإذا وقعوا في الشدة دعوا الله مخلصين له الدين وكان عليهم لو كانت أصنامهم حقا أن يتجهوا إلى الأصنام إلا أن من المشركين اليوم من هُم أشد من المشركين السابقين إذا وقعوا في الشدة دعوا أوليائهم وإذا كان الأمر بسيط دعوا الله يعني يدعون علي بن أبي طالب يقولون يا علي إذا وقعوا في شدة لا أعظم منها وإذا كانوا يريدون شيئا كماليا دعوا الله عز وجل إذا أرادوا أن يحلفوا حلفاً لا يكذبون فيه حلفوا بعلي بن أبي طالب وغيره من أوليائهم وإذا أرادوا أن يحلفوا حلفا يكذبون به حلفوا بالله نعم طيب هؤلاء أشد والعياذ بالله شركاً من شرك الأولين .
" الثامنة عشرة : حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله " .
المؤلف إذن يختار أن قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا يُستغاث بي إنما يستغاث بالله ) من باب التأدب بالألفاظ والبعد عن التعلق بغير الله وأن يكون تعلق الإنسان دائماً بالله عز وجل فهو يعلم الأمة أنهم إذا وقعوا في الشدائد لا يلجؤون إلا إلى الله عز وجل ولا ينطقون بلفظ الاستغاثة إلا بالله سبحانه وتعالى .
السائل : النبي عليه الصلاة والسلام ... .
الشيخ : نعم يعرفهم وقد أخبر حذيفة بأسماء أناس معينين .
السائل : لماذا ... .
الشيخ : يمكن ... يمكن أن نقول إنما المشكل الآن أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين العلة قال : ( لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) فخشي أن يكون في ذلك تنفير عن الإسلام لأنه إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ما دخل الناس في الدين وإذا كانت هذه المسألة تفوت في الوقت الحاضر يعامل هذا معاملتهم ثم إن المنافقين في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ما يظهرون النفاق يتسترون به لكن من أظهر نفاقه علمنا يظهره ويبينه هذا ما يمكن أن نعامله معاملة المسلم ما أظهروه .
السائل : ... .
الشيخ : لأنه لما رأوا أذيته حكموا عليه بالنفاق من علاماته .
السائل : ... .
الشيخ : لا فيه فرق الاستعاذة بمعنى الاعتصام بالمستعاذ به وإن كان لا أريد أن يعصمني من هذا الشيء المعين والاستغاثة اعتصام به من شيء معين والاستعانة طلب العون وإن لم يكن الإنسان في شدة بل حتى في الأمور الكمالية التي لست في ضرورة إلى زوالها أو لست في ضرورة إلى تحصيلها تستعين به كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ) .
السائل : ...واسطة
الشيخ : نعم
السائل : الإنسان يعمل واسطة ... .
الشيخ : واسطة شلون ؟
السائل : ... .
الشيخ : هذه الواسطة ليس بين الله وبين عباده وسائط في مسألة الدعاء لكن في مسألة الشرع نعم بينه وبين الخلق واسطة وهم الرسل أما في مسألة الدعاء ما يمكن أن يكون بيننا وبين الله واسطة ولهذا ما يجوز أني أقول مثلا للرسول صلى الله عليه وسلم الآن كن واسطة بيني وبين ربي في كذا وكذا وأما إذا كان الإنسان حياً وهو ممن ترجى إجابة دعوته فلا بأس أن أطلب منه أن أدعو الله لي كما قال عمر للعباس بن عبد المطلب : ( قم فادع الله يغيثنا ) وكما كان الصحابة يأتون الرسول عليه الصلاة والسلام يقولون ادع الله لنا نعم .
السائل : ... .
الشيخ : آية المنافق .
السائل : ... .
الشيخ : تكلمنا عليه البارحة في الدرس وقلنا إن العلامة معناها أن من تخلق بهذه الأخلاق فقد تخلق بأخلاق المنافق خالصاً فمعنى من تخلق بالحسد ففيه من أخلاق اليهود فهذا معناه أن هذه آية المنافق وليست هي النفاق فعلامة الشيء ليست هي الشيء لكن معناه أن هذه الخصال مما يمارسه المنافقون فإذا اجتمعت الأربع صار الإنسان ممارساً لجميع أخلاق المنافقين.
السائل : ...
الشيخ : لا ... لكن إذا ..