شرح قول المصنف :وفيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) [ سورة الشعراء : 214 ] فقال : يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم ، لا أغني عنكم من الله شيئاً . يا عباس بن عبدالمطلب ، لا أغني عنك من الله شيئاً . يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئاً . ويا فاطمة بنت محمد ، سليني من مالي ما شئت ، لا أغني عنك من الله شيئاً ) .
حفظ
الشيخ : " وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) ) " أنذر أي خوف وحذر ، والإنذار الإعلام المقرون بتخويف وقوله : (( عشيرتك الأقربين )) العشيرة هم قبيلة الرجل والأقربين الأقرب فالأقرب أول ما يدخل فيهم أولاده ثم آباؤه ثم أعمامه وهكذا وهنا لما قال الأقربين نأخذ من الوصف أن الأقرب فالأقرب أولى بالولاية لأنه سبق لنا قاعدة في هذا الباب وهو أن الحكم المعلق على وصف يقوى بقوة هذا الوصف وذلك لأن الوصف الموجب للحكم كلما كان أظهر وأبين كان الحكم فيه أظهر وأبين فهنا نقول الأقربون كلما كان أقرب فأقرب فهو أولى ولهذا قال : (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) لما أنزلت عليه ذلك هل توانى ؟ لا ما توانى ولا تأخر عليه الصلاة والسلام بل قام فقال : ( يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - يا معشر قريش ) معشر قلت لكم إنه للجماعة أي يا جماعة قريش ، وقريش: هو فهر بن النضر بن مالك أحد أجداد الرسول عليه الصلاة والسلام وقوله : ( أو كلمة نحوها ) يعني أو قال : كلمة نحوها أي شبهها وهذا من احتراز الرواة أنهم إذا شكوا أدنى شك في اللفظ قالوا : أو كما قال أو قالوا كلمة نحوها أو ما أشبه ذلك
إيش قال لهم ؟ مقول القول : ( اشتروا أنفسكم ) هذا مما قال اشتروا أنفسكم والاشتراء معناه الإنقاذ لأن المشتري نفسه كأنه أنقذها من هلاك نعم المشتري راغب أو راهب ؟ راغب ولهذا عبر بالاشتراء كأنه يقول أنقذوا أنفسكم راغبين نعم ( لا أغني عنكم من الله شيئاً ) هذا الشاهد لا أغني لا أدفع أو لا أنفع عنكم من الله شيئاً إذا أراد الله بكم شيئا فهل يمنعه شيء ؟ لا لأن الأمر بيد الله بل هو النبي عليه الصلاة والسلام نفسه يقول : (( قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً )) وهو النبي عليه الصلاة والسلام وفي قوله : ( اشتروا أنفسكم ) من الحض على هذا الأمر ما هو ظاهر لأن المشتري كما قلت يكون راغبا لا أغني عنكم من الله شيئا وشيئا نكرة في سياق النفي فتعم أي شيء ( يا عباس بن عبد المطلب ) ويش ... هذا ؟ صلته بالنبي عليه الصلاة والسلام أنه عمه وهنا قال : ( يا عباس ) بالضم وقال : ( ابن عبد المطلب ) لأن المنادى إذا كان معرفة يبنى على الضم ونعته إذا كان مضافا ينصب وهنا ابن عبد المطلب مضاف ولهذا نصب ما قيل يا عباس بنُ بل قيل يا عباسُ بنَ عبد المطلب قوله : عبد المطلب هذا ويش هو ؟ صلته بالرسول صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فإذا قال قائل : كيف الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: عبد المطلب وهو لا يجوز أن يضاف عبد إلا لله عبد الله عبد الرحمن عبد العزيز عبد الوهاب عبد الحميد عبد المجيد وما أشبه ذلك قلنا هذا ليس إنشاء بل هو خبر اسمه عبد المطلب ما هو سماه الرسول صلى الله عليه وسلم .
الطالب : ... .
الشيخ : طيب اشتهر بعبد المطلب ... ولهذا انتمى إليه الرسول عليه الصلاة والسلام فقال : ( أنا ابن عبد المطلب ) ( أنا النبي لا كذب ) هنا خبر وليس إنشاءً فمثلا لو فرضنا أن لك أب يسمى بعبد المطلب أو عبد اللات أو عبد العزى وما أشبه ذلك تنتسب إليه ولا لا؟ هو الآن مو موجود يغير اسمه لو كان موجود غيرنا اسمه لكن راح تنتسب إليه ولا يعد هذا إقراراً هذا ليس فيه بإقرار ولكنه خبر عن أمر واقع كما لو قلت كفر فلان ونافق فلان وما أشبه ذلك
قال : ( لا أغني عنك من الله شيئا ) وهو عمه أليس قد قال الرسول عليه الصلاة والسلام في العباس نفسه قال لعمر : ( أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه ) ها بلى لكن لم ينفعه ولا الرسول ينفع ولا والده ولا أباه أبو الرسول عليه الصلاة والسلام في النار قال له رجل يا رسول أين ؟
( يا عباس بن عبد المطلب ) وهو عمه ( لا أغني عنك من الله شيئاً ) أي لا أنفعك بشيء دون الله ولا أمنعك من شيء أراده الله بك فأنا لا أغني عند شيئاً أدفع به عنك ولا أجلبه لك من الخير ( يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئاً ) يُقال فيها مثل ما قيل في العباس ( ويا فاطمة بنت محمد ، سليني من مالي ما شئت ) فإني أملك ذلك أملك أن اعطيك من مالي ما شئت ولكن بالنسبة لما هو من حق الله يقول : ( لا أغني عنك من الله شيئاً ) وهذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام بالنسبة لأقاربه الأقربين عمه وعمتُه والثالثة ابنتُه فما بالك بمن هم أبعد فما بالك بمن لا يمدون إليه بصلة يكون عدم إغنائه شيئاً من باب أولى إذاً فهؤلاء الذين يتعلقون برسول الله صلى الله عليه وسلم ويلوذون به ويستجيرون به من عذاب الله الموجودون في زمننا وقبلنا هؤلاء كلهم قد غرهم الشيطان واجتالهم عن طريق الحق لأنهم تعلقوا بما ليس بمتعلق الذي ينفع بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام هو أن تؤمن به هذا الذي ينجي تؤمن به وتقوم باتباعه أما أن تعلق به رجاءك وتدعوه وترجوه بما تؤمل وتخشاه مما تخاف فهذا لا يجوز وهو شرك بالله وهو مما يبعدك عن الرسول عليه الصلاة والسلام وعن الاستجار من عذاب الله .
في هذا الحديث امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : (( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ )) فإنه قام بهذا الأمر عليه الصلاة والسلام على أتم القيام فدعا وعم وخصص وبين أنه لا ينجي أحدا من عذاب الله سبحانه وتعالى بأي وسيلة من الوسائل فإذا قيل ما الذي ينجيه ؟ قلنا كما تقدم الذي ينجي من عذاب الله هو الإيمان بالرسول عليه الصلاة والسلام واتباعه .
طيب جاه النبي عليه الصلاة والسلام هل ينفع ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا وقد تقدم لنا أنه لا يجوز التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بجاه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ليس وسيلة .
إيش قال لهم ؟ مقول القول : ( اشتروا أنفسكم ) هذا مما قال اشتروا أنفسكم والاشتراء معناه الإنقاذ لأن المشتري نفسه كأنه أنقذها من هلاك نعم المشتري راغب أو راهب ؟ راغب ولهذا عبر بالاشتراء كأنه يقول أنقذوا أنفسكم راغبين نعم ( لا أغني عنكم من الله شيئاً ) هذا الشاهد لا أغني لا أدفع أو لا أنفع عنكم من الله شيئاً إذا أراد الله بكم شيئا فهل يمنعه شيء ؟ لا لأن الأمر بيد الله بل هو النبي عليه الصلاة والسلام نفسه يقول : (( قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً )) وهو النبي عليه الصلاة والسلام وفي قوله : ( اشتروا أنفسكم ) من الحض على هذا الأمر ما هو ظاهر لأن المشتري كما قلت يكون راغبا لا أغني عنكم من الله شيئا وشيئا نكرة في سياق النفي فتعم أي شيء ( يا عباس بن عبد المطلب ) ويش ... هذا ؟ صلته بالنبي عليه الصلاة والسلام أنه عمه وهنا قال : ( يا عباس ) بالضم وقال : ( ابن عبد المطلب ) لأن المنادى إذا كان معرفة يبنى على الضم ونعته إذا كان مضافا ينصب وهنا ابن عبد المطلب مضاف ولهذا نصب ما قيل يا عباس بنُ بل قيل يا عباسُ بنَ عبد المطلب قوله : عبد المطلب هذا ويش هو ؟ صلته بالرسول صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فإذا قال قائل : كيف الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: عبد المطلب وهو لا يجوز أن يضاف عبد إلا لله عبد الله عبد الرحمن عبد العزيز عبد الوهاب عبد الحميد عبد المجيد وما أشبه ذلك قلنا هذا ليس إنشاء بل هو خبر اسمه عبد المطلب ما هو سماه الرسول صلى الله عليه وسلم .
الطالب : ... .
الشيخ : طيب اشتهر بعبد المطلب ... ولهذا انتمى إليه الرسول عليه الصلاة والسلام فقال : ( أنا ابن عبد المطلب ) ( أنا النبي لا كذب ) هنا خبر وليس إنشاءً فمثلا لو فرضنا أن لك أب يسمى بعبد المطلب أو عبد اللات أو عبد العزى وما أشبه ذلك تنتسب إليه ولا لا؟ هو الآن مو موجود يغير اسمه لو كان موجود غيرنا اسمه لكن راح تنتسب إليه ولا يعد هذا إقراراً هذا ليس فيه بإقرار ولكنه خبر عن أمر واقع كما لو قلت كفر فلان ونافق فلان وما أشبه ذلك
قال : ( لا أغني عنك من الله شيئا ) وهو عمه أليس قد قال الرسول عليه الصلاة والسلام في العباس نفسه قال لعمر : ( أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه ) ها بلى لكن لم ينفعه ولا الرسول ينفع ولا والده ولا أباه أبو الرسول عليه الصلاة والسلام في النار قال له رجل يا رسول أين ؟
( يا عباس بن عبد المطلب ) وهو عمه ( لا أغني عنك من الله شيئاً ) أي لا أنفعك بشيء دون الله ولا أمنعك من شيء أراده الله بك فأنا لا أغني عند شيئاً أدفع به عنك ولا أجلبه لك من الخير ( يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئاً ) يُقال فيها مثل ما قيل في العباس ( ويا فاطمة بنت محمد ، سليني من مالي ما شئت ) فإني أملك ذلك أملك أن اعطيك من مالي ما شئت ولكن بالنسبة لما هو من حق الله يقول : ( لا أغني عنك من الله شيئاً ) وهذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام بالنسبة لأقاربه الأقربين عمه وعمتُه والثالثة ابنتُه فما بالك بمن هم أبعد فما بالك بمن لا يمدون إليه بصلة يكون عدم إغنائه شيئاً من باب أولى إذاً فهؤلاء الذين يتعلقون برسول الله صلى الله عليه وسلم ويلوذون به ويستجيرون به من عذاب الله الموجودون في زمننا وقبلنا هؤلاء كلهم قد غرهم الشيطان واجتالهم عن طريق الحق لأنهم تعلقوا بما ليس بمتعلق الذي ينفع بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام هو أن تؤمن به هذا الذي ينجي تؤمن به وتقوم باتباعه أما أن تعلق به رجاءك وتدعوه وترجوه بما تؤمل وتخشاه مما تخاف فهذا لا يجوز وهو شرك بالله وهو مما يبعدك عن الرسول عليه الصلاة والسلام وعن الاستجار من عذاب الله .
في هذا الحديث امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : (( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ )) فإنه قام بهذا الأمر عليه الصلاة والسلام على أتم القيام فدعا وعم وخصص وبين أنه لا ينجي أحدا من عذاب الله سبحانه وتعالى بأي وسيلة من الوسائل فإذا قيل ما الذي ينجيه ؟ قلنا كما تقدم الذي ينجي من عذاب الله هو الإيمان بالرسول عليه الصلاة والسلام واتباعه .
طيب جاه النبي عليه الصلاة والسلام هل ينفع ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا وقد تقدم لنا أنه لا يجوز التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بجاه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ليس وسيلة .