شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تفسير الآيتين. الثانية: قصة أحد. الثالثة: قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الأولياء يؤمنون في الصلاة. الرابعة: أن المدعو عليهم كفار. الخامسة: أنهم فعلوا أشياء ما فعلها غالب الكفار. منها: شجهم نبيهم وحرصهم على قتله، ومنها: التمثيل بالقتلى مع أنهم بنو عمهم. السادسة: أنزل الله عليه في ذلك (ليس لك من الأمر شيءٌ) (48). السابعة: قوله: (أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) (49) فتاب عليهم فآمنوا. حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف : " فيه مسائل :
الأولى : تفسير الآيتين "
وهما : (( أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً ولا أنفسهم ينصرون )) وقد سبق وبينا أن الاستفهام فيهما للتوبيخ والإنكار طيب
" ثانيا : قصة أحد " حيث شُج وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( كيف يُفلح قوم شجوا وجه نبيهم ) فأنزل الله هذه الآية ، وأحد تقدم الكلام عليها وأنها غزوة صارت بين المشركين من قريش وبين النبي صلى الله عليه وسلم عند جبل يسمى أحدا نعم .
" والثالثة : قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الأولياء يؤمنون في الصلاة " . قنوت النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة وخلفه سادات الأولياء يؤمنون في الصلاة أراد المؤلف بهذه المسألة الثالثة أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد المرسلين كلهم وأصحابه سادات الأولياء ما أنقذوا أنفسهم كيف ينقذون غيرهم ؟ وليس مراده رحمه الله مجرد إثبات القنوت والتأمين عليه ولهذا جاءت العبارات بسيد وسيد بسيد وسادات فهل أحد يمكنه أن يقول إنه أقرب إلى الله من الرسول وهل أحد من الأولياء يمكنه أن يقول أنه أفضل من الصحابة أبداً ومع ذلك يلجؤون إلى الله سبحانه وتعالى في كشف الكربات ومن كانت هذه حاله فكيف يمكن أن يُلجأ إليه في كشف الكربات واضح يا جماعة إذن فليس مراد المؤلف مسألة الفقهية إثبات القنوت والتأمين عليه لكن إثبات أن هؤلاء مع أنهم أسياد هذا سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وأولئك أسياد الأولياء ومع هذا ما أغنوا عن أنفسهم شيئا .
" الرابعة : أن المدعو عليهم كفار " . منين نأخذه ؟
الطالب : من الرواية .
الشيخ : إيش الرواية ؟ ... .
الطالب : صفوان ابن عمير، سهيل بن عمرو والحارث ... .
الشيخ : في قوله تعالى : (( أو يتوب عليهم )) لأنه دليل على أنهم الآن ليسوا على حال مرضية إما أنه معروف أن صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام وقت الدعاء عليهم كانوا كفاراً .
الطالب : ... .
الشيخ : طيب هذه المسألة ويش ترمي إليه أن المدعو عليهم الكفار ترمي إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام وإن كان يظن أنه دعا عليهم بحق مع ذلك قطع الله سبحانه وتعالى أن يكون له من الأمر شيء يعني قد يقول قائل إذا كانوا كفاراً أليس يملك الرسول عليه الصلاة والسلام أن يدعو عليهم ؟ نقول لا حتى في هذه الحال ما يملك من أمرهم شيئاً هذا وجه هذه المسألة أن المدعو عليهم كفار ولا مسألة أن يعلمنا المؤلف أنهم كفار أن ندعوا عليهم هذه المسألة أظن أنها كافية ما تستحق أن يعنون لها لكن المعنى أنه حتى في هذه الحال الذي كان هؤلاء كفارا لم يملك النبي عليه الصلاة والسلام من الأمر شيئا بالنسبة إليهم .
الطالب : ....
الشيخ : إي نعم ...
" الخامسة : أنهم فعلوا أشياء ما فعلها غالب الكفار ومنها : شجهم نبيهم وحرصهم على قتله، ومنها : التمثيل بالقتلى مع أنهم بنو عمهم " . صحيح هذا؟
الطالب : إي نعم
الشيخ : يعني أنه مع كفرهم أيضا كانوا معتدين ومع هذا قيل له في حقهم (( ليس لك من الأمر شيء )) فهم شجوا النبي صلى الله عليه وسلم ومثلوا بالقتلى مثل حمزة بن عبد المطلب وكذلك أيضا حرصوا على قتل النبي عليه الصلاة والسلام مع أن كل هؤلاء بنو عمهم فيهم من بني عمهم وفيهم من الأنصار إنما هم مثلوا بحمزة بن عبد المطلب وهو من بني عمهم .
ومنها " السادسة : أنزل الله عليه في ذلك يعني مع كل هذه الحيثيات : (( ليس لك من الأمر شيء )) " يعني مع كل هذه الأمور والحيثيات والتي تقتضي أن يكون للرسول عليه الصلاة والسلام حق في أن يدعو عليهم أنزل الله (( ليس لك من الأمر شيء )) الأمر لمن ؟
الطالب : لله
الشيخ : لله وحده فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام قد قُطع عنه هذا الشيء فغيره من باب أولى .
" السابعة : قوله : (( أو يتوب عليهم أو يُعذبهم )) فتاب عليهم فآمنوا " وهذا أيضاً دليل على كمال سلطان الله عز وجل وكمال قدرته هؤلاء الذين جرى منهم ما جرى تاب الله عليهم وآمنوا لأن الأمر كُله بيده سبحانه وتعالى فهو الذي يُضل من يشاء ويهدي من يشاء وكلنا يعلم ما جرى من عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل إسلامه وما جرى منه بعد إسلامه والأمر كُله لله فلا رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا من دونه يستطيعون أن يغيروا شيئاً من أمر الله .