تتمة شرح قول المصنف وقوله :(.... ثم يلقيها الآخر إلى من تحته ، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن ، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها ، وربما ألقاها قبل أن يدركه ، حفظ
الشيخ : ( ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن ) حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن يصلح ما دام أنها للتنويع فلا تنافي الجمع ، طيب يلقيها على لسان الساحر وقد سبق تعريف السحر ولا لا ، وهو عزائم ورقى وتعوذات تؤثر في بدن المسحور وقلبه وعقله وتفكيره والعياذ بالله والسحرة أنواع أما الكاهن فهو الذي يُخبر عن المغيبات في المستقبل هذا الكاهن وقد التبس على بعض طلبة العلم فظنوا أنه كل من يخبر عن الغيب ولو فيما مضى والغيب فيما مضى مما يقع في الأرض ليس غيباً فإنه غيب نسبي ولا لا غيب نسبي الآن ... في المسجد بالنسبة لنا غيب لكن بالنسبة لمن هناك ليس بغيب فالشيء الذي مضى لو وُجد حدث في الأرض وإن كان أكثر الناس لا يعلمون فليس بغيب إذ لا بُد من يعلمه وقد يكون للإنسان جني يتصل به ويخبره عما حدث في الأرض ولو كانت بعيدة فيتصل الجن لكن ليس على وجه محرم هذا ما نسميه كاهن ، لأن الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل ، وقيل الذي يخبر عما في الضمير وهو نوع من الكهانة في الواقع الذي يخبر عما في الضمير إذا لم يستند إلى فِراسة ثاقبة فإنه يُعد من الكهانة أما إذا كان يخبر عما في الضمير استنادا إلى فراسة نعم فإنه ليس من الكهانة في شيء لأن بعض الناس قد يَفهم ما في الإنسان أسارير وجهه ولمحاته قد لا يعلم ما في قلبه وإن كان لا يعلمه على وجه التفصيل لكن يعلمه على سبيل الإجمال.
إذن هؤلاء الذين يخبرون عما يقع في الأرض لا نعدهم من الكهان ولكننا ننظر في أحوالهم إذا كانوا غير موثوقين في دينهم فإننا لا نصدقهم لأن الله يقول : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أن تصيبوا قوماً بجهالة )) وإذا كانوا صالحين ونعلم أنهم لا يقع منهم شيء محرم لا شرك ولا نظيره من المعاصي بالنسبة للوصول إلى غرضهم فإننا لا ندخله في الكهان الذين يحرم الرجوع إلى قولهم نعم .
السائل : ... وأخبرني بأشياء ... ما اطلع عليها أحد ... قال أحدد لك كذا وكذا .
الشيخ : ويش الإشكال ؟
السائل : قال أحدد لك كذا وكذا هل يُعد كاهن ؟
الشيخ : لا ما هو بكاهن .
السائل : ما فيه أحد اطلع عليها .
الشيخ : لكن حدث حدثت ولا لا ؟ يمكن عندك جن ... ها إلا والجن قد يخدمون بني آدم بغير المحرم إنما محبة لله عز وجل ... وإلا لعلم يحصله منه وإلا لغير ذلك من الأسباب نعم يقول طيب إذن فهمنا من هذا أن كون الكهان يتلقون السمع واضح لأنهم يخبرون عن المغيبات في المستقبل، فيخبرون عما قضاه الله تعالى في السماء لكن حتى السحرة قد يستفيدون من هذا وقد يكون لهم رئيّ من الجن يسترق لهم السمع نعم .
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : أي سماء ... يستمعون
الشيخ : السماء الدنيا
السائل : الدنيا
الشيخ : إي نعم لأنه ما يمكن ينفذون كما قال تعالى : (( وجعلنا السماء سقفا محفوظا ))
يقول : ( فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها ، وربما ألقاها قبل أن يدركه ) ويش الشهاب ؟ الشهاب الذي يرسله الله عز وجل شهاب ثاقب قوي ينفُذ هذا الشهاب ربما يُدرك إيش ؟ مسترق السمع قبل أن يلقيها إلى من تحته فتدرك الأول وقد يدرك من تحته فلا تصل إلى الكاهن وربما ألقاها إلى الكاهن نعم قبل أن يدركه فيكذب معها مئةَ كذبة
السائل : ...
الشيخ : إي نعم نعم هي من النجوم تنتقل من النجوم لأن النجوم كتل من النار فهي تنطلق منها وليست هي النجمة فقوله تعالى : (( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً )) قال العلماء بأن الشهاب ينطلق منها فهذا من باب عود الضمير إلى جزء لا إلى الكل
السائل : ...
الشيخ : لا هذا يقول أهل الفلك : أن هناك نيازك تنزل من السماء وأنها قد تحدث تصدعا في الأرض ... أصل لكن النجم لو ينزل على الأرض أتلفها كلها .
السائل : ... .
الشيخ : إي نعم ، ... هذا منه قد يكون منه وقد يكون أيضا من شهب أخرى يقول أهل الفلك إن فيه نيازك تنطلق ما أدري من النجوم أو من أفلاك ثانية ما أدري نعم .
السائل : ... شظايا من النجم ... .
الشيخ : نشوف الآن هذه مسألة ... لأن العلماء اختلفوا هل بعد الرسول عليه الصلاة والسلام انقطعت أو انقطعت في وقته فقط وهو الأقرب في وقته انقطعت لئلا يلتبس أقوال الكهان بالوحي أما بعد ذلك زال السبب الذي من أجله توقفت .