شرح قول المصنف : قول الله عز وجل : (( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع )) الآية . حفظ
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله : " وقول الله عز وجل : (( وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ )) " إلى آخره أنذر به الإنذار هو الإعلام المتضمن للتخويف هذا الإنذار ينذرك يعلمك بشيء إيش ؟ متضمن للتخويف، وأما مجرد الخبر فليس بإنذار وقوله : (( أنذر به )) الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام والضمير في به يعود إلى القرآن كما قال الله تعالى : (( وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها )) وقال في آية أخرى : (( لتنذر به وذكرى للمؤمنين )) وهنا قال : (( وأنذر به )) أي بالقرآن (( الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ )) يعني : يخافون الحًشر إلى الله يعني يخافون مما يقع لهم من سوء العذاب في ذلك الحشر والحشر بمعنى الجمع وقد ضُمن معنى الضم يعني يُحشرون أي يُجمعون حتى ينتهوا إلى الله يعني فهو مضمن معنى الانتهاء
وقوله : (( ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع )) هذا محل الشاهد من الآية أي ليس لهؤلاء الذين يخافون الحشر من دون الله ولي ولا شفيع ولي ينصرهم ولا شفيع يتوسط لهم وقوله : (( ليس لهم من دونه ولي )) يفيد أنه لهم بإذنه ولي وشفيع ولا لا؟ كما قال الله تعالى : (( إنما وليكم الله ورسوله )) فهنا ففي هذه الآية نفي الشفاعة من دون الله أي من دون إذنه سبحانه وتعالى ومفهومه أنها ثابتة بماذا ؟ بإذنه وهذا هو المقصود فالشفاعة إذن من دون الله مستحيلة والشفاعة بإذنه مُمكنة وجائزة أما غير الله من الملوك والسلاطين فالشفاعة تكون بإذنهم وبغير إذنهم ولا لا ؟ يعني يمكن لمن كان قريباً من السلطان ألا يشفع إلا بعد أن يستأذن فيقول تأذن لي أن أشفع في فلان ويمكن أن يشفع بدون استئذان يأتي ويجلس إلى السلطان أو إلى الملك ويقول أشفع في فلان وفلان لكن الله عز وجل لا أحد يشفع إلا بإذنه لكمال سلطانه نعم .