شرح قول المصنف : وقوله : (( قل لله الشفاعة جميعاً )) الآية . حفظ
الشيخ : " وقال تعالى : (( قل لله الشفاعة جميعاً )) " لله الشفاعة هذه جملة مكونة من مبتدأ وخبر قُدم فيها الخبر لإفادة الحصر لله وحده الشفاعة جميعاً كلها لله لا يوجد شيء منها خارجا عن إذن الله تعالى وإرادته وأفادت الآية الكريمة جميعاً أفادت أن هناك أنواعاً للشفاعة وهو كذلك وقد قسم أهل العلم الشفاعة إلى قسمين رئيسيين :
القسم الأول: الشفاعة الخاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام
والقسم الثاني : الشفاعة العامة له ولجميع المؤمنين
أما القسم الأول وهي الشفاعة الخاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام فهي ثلاثة أنواع :
الأول : الشفاعة العظمى في أهل الموقف أن يقضي الله بينهم
والثاني : الشفاعة في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة
والثالث : الشفاعة في عمه أبي طالب أن يخفف الله عنه
فهذه ثلاثة أنواع خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام أما الشفاعة العظمى فإن الناس يلحقهم يوم القيامة في ذلك الموقف العظيم من الكرب والغم ما لا يطيقون فيقول بعضهم لبعض : اطلبوا لنا من يشفع لنا إلى الله عز وجل فيذهبون إلى آدم أبي البشر ويذكرون له من أوصافه التي ميزه الله بها أن الله خلقه بيده وعلمه أسماء كل شيء وأسجد له ملائكته فيقولوا : اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيعتذر آدم بأنه قد عصى الله عز وجل بماذا ؟ بأكله من الشجرة ومعلوم أن الشافع إذا كان هناك شيء يخدش كرامته عند المشفوع إليه فإنه لا يشفع يخجل من ذلك مع أن آدم عليه الصلاة والسلام قد تاب الله عليه واجتباه وهداه حينما تاب إلى ربه لقوله : (( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )) ثم يذهبون إلى نوح ويذكرون له من أوصافه التي امتاز بها بأنه أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض فيعتذر يعتذر بأنه سأل ما ليس له به علم حين قال : (( رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين )) ثم يذهبون إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ويذكرون من صفاته ولكنه أيضاً يعتذر بأنه كذب ثلاث كذبات وهي كذبات إلا أنها حق لأنها في ظاهرها كذبات ولكنها حق بحسب مراده ثم يأتون إلى موسى فيعتذر ويذكرون له من أوصافه ما يقتضي أن يَشفع ولكنه يعتذر عليه الصلاة والسلام بأنه قتل نفساً لم يؤمر بقتلها وهي القبطي حين استغاثه الإسرائيلي عليه فوكز موسى القبطي فقتله فقضى عليه ثم يأتون إلى عيسى عليه الصلاة والسلام فيعتذر لكن لا يُقدم ما يكون عذراً إلا أنه يقول : ( اذهبوا إلى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) فيحيلهم بدون أن يذكر عذراً يحول بينه وبين الشفاعة فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيشفع إلى الله عز وجل أن يقضي بين عباده فيقضي الله تعالى بينهم هذه شفاعة خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام ولذلك كل أولو العزم لا يتقدمون إليها حتى آدم أبو البشر لا يتقدم إليها فيتقدم إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من المقام المحمود الذي وعده الله إياه في قوله : (( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ))
أما الثانية فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوها لأن أهل الجنة إذا وصلوا عبروا الصراط ووصلوا إليها يجدوها غير مفتوحة فيطلبون أن يشفعوا لهم فيشفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله سبحانه وتعالى في فتح باب الجنة لأهل الجنة ويشير إلى ذلك قوله تعالى : (( حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا )) قال : (( وفتحت )) في النار قال : (( حتى إذا جاءوها فتحت )) أما الجنة فقال : (( وفتحت )) لأن هناك شيئاً محذوفا يعني وحصل ما حصل من الشفاعة وفتحت الأبواب
وأما الثالثة : النوع الثالث فشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف الله عنه العذاب وهذه مستثناة من قوله تعالى : (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) ومن قوله : (( يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً )) فالرسول صلى الله عليه وسلم شفع لعمه أبي طالب في أن الله يخفف عنه العذاب لما لأبي طالب من نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم ودفاع عنه ولكن هل خرجَ من النار ونجا منها ؟ لا لكن خُفف عنه حتى صار والعياذ بالله في ضحضاح من نار وعليه نعلان من نار يغلي منهما دماغُه هذه الشفاعة خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام لا أحد يشفَع في كافر أبداً إلا النبي عليه الصلاة والسلام ومع ذلك لم تُقبل الشفاعة كاملة إنما خفف
أما القسم الثاني : العامة للرسول عليه الصلاة والسلام ولغيره فهو أيضاً أنواع منها : الشفاعة فيمن استحق النار ألا يدخلها وهذه قد يُستدل عليها بقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار فيشفعهم الله تعالى في ذلك .
الثانية : الشفاعة فيمن دخل النار أن يُخرج منها وهذه أيضاً ثبتت فيها الأحاديث بل تواترت فيها الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأجمع الصحابة عليها واتفق عليها أهل الملة ما عدا طائفتين وهما المعتزلة والخوارج فإن المعتزلة والخوارج يُنكرون الشفاعة في أهل المعاصي مطلقا لأنهم يرون أن فاعل الكبيرة مخلد في النار ومن استحَق الخلود فلا ينفع فيه الشفاعة فهم ينكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره يشفع في أهل الكبائر ألا يدخلوا النار أو إذا دخلوها أن يُخرجوا منها وقولهم هذا باطل بالنص والإجماع
وأما الثالث من الأنواع العامة فهي الشفاعة في رفع درجات المؤمنين وهذه أيضاً تؤخذ من الدعاء دعاء المؤمنين بعضهم لبعض فإنها تكون في رفع الدرجات كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في أبي سلمة : ( اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجتَه في المهديين، وافسح له في قبره، ونور له فيه، واخلُفه في عقبه ) فدعا له الرسول عليه الصلاة والسلام بأن يرفع الله درجته في المهديين والدعاء شفاعة كما أشرنا إليه آنفاً في قوله الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) . وهؤلاء يدعون فإن قلت : قد سبق قبل قليل أن الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله فكيف يسمى دعاء الإنسان لأخيه شفاعة وهل استأذن الإنسان من ربه في ذلك ؟ الجواب : نعم بل قد أمره الله بذلك، أمر الله بذلك أن يدعو الإنسان لأخيه الميت وأمره بالدعاء إذن أو من ؟ إذن بل إذن وزيادة فهذه أنواع الشفاعة فصارت الشفاعة بمجموعها ستة أنواع : ثلاثة خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام وثلاثة عامة له ولغيره من المؤمنين عليه الصلاة والسلام
أما الشفاعة الباطلة فهي الشفاعة الشركية وهي شفاعة الأصنام لعابديها هذه شفاعة باطلة لأن الله لا يرضى عن الشافع ولا عن المشفوع له فلا يأذن الله لا لهذا ولا لهذا طيب إذن قوله تعالى : (( قل لله الشفاعة جميعا )) تفيد الآية إلى أن الشفاعة واحدة ولا متعددة ؟ متعددة كما علمتم .
القسم الأول: الشفاعة الخاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام
والقسم الثاني : الشفاعة العامة له ولجميع المؤمنين
أما القسم الأول وهي الشفاعة الخاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام فهي ثلاثة أنواع :
الأول : الشفاعة العظمى في أهل الموقف أن يقضي الله بينهم
والثاني : الشفاعة في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة
والثالث : الشفاعة في عمه أبي طالب أن يخفف الله عنه
فهذه ثلاثة أنواع خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام أما الشفاعة العظمى فإن الناس يلحقهم يوم القيامة في ذلك الموقف العظيم من الكرب والغم ما لا يطيقون فيقول بعضهم لبعض : اطلبوا لنا من يشفع لنا إلى الله عز وجل فيذهبون إلى آدم أبي البشر ويذكرون له من أوصافه التي ميزه الله بها أن الله خلقه بيده وعلمه أسماء كل شيء وأسجد له ملائكته فيقولوا : اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيعتذر آدم بأنه قد عصى الله عز وجل بماذا ؟ بأكله من الشجرة ومعلوم أن الشافع إذا كان هناك شيء يخدش كرامته عند المشفوع إليه فإنه لا يشفع يخجل من ذلك مع أن آدم عليه الصلاة والسلام قد تاب الله عليه واجتباه وهداه حينما تاب إلى ربه لقوله : (( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )) ثم يذهبون إلى نوح ويذكرون له من أوصافه التي امتاز بها بأنه أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض فيعتذر يعتذر بأنه سأل ما ليس له به علم حين قال : (( رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين )) ثم يذهبون إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ويذكرون من صفاته ولكنه أيضاً يعتذر بأنه كذب ثلاث كذبات وهي كذبات إلا أنها حق لأنها في ظاهرها كذبات ولكنها حق بحسب مراده ثم يأتون إلى موسى فيعتذر ويذكرون له من أوصافه ما يقتضي أن يَشفع ولكنه يعتذر عليه الصلاة والسلام بأنه قتل نفساً لم يؤمر بقتلها وهي القبطي حين استغاثه الإسرائيلي عليه فوكز موسى القبطي فقتله فقضى عليه ثم يأتون إلى عيسى عليه الصلاة والسلام فيعتذر لكن لا يُقدم ما يكون عذراً إلا أنه يقول : ( اذهبوا إلى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) فيحيلهم بدون أن يذكر عذراً يحول بينه وبين الشفاعة فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيشفع إلى الله عز وجل أن يقضي بين عباده فيقضي الله تعالى بينهم هذه شفاعة خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام ولذلك كل أولو العزم لا يتقدمون إليها حتى آدم أبو البشر لا يتقدم إليها فيتقدم إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من المقام المحمود الذي وعده الله إياه في قوله : (( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ))
أما الثانية فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوها لأن أهل الجنة إذا وصلوا عبروا الصراط ووصلوا إليها يجدوها غير مفتوحة فيطلبون أن يشفعوا لهم فيشفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله سبحانه وتعالى في فتح باب الجنة لأهل الجنة ويشير إلى ذلك قوله تعالى : (( حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا )) قال : (( وفتحت )) في النار قال : (( حتى إذا جاءوها فتحت )) أما الجنة فقال : (( وفتحت )) لأن هناك شيئاً محذوفا يعني وحصل ما حصل من الشفاعة وفتحت الأبواب
وأما الثالثة : النوع الثالث فشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف الله عنه العذاب وهذه مستثناة من قوله تعالى : (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) ومن قوله : (( يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً )) فالرسول صلى الله عليه وسلم شفع لعمه أبي طالب في أن الله يخفف عنه العذاب لما لأبي طالب من نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم ودفاع عنه ولكن هل خرجَ من النار ونجا منها ؟ لا لكن خُفف عنه حتى صار والعياذ بالله في ضحضاح من نار وعليه نعلان من نار يغلي منهما دماغُه هذه الشفاعة خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام لا أحد يشفَع في كافر أبداً إلا النبي عليه الصلاة والسلام ومع ذلك لم تُقبل الشفاعة كاملة إنما خفف
أما القسم الثاني : العامة للرسول عليه الصلاة والسلام ولغيره فهو أيضاً أنواع منها : الشفاعة فيمن استحق النار ألا يدخلها وهذه قد يُستدل عليها بقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار فيشفعهم الله تعالى في ذلك .
الثانية : الشفاعة فيمن دخل النار أن يُخرج منها وهذه أيضاً ثبتت فيها الأحاديث بل تواترت فيها الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأجمع الصحابة عليها واتفق عليها أهل الملة ما عدا طائفتين وهما المعتزلة والخوارج فإن المعتزلة والخوارج يُنكرون الشفاعة في أهل المعاصي مطلقا لأنهم يرون أن فاعل الكبيرة مخلد في النار ومن استحَق الخلود فلا ينفع فيه الشفاعة فهم ينكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره يشفع في أهل الكبائر ألا يدخلوا النار أو إذا دخلوها أن يُخرجوا منها وقولهم هذا باطل بالنص والإجماع
وأما الثالث من الأنواع العامة فهي الشفاعة في رفع درجات المؤمنين وهذه أيضاً تؤخذ من الدعاء دعاء المؤمنين بعضهم لبعض فإنها تكون في رفع الدرجات كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في أبي سلمة : ( اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجتَه في المهديين، وافسح له في قبره، ونور له فيه، واخلُفه في عقبه ) فدعا له الرسول عليه الصلاة والسلام بأن يرفع الله درجته في المهديين والدعاء شفاعة كما أشرنا إليه آنفاً في قوله الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) . وهؤلاء يدعون فإن قلت : قد سبق قبل قليل أن الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله فكيف يسمى دعاء الإنسان لأخيه شفاعة وهل استأذن الإنسان من ربه في ذلك ؟ الجواب : نعم بل قد أمره الله بذلك، أمر الله بذلك أن يدعو الإنسان لأخيه الميت وأمره بالدعاء إذن أو من ؟ إذن بل إذن وزيادة فهذه أنواع الشفاعة فصارت الشفاعة بمجموعها ستة أنواع : ثلاثة خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام وثلاثة عامة له ولغيره من المؤمنين عليه الصلاة والسلام
أما الشفاعة الباطلة فهي الشفاعة الشركية وهي شفاعة الأصنام لعابديها هذه شفاعة باطلة لأن الله لا يرضى عن الشافع ولا عن المشفوع له فلا يأذن الله لا لهذا ولا لهذا طيب إذن قوله تعالى : (( قل لله الشفاعة جميعا )) تفيد الآية إلى أن الشفاعة واحدة ولا متعددة ؟ متعددة كما علمتم .