شرح قول المصنف : وقوله : (( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) حفظ
الشيخ : " وقوله : (( وكم من مَلَك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً )) " كم من ملك كم خبرية ولا استفهامية ؟ خبرية للتكثير يعني وكثير من الملائكة في السماوات لا تغني شفاعتهم يعني ما أكثرهم، ما أكثر الملائكة في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً (( إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) وهذه الآية كما تعلمون في سياق بيان بطلان ألوهية اللات والعزى قال الله تعالى : (( أفرأيتم اللات والعزى )) شوف بعد أن ذكر المعراج وما وصل إليه الرسول عليه الصلاة والسلام مما وصل إليه وقال : (( لقد رأى من آيات ربه الكُبرى )) من العلامات الدالة على الله عز وجل فكيف بالرب عز وجل يكون أكبر وأعظم ثم قال بعدها مباشرة : (( أفرأيتم اللات والعزى )) هذا الاستفهام للتحقير يعني بعد هذه العظمة التي سمعتموها والآيات العظيمة الكبرى أخبرونا عن هذه اللات والعزى ما كبرياؤها وما عظمتها ولا شك أن هذا للتحقير غاية التحقير (( أفرأيتم اللات والعزى )) ويش عظمتها ؟ ماذا تقولون أنتم ؟ لا شيء لا شيء (( ألكُم الذكر وله الأنثى ))
الطالب : ومناة
الشيخ : (( ومناة الثالثة الأخرى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى * أَمْ لِلإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى * وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى )) فإذا كانت الملائكة وهي في العلو في السموات لا يشفعون لا تُغني شفاعتُهم إلا إذا أذن الله لمن يشاء ورضي فكيف باللات والعُزى التي هي في الأرض ولهذا أتى بقوله : (( وكم من ملك في السماوات )) مع أن الملائكة تكون في السموات والأرض لكن أراد الملائكة التي في السموات العلى وهي عند الله سبحانه وتعالى (( كم من ملك في السماوات )) حتى الملائكة المقربون من حملة العرش (( كم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) واللات والعزى هذه الأصنام المنحطة السافلة في المكان السافلة في الصفة هل تغني بدون إذن الله ؟ أبداً فإذا كان الملائكة المقربون الذين في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى فما بالكم بهذه الأصنام التي عبدتموها وزعمتم أنها شفعاء لكم عند الله لا تُغني شفاعتهم شيئاً والشفاعة كما عرفتُم من قبل التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى شرطان أن يأذن الله فيأذن عز وجل لمن يشاء من الملائكة أن يشفع ويَرضى أي يرضى حال المشفوع له كما قال تعالى في الآية الثانية : (( ولا يَشفعون إلا لمن ارتضى )) فلا بُد من إذن الله تعالى للشافع ورضاه عن المشفوع له ولا يمكن أن يأذن إلا بعد أن يرضى عز وجل للمشفوع عليه، وإلا فلا يمكن أن يأذن ما عدا مسألة واحدة سبقت وهي شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام لأبي طالب .
الطالب : ومناة
الشيخ : (( ومناة الثالثة الأخرى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى * أَمْ لِلإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى * وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى )) فإذا كانت الملائكة وهي في العلو في السموات لا يشفعون لا تُغني شفاعتُهم إلا إذا أذن الله لمن يشاء ورضي فكيف باللات والعُزى التي هي في الأرض ولهذا أتى بقوله : (( وكم من ملك في السماوات )) مع أن الملائكة تكون في السموات والأرض لكن أراد الملائكة التي في السموات العلى وهي عند الله سبحانه وتعالى (( كم من ملك في السماوات )) حتى الملائكة المقربون من حملة العرش (( كم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) واللات والعزى هذه الأصنام المنحطة السافلة في المكان السافلة في الصفة هل تغني بدون إذن الله ؟ أبداً فإذا كان الملائكة المقربون الذين في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى فما بالكم بهذه الأصنام التي عبدتموها وزعمتم أنها شفعاء لكم عند الله لا تُغني شفاعتهم شيئاً والشفاعة كما عرفتُم من قبل التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى شرطان أن يأذن الله فيأذن عز وجل لمن يشاء من الملائكة أن يشفع ويَرضى أي يرضى حال المشفوع له كما قال تعالى في الآية الثانية : (( ولا يَشفعون إلا لمن ارتضى )) فلا بُد من إذن الله تعالى للشافع ورضاه عن المشفوع له ولا يمكن أن يأذن إلا بعد أن يرضى عز وجل للمشفوع عليه، وإلا فلا يمكن أن يأذن ما عدا مسألة واحدة سبقت وهي شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام لأبي طالب .