شرح قول المصنف : الثامنة: فيه شاهد لما نقل عن السلف أن البدعة سبب الكفر. التاسعة: معرفة الشيطان بما تؤول إليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل.
حفظ
الشيخ : الخامسة ، " الثامنة : فيه شاهد لما نقل عن السلف أن البدعة سبب للكفر ". البدعة سبب للكفر. العلماء يقولون : إن الكفر به أسباب متعددة ولا مانع من أن يكون الشيء الواحد له أسباب متعددة. أليس كذلك؟ فمثلا الماء يسخن بالشمس ويسخن بالنار ويسخن بالكهرباء ويسخن بالتدفئة له أسباب. فلا مانع من تعدد الأسباب والمسبب واحد الكفر له أسباب ذكر العلماء من أسبابه البدعة وقالوا إن البدعة لا تزال في القلب يظلم منها شيئا فشيئا حتى يصل إلى الكفر واستدلوا لذلك بقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) وقالوا أيضا : إن المعاصي بريد الكفر والبريد الشيء الذي يوصل إلى الغاية وهو كذلك أيضا فإن المعاصي كما أخبر بها النبي عليه الصلاة والسلام تتراكم على القلب فتنكت نكتة سوداء فيه ثم إن تاب صقل قلبه وابيض وإلا فلا تزال هذه النكتة السوداء تتزايد في القلب حتى يصبح مظلما والعياذ بالله.
وكذلك حذر من محقرات الذنوب وضرب لها مثلا بقوله نزل أرضا فأرادوا أن يطبخوا فذهب كل واحد منهم وأتى بعود فأتى هذا بعود وهذا بعود وهذا بعود والنار صغيرة ما تعمل شيئا فجمعوها فأضرموا نارا كبيرة وهكذا المعاصي فإن لها تأثيرا قويا على القلب وأشدها تأثيرا الشهوة الشبهة نعم لها تأثير لكن الشبهة يسير زوالها على من يسره الله عليه إذ أنها مصدرها الجهل والجهل قد يزول بالتعلم.
لكن البلاء كل البلاء والغالب هو من الشهوة. لأن إرادة الإنسان الباطل هذا هو البلاء الذي يقتل به العالم والجاهل والعياذ بالله وهو خطر عظيم ولهذا كانت معصية اليهود أكبر من معصية النصارى لأن معصية النصارى سببها الشبهة ومعصية اليهود سببها الشهوة وإرادة السوء والباطل. فنجد أن البدع ما نقول إن غالبها شهوة لكن كثيرا منها سببه الشهوة ولهذا تبين البدع لأصحابها ويحذرون منها ولكن يصرون عليها وغالب من يصر عليها إنما يقصد بذلك بقاء وجاهته بين الناس ورئاسته ما يقصد صلاح الخلق يقصد أن يخضع الناس له ويظن في نفسه ويملي عليه الشيطان أنه لو رجع عن بدعته لنقصت منزلته بين الناس ولكنه ليس كذلك أبو الحسن الأشعري وهو مضرب المثل في هذا الباب لما كان من المعتزلة لم يكن إماما ولكنه لما رجع عن مذهب المعتزلة إلى مذهب السنة صار صار إماما. وهكذا كل إنسان يرجع إلى الحق وهو صعب عن النفوس أن ترجع عما كانت عليه لا سيما إذا اشتهر الإنسان بهذا الشيء فإنه قد يصعب عليه أن يرجع لأنه يظن أنه إذا رجع قال الناس هذا إنسان ما عنده علم أو إنسان متقلب أو ما أشبه ذلك. ولكن الأمر بالعكس إذا بان له الحق ورجع إليه وازداد منزلة عن الله تعالى ثم عند الخلق.
فصار المهم طولنا كثيرا في هذه المسألة وهو أن البدعة سبب للكفر ولا يرد على هذا أن أهل العلم يقولون : إن المعاصي بريد الكفر لأننا نقول لا مانع من تعدد الأسباب لا مانع من تعدد الأسباب. أليس الحديث هذا شيء مشاهد في كل شيء نعم كل شيء له أسباب متعددة الحديث له طرق متعددة يقوى بها نعم حتى مجاري المطر مجاري السيل الوادي له شعب من هنا وهنا إلى آخره.
" التاسعة : معرفة الشيطان بما تؤول إليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل ". معرفة الشيطان ... عارف وإلا ما عارف لأن الشيطان هو الي زين لهؤلاء المشركين أن يصوروا هذه التصاوير وهذه التماثيل ويقول صوروا لتذكروهم فتعينكم على العبادة - يا عيسى - ها فزين لهم الشيطان هذا لأنه يعرف أن هذه البدعة تؤول إلي أي شيء؟ إلى الشرك والكفر.
وهنا قال المؤلف : " ولو حسن قصد الفاعل " يعني أن البدعة شر ولو حسن قصد الفاعل ولكن هل الفاعل يأثم مع حسن قصده؟
البدعة إنما نقول : إن كان عالما بأنها بدعة فإنه يأثم ولو حسن قصده لو حسن قصده لأنه أقدم على معصية أقدم على معصية وهذا كمن يجيز الكذب ويدعي أن ذلك مصلحة وكمن يجيز الغش في أمر من الأمور ويقول هذا مصلحة. فهذا الإنسان الذي علم أن هذه بدعة وآثم ولو حسن قصده. أما إذا كان جاهلا فإنه لا يأثم بهذه البدعة لأن لأن جميع المعاصي لا إثم فيها إلا مع العلم وقد يثاب على حسن قصده قد يثاب على حسن قصده وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام بن تيمية وهو واضح في كتابه : " اقتضاء الصراط المستقيم ". فالحاصل أن البدعة تؤول إلى البلاء والفساد لو حسن قصد الفاعل. ولكن الذي بحثنا فيه أخيرا ليس هو نفي الفساد الذي تؤول إليه البدع على ما في إشكال ولا يمكن لأحد دفعه إنما بحثنا في إثم المبتدع المحسن القصد الذي قصده حسن. فقلنا : إن علم بأن ذلك بدعة وأصر عليها ولو مع حسن قصده ها؟ فهو آثم فهو آثم لو قال مثلا : أنا أريد بهذه البدعة إحياء الهمم والتنشيط وما أشبه ذلك. نقول له في الجواب على هذا : هذه الإرادة التي قصدت هي في الحقيقة طعن في صميم رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام لأنك بهذه الحجة أو هذه الشبهة اتهمت الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه ها؟ مقصر إما مقصر أو قاصر غير عالم بهذا بهذه الطريقة التي تصلح الخلق أو أنه مقصر ما أخبرهم بها وهذا أمر عظيم خطر جسيم نسـأل الله العافية. أما إذا كان لا يدري وهو حسن القصد لكن ما علم أن هذه بدعة فإنه يثاب على نيته يثاب على نيته وهل يثاب على عمله؟ ها؟ ما يثاب لأن عمله شر حابط ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) العمل هذا غير صالح ولا مقبول عند الله ولا مرضي لكن لحسن نيته مع الجهل يكون له أجر. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الرجل الذي صلى وأعاد الوضوء بعدما وجد الماء وصلى ثانية قال له : ( لك الأجر مرتين ) لحسن قصده ولأن عمله عمل صالح في الأصل عمل صالح لكن ما يجي إنسان يقول بأعمل هذا العمل قلنا له ليس لك أجر لأن ذلك خلاف السنة فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال للذي لم يعد : ( أصبت السنة ) ( أصبت السنة ). فهذه مسألة ينبغي لنا أن نعرفها فإذا جاءنا مبتدع وقال أنا ما ابتدعت هذا إلا لقصد حسن لقصد شحن الهمم وتنشيط الناس قلنا : هذا قصد حسن لكن بهذه الطريق ليس بحسن بهذه الطريق لأنه ما كانت على عهد النبي عليه الصلاة والسلام ولا الخلفاء الراشدين. على هذا هؤلاء العامة الي ما يدرون ملبس عليهم هذه البدعة وغيرها شحكمهم؟ ما داموا قاصدين الحق ولا علموا به فإثمهم على من أفتاهم وعلى من أضلهم ثم هم ما عرفوا نعم.
الطالب : شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم إثمهم على الذين أفتوهم.
الطالب : ... .
الشيخ : لا عملهم مشرك بس ... مشرك مع جهلهم.
الطالب : ... .
الشيخ : إذا ماتوا فما دام عملهم عمل مشرك فيحكم بأنهم مشركون نعاملهم معاملة مشرك لكن عند الله سبحانه وتعالى مرفوع عنهم العقاب لجهلهم.
ولهذا الآن في ناس في مجاهل إفريقيا في مجاهل البلاد البعيدة ما يعرفون عن الإسلام شيئا لو ماتوا ما نقول : هؤلاء مسلمون ونصلي عليهم ونترحم عليهم مع أنهم ما قامت عليهم الحجة لكننا نقول : ظاهر أن نعاملهم في الدنيا بالظاهر وأما في الآخرة فأمرهم إلى الله.
وكذلك حذر من محقرات الذنوب وضرب لها مثلا بقوله نزل أرضا فأرادوا أن يطبخوا فذهب كل واحد منهم وأتى بعود فأتى هذا بعود وهذا بعود وهذا بعود والنار صغيرة ما تعمل شيئا فجمعوها فأضرموا نارا كبيرة وهكذا المعاصي فإن لها تأثيرا قويا على القلب وأشدها تأثيرا الشهوة الشبهة نعم لها تأثير لكن الشبهة يسير زوالها على من يسره الله عليه إذ أنها مصدرها الجهل والجهل قد يزول بالتعلم.
لكن البلاء كل البلاء والغالب هو من الشهوة. لأن إرادة الإنسان الباطل هذا هو البلاء الذي يقتل به العالم والجاهل والعياذ بالله وهو خطر عظيم ولهذا كانت معصية اليهود أكبر من معصية النصارى لأن معصية النصارى سببها الشبهة ومعصية اليهود سببها الشهوة وإرادة السوء والباطل. فنجد أن البدع ما نقول إن غالبها شهوة لكن كثيرا منها سببه الشهوة ولهذا تبين البدع لأصحابها ويحذرون منها ولكن يصرون عليها وغالب من يصر عليها إنما يقصد بذلك بقاء وجاهته بين الناس ورئاسته ما يقصد صلاح الخلق يقصد أن يخضع الناس له ويظن في نفسه ويملي عليه الشيطان أنه لو رجع عن بدعته لنقصت منزلته بين الناس ولكنه ليس كذلك أبو الحسن الأشعري وهو مضرب المثل في هذا الباب لما كان من المعتزلة لم يكن إماما ولكنه لما رجع عن مذهب المعتزلة إلى مذهب السنة صار صار إماما. وهكذا كل إنسان يرجع إلى الحق وهو صعب عن النفوس أن ترجع عما كانت عليه لا سيما إذا اشتهر الإنسان بهذا الشيء فإنه قد يصعب عليه أن يرجع لأنه يظن أنه إذا رجع قال الناس هذا إنسان ما عنده علم أو إنسان متقلب أو ما أشبه ذلك. ولكن الأمر بالعكس إذا بان له الحق ورجع إليه وازداد منزلة عن الله تعالى ثم عند الخلق.
فصار المهم طولنا كثيرا في هذه المسألة وهو أن البدعة سبب للكفر ولا يرد على هذا أن أهل العلم يقولون : إن المعاصي بريد الكفر لأننا نقول لا مانع من تعدد الأسباب لا مانع من تعدد الأسباب. أليس الحديث هذا شيء مشاهد في كل شيء نعم كل شيء له أسباب متعددة الحديث له طرق متعددة يقوى بها نعم حتى مجاري المطر مجاري السيل الوادي له شعب من هنا وهنا إلى آخره.
" التاسعة : معرفة الشيطان بما تؤول إليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل ". معرفة الشيطان ... عارف وإلا ما عارف لأن الشيطان هو الي زين لهؤلاء المشركين أن يصوروا هذه التصاوير وهذه التماثيل ويقول صوروا لتذكروهم فتعينكم على العبادة - يا عيسى - ها فزين لهم الشيطان هذا لأنه يعرف أن هذه البدعة تؤول إلي أي شيء؟ إلى الشرك والكفر.
وهنا قال المؤلف : " ولو حسن قصد الفاعل " يعني أن البدعة شر ولو حسن قصد الفاعل ولكن هل الفاعل يأثم مع حسن قصده؟
البدعة إنما نقول : إن كان عالما بأنها بدعة فإنه يأثم ولو حسن قصده لو حسن قصده لأنه أقدم على معصية أقدم على معصية وهذا كمن يجيز الكذب ويدعي أن ذلك مصلحة وكمن يجيز الغش في أمر من الأمور ويقول هذا مصلحة. فهذا الإنسان الذي علم أن هذه بدعة وآثم ولو حسن قصده. أما إذا كان جاهلا فإنه لا يأثم بهذه البدعة لأن لأن جميع المعاصي لا إثم فيها إلا مع العلم وقد يثاب على حسن قصده قد يثاب على حسن قصده وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام بن تيمية وهو واضح في كتابه : " اقتضاء الصراط المستقيم ". فالحاصل أن البدعة تؤول إلى البلاء والفساد لو حسن قصد الفاعل. ولكن الذي بحثنا فيه أخيرا ليس هو نفي الفساد الذي تؤول إليه البدع على ما في إشكال ولا يمكن لأحد دفعه إنما بحثنا في إثم المبتدع المحسن القصد الذي قصده حسن. فقلنا : إن علم بأن ذلك بدعة وأصر عليها ولو مع حسن قصده ها؟ فهو آثم فهو آثم لو قال مثلا : أنا أريد بهذه البدعة إحياء الهمم والتنشيط وما أشبه ذلك. نقول له في الجواب على هذا : هذه الإرادة التي قصدت هي في الحقيقة طعن في صميم رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام لأنك بهذه الحجة أو هذه الشبهة اتهمت الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه ها؟ مقصر إما مقصر أو قاصر غير عالم بهذا بهذه الطريقة التي تصلح الخلق أو أنه مقصر ما أخبرهم بها وهذا أمر عظيم خطر جسيم نسـأل الله العافية. أما إذا كان لا يدري وهو حسن القصد لكن ما علم أن هذه بدعة فإنه يثاب على نيته يثاب على نيته وهل يثاب على عمله؟ ها؟ ما يثاب لأن عمله شر حابط ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) العمل هذا غير صالح ولا مقبول عند الله ولا مرضي لكن لحسن نيته مع الجهل يكون له أجر. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الرجل الذي صلى وأعاد الوضوء بعدما وجد الماء وصلى ثانية قال له : ( لك الأجر مرتين ) لحسن قصده ولأن عمله عمل صالح في الأصل عمل صالح لكن ما يجي إنسان يقول بأعمل هذا العمل قلنا له ليس لك أجر لأن ذلك خلاف السنة فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال للذي لم يعد : ( أصبت السنة ) ( أصبت السنة ). فهذه مسألة ينبغي لنا أن نعرفها فإذا جاءنا مبتدع وقال أنا ما ابتدعت هذا إلا لقصد حسن لقصد شحن الهمم وتنشيط الناس قلنا : هذا قصد حسن لكن بهذه الطريق ليس بحسن بهذه الطريق لأنه ما كانت على عهد النبي عليه الصلاة والسلام ولا الخلفاء الراشدين. على هذا هؤلاء العامة الي ما يدرون ملبس عليهم هذه البدعة وغيرها شحكمهم؟ ما داموا قاصدين الحق ولا علموا به فإثمهم على من أفتاهم وعلى من أضلهم ثم هم ما عرفوا نعم.
الطالب : شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم إثمهم على الذين أفتوهم.
الطالب : ... .
الشيخ : لا عملهم مشرك بس ... مشرك مع جهلهم.
الطالب : ... .
الشيخ : إذا ماتوا فما دام عملهم عمل مشرك فيحكم بأنهم مشركون نعاملهم معاملة مشرك لكن عند الله سبحانه وتعالى مرفوع عنهم العقاب لجهلهم.
ولهذا الآن في ناس في مجاهل إفريقيا في مجاهل البلاد البعيدة ما يعرفون عن الإسلام شيئا لو ماتوا ما نقول : هؤلاء مسلمون ونصلي عليهم ونترحم عليهم مع أنهم ما قامت عليهم الحجة لكننا نقول : ظاهر أن نعاملهم في الدنيا بالظاهر وأما في الآخرة فأمرهم إلى الله.