شرح قول المصنف : أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح ، أو العبد الصالح ، بنوا على قبره مسجداً ، وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله ) . فهؤلاء جمعوا بين فتنتين : فتنة القبور ، وفتنة التماثيل . حفظ
الشيخ : ( أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح )
أو هنا للشك من الراوي هل قالت أم سلمة الرجل الصالح أو قالت العبد الصالح.
( بنوا على قبره ) على قبر هذا الرجل.
( مسجدا وصوروا فيه تلك الصور ) الصور التي رأت يصورونها والأقرب أنهم يصورونها صورة ذلك الرجل الصالح وربما يضيفون إليها آخرين من الصلحاء وربما تكون الصور على شكل كبير وعلى شكل متوسط وعلى شكل صغير فيجتمع من ذلك صورة واحدة وإلا صورة كثيرة؟ صور كثيرة.
قال : ( أولئكِ شرار الخلق عند الله ). - أعوذ بالله - ( أولئكِ شرار الخلق عند الله ) لأن عملهم هذا وسيلة إلى الكفر والشرك به وأعظم الظلم وأشده الشرك بالله فما كان وسيلة إليه فإن صاحبه جدير بأن يكون من شرار الخلق عند الله سبحانه وتعالى.
قال المؤلف : " فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين : فتنة القبور وفتنة التماثيل ".
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : بين فتنتين.
الشيخ : بين؟
الطالب : بين فتنتين.
الشيخ : بين فتنتين ... بين الفتنتين : فتنة القبور وفتنة التماثيل هذا الكلام من كلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله.
" فتنة القبور ".
الطالب : ... .
الشيخ : من كلام بن تيمية ، من كلام شيخ الإسلام بن تيمية.
الطالب : ما أضافه.
الشيخ : نعم ما أضافه لكن الظاهر ... .
قوله : " فتنة القبور " كيف ذلك؟ لأنهم بنوا مساجد عليها.
" وفتنة التماثيل " لأنهم صوروا فجمعوا بين فتنتين وإنما سمي ذلك فتنة لأنه سبب لصد الناس عن دينهم وكل شيء يكون سببا لصد الناس عن الدين فإنه من الفتنة قال الله تعالى : (( الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون )) وقال تعالى : (( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا )) فتنوا أي صدوهم وفعلوا ما يصدهم به عن الدين. طيب إذن هذه الفتنة سميت بذلك لأنها تصد عن الدين.