شرح قول المصنف : ولمسلم عن جندب بن عبدالله قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، قبل أن يموت بخمس ، وهو يقول : ( إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل ، فإن الله قد اتخذني خليلاً ، كما اتخذ إبراهيم خليلاً . ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً ، لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، فإني أنهاكم عن ذلك ) . حفظ
الشيخ : " ولمسلم عن جندب بن عبدالله قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس "
( قبل أن يموت بخمس ) يعني ساعات؟
الطالب : أيام.
الشيخ : بخمس ليال لكن العرب تطلق الخمس لليالي والأيام كما تطلق الخمس للأيام لها ولليالي. سمعه يقول قبل أن يموت بخمس : ( إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل )
( أبرأ ) ايش معنى البراءة؟ التخلي تخلي يعني أتخلى أن يكون لي منكم خليل.
( خليل ) هو الذي بلغ في الحب غايته هذا الخليل لأنه يكون قد تخلل الجسم كله قال الشاعر يخاطب محبوبته :
" قد تخللت مسلك الروح مني *** وبذا سمي الخليل خليلا "
فالخلة أعظم أنواع المحبة و أعلاها ولم يثبتها الله عز وجل إلا - فيما نعلم - إلا اثنين من خلقه وهما : إبراهيم في قوله تعالى : (( واتخذ الله إبراهيم خليلا )) والنبي صلى الله عليه وسبلم لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ). وبهذا نعرف الجهل العظيم الذي يقوله العامة : يقولون : إبراهيم خليل الله ومحمد حبيب الله. هذا تنقص في حق الرسول صلى الله عليه وسلم نعم؟ لأنه إذا جعلوه حبيب الله لم يفرقوا بينه وبين غيره من الناس فإن الله يحب المحسنين ويحب المقسطين ويحب الصابرين وغير ذلك ممن علق الله به المحبة فعلى رأيهم لا فرق بين الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره لكن الخلة ما ذكرها الله إلا لإبراهيم والنبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن الله اتخذه خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا.
فالمهم أن العامة مشكل دائما يصفون الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه حبيب الله فنقول : أخطأتم وتنقصتم نبيكم بل الرسول عليه الصلاة والسلام خليل الله نعم.
... قال : ( فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ) هذا تعليل لقوله : ( إني أبرأ أن يكون لي منكم خليل ) كأنه قيل لماذا؟ قال : لأن الله اتخذني خليلا فلا أضع في قلبي خليلا سوى الله. فالنبي عليه الصلاة والسلام ما في قلبه خلة لأحد إلا لله عز وجل فإن الله اتخذه خليلا.
( ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ) عليه الصلاة والسلام. ( ولو كنت متخذاً من أمتي لاتخذت أبا بكر ) أبو بكر الخليفة الأول لرسول الله وفيه نص صريح أن أبا بكر أفضل من علي لأن علي من أمة الرسول بلا شك ... والرسول عليه الصلاة والسلام لم يقل لاتخذت عليا قال لاتخذت أبا بكر وفيه رد على الرافضة الذين يزعمون أن عليا أفضل من أبي بكر ... .
... وبينا أنه فيه مفسدة عظيمة لأنه وسيلة إلى الشرك فإن المساجد يصلى فيها فإذا كان فيها قبر فإنه يعتقد أن لصاحب القبر أثرا في هذه الصلاة وربما تنجر بالإنسان الحال إلى أن يصلي لصاحب القبر وسبق لنا أن الله سبحانه وتعالى لم يتخذ خليلا إلا إبراهيم ومن؟ والنبي صلى الله عليه وسلم وأما المحبة فإنه يحب الصابرين ويحب المتقين ويحب المقسطين ويحب المسلمين ... الخ. وبهذا يتبين أن الخلة - كما مر - أفضل من المحبة ويتبين أيضا غلط من يقول : إبراهيم الخليل ومحمد الحبيب. فإن هذا تنقص للنبي صلى الله عليه وسلم وتنزيل له عن درجة يستحقها. وصلنا إلى هذا في قوله : ( إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ).
لو : هذه حرف امتناع لامتناع ويش الي يمتنع؟ في المعنى العام الذي يمتنع في لو الشرط وإلا الجواب؟ ها؟ لا. لو كنت متخذا لاتخذت.
الطالب : الجواب.
الشيخ : الذي يمتنع الجواب لامتناع الشرط. لو قام زيد لقام عمرو أيهما الامتناع؟
الطالب : قيام زيد.
الشيخ : ها؟
الطالب : قيام عمرو
الشيخ : قيام عمرو بامتناع قيام زيد. إذن فالممتنع هو ايش؟ الجواب لامتناع الشرط ( لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ) امتنع اتخاذ الرسول عليه الصلاة والسلام أبا بكر خليلا لأنه يمتنع أن يتخذ من أمته خليلا نعم.
( وإن من كان قبلكم ).
الطالب : ... .
الشيخ : نعم ألا ألا ( ألا وإن من كان قبلكم يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ) ألا للتنبيه ولاحظوا أن هذه الجملة من الحديث الأول لكنه ابتدأ بالتنبيه لأهمية المقام. هذا للتنبيه.
( ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ) هذا تنبيه آخر للنهي عن اتخاذ القبور قيره هو عليه الصلاة والسلام وإلا قبره هو وغيره؟ قبره وغيره نعم ( ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ) وهذا عام ( فإني أنهاكم عن ذلك ) هذا أيضا نهي باللفظ دون الأداة تأكيدا لهذا الأمر لأنه قوله : ( لا تتخذوا القبور مساجد ) هذا نهي بالأداة.
( فإني أنهاكم ) هذا نهي بايش؟ باللفظ تأكيدا وتعظيما لهذا المقام.
ففي هذا الحديث من الفوائد :
أولا : أن النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ من أن يتخذ أحدا خليلا لماذا؟ لأن قلبه مملوء بمن؟ بمحبة الله سبحانه وتعالى. فلا مكان لخلة أحد في قلبه.
ومنها أيضا : أن الله تعالى اتخذه خليلا كما اتخذ أبا بكر كما اتخذ إبراهيم. ففيه فضيلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنها : فضيلة إبراهيم لاتخاذ الله إياه خليلا.
ومنها : فضيلة أبي بكر وأنه أفضل الصحابة لأن هذا الحديث يدل على أنه أحب الصحابة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ولولا أنه يمتنع أن يكون له خليل لاتخذ أبا بكر خليلا.
ومنها : التحذير من اتخاذ القبور مساجد لقوله : ( ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ) وقوله : ( فإني أنهاكم عن ذلك ). وقد سبق لنا أن من بنى مسجدا على قبر وجب عليه هدمه وأن من دفن شخصا في قبر وجب عليه نبشه وطجب عليه نبشه نبش هذا الميت الذي دفن في المسجد.
ومنها : فوائد الحديث : حرص النبي صلى الله عليه وشلم على أمته في إبعادهم عن الشرك وأسبابه لأن هذا من وسائل الشرك وذرائع الشرك وحرص النبي عليه الصلاة والسلام على تحذير أمته منه. وهذا من كمال بلاغه ومن كمال رأفته بالأمة - تقدم يا -.
( قبل أن يموت بخمس ) يعني ساعات؟
الطالب : أيام.
الشيخ : بخمس ليال لكن العرب تطلق الخمس لليالي والأيام كما تطلق الخمس للأيام لها ولليالي. سمعه يقول قبل أن يموت بخمس : ( إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل )
( أبرأ ) ايش معنى البراءة؟ التخلي تخلي يعني أتخلى أن يكون لي منكم خليل.
( خليل ) هو الذي بلغ في الحب غايته هذا الخليل لأنه يكون قد تخلل الجسم كله قال الشاعر يخاطب محبوبته :
" قد تخللت مسلك الروح مني *** وبذا سمي الخليل خليلا "
فالخلة أعظم أنواع المحبة و أعلاها ولم يثبتها الله عز وجل إلا - فيما نعلم - إلا اثنين من خلقه وهما : إبراهيم في قوله تعالى : (( واتخذ الله إبراهيم خليلا )) والنبي صلى الله عليه وسبلم لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ). وبهذا نعرف الجهل العظيم الذي يقوله العامة : يقولون : إبراهيم خليل الله ومحمد حبيب الله. هذا تنقص في حق الرسول صلى الله عليه وسلم نعم؟ لأنه إذا جعلوه حبيب الله لم يفرقوا بينه وبين غيره من الناس فإن الله يحب المحسنين ويحب المقسطين ويحب الصابرين وغير ذلك ممن علق الله به المحبة فعلى رأيهم لا فرق بين الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره لكن الخلة ما ذكرها الله إلا لإبراهيم والنبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن الله اتخذه خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا.
فالمهم أن العامة مشكل دائما يصفون الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه حبيب الله فنقول : أخطأتم وتنقصتم نبيكم بل الرسول عليه الصلاة والسلام خليل الله نعم.
... قال : ( فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ) هذا تعليل لقوله : ( إني أبرأ أن يكون لي منكم خليل ) كأنه قيل لماذا؟ قال : لأن الله اتخذني خليلا فلا أضع في قلبي خليلا سوى الله. فالنبي عليه الصلاة والسلام ما في قلبه خلة لأحد إلا لله عز وجل فإن الله اتخذه خليلا.
( ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ) عليه الصلاة والسلام. ( ولو كنت متخذاً من أمتي لاتخذت أبا بكر ) أبو بكر الخليفة الأول لرسول الله وفيه نص صريح أن أبا بكر أفضل من علي لأن علي من أمة الرسول بلا شك ... والرسول عليه الصلاة والسلام لم يقل لاتخذت عليا قال لاتخذت أبا بكر وفيه رد على الرافضة الذين يزعمون أن عليا أفضل من أبي بكر ... .
... وبينا أنه فيه مفسدة عظيمة لأنه وسيلة إلى الشرك فإن المساجد يصلى فيها فإذا كان فيها قبر فإنه يعتقد أن لصاحب القبر أثرا في هذه الصلاة وربما تنجر بالإنسان الحال إلى أن يصلي لصاحب القبر وسبق لنا أن الله سبحانه وتعالى لم يتخذ خليلا إلا إبراهيم ومن؟ والنبي صلى الله عليه وسلم وأما المحبة فإنه يحب الصابرين ويحب المتقين ويحب المقسطين ويحب المسلمين ... الخ. وبهذا يتبين أن الخلة - كما مر - أفضل من المحبة ويتبين أيضا غلط من يقول : إبراهيم الخليل ومحمد الحبيب. فإن هذا تنقص للنبي صلى الله عليه وسلم وتنزيل له عن درجة يستحقها. وصلنا إلى هذا في قوله : ( إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ).
لو : هذه حرف امتناع لامتناع ويش الي يمتنع؟ في المعنى العام الذي يمتنع في لو الشرط وإلا الجواب؟ ها؟ لا. لو كنت متخذا لاتخذت.
الطالب : الجواب.
الشيخ : الذي يمتنع الجواب لامتناع الشرط. لو قام زيد لقام عمرو أيهما الامتناع؟
الطالب : قيام زيد.
الشيخ : ها؟
الطالب : قيام عمرو
الشيخ : قيام عمرو بامتناع قيام زيد. إذن فالممتنع هو ايش؟ الجواب لامتناع الشرط ( لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ) امتنع اتخاذ الرسول عليه الصلاة والسلام أبا بكر خليلا لأنه يمتنع أن يتخذ من أمته خليلا نعم.
( وإن من كان قبلكم ).
الطالب : ... .
الشيخ : نعم ألا ألا ( ألا وإن من كان قبلكم يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ) ألا للتنبيه ولاحظوا أن هذه الجملة من الحديث الأول لكنه ابتدأ بالتنبيه لأهمية المقام. هذا للتنبيه.
( ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ) هذا تنبيه آخر للنهي عن اتخاذ القبور قيره هو عليه الصلاة والسلام وإلا قبره هو وغيره؟ قبره وغيره نعم ( ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ) وهذا عام ( فإني أنهاكم عن ذلك ) هذا أيضا نهي باللفظ دون الأداة تأكيدا لهذا الأمر لأنه قوله : ( لا تتخذوا القبور مساجد ) هذا نهي بالأداة.
( فإني أنهاكم ) هذا نهي بايش؟ باللفظ تأكيدا وتعظيما لهذا المقام.
ففي هذا الحديث من الفوائد :
أولا : أن النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ من أن يتخذ أحدا خليلا لماذا؟ لأن قلبه مملوء بمن؟ بمحبة الله سبحانه وتعالى. فلا مكان لخلة أحد في قلبه.
ومنها أيضا : أن الله تعالى اتخذه خليلا كما اتخذ أبا بكر كما اتخذ إبراهيم. ففيه فضيلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنها : فضيلة إبراهيم لاتخاذ الله إياه خليلا.
ومنها : فضيلة أبي بكر وأنه أفضل الصحابة لأن هذا الحديث يدل على أنه أحب الصحابة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ولولا أنه يمتنع أن يكون له خليل لاتخذ أبا بكر خليلا.
ومنها : التحذير من اتخاذ القبور مساجد لقوله : ( ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ) وقوله : ( فإني أنهاكم عن ذلك ). وقد سبق لنا أن من بنى مسجدا على قبر وجب عليه هدمه وأن من دفن شخصا في قبر وجب عليه نبشه وطجب عليه نبشه نبش هذا الميت الذي دفن في المسجد.
ومنها : فوائد الحديث : حرص النبي صلى الله عليه وشلم على أمته في إبعادهم عن الشرك وأسبابه لأن هذا من وسائل الشرك وذرائع الشرك وحرص النبي عليه الصلاة والسلام على تحذير أمته منه. وهذا من كمال بلاغه ومن كمال رأفته بالأمة - تقدم يا -.