شرح قول المصنف : الحادية عشرة: ذكره في خطبته قبل موته بخمس: الرد على الطائفتين اللتين هما شر أهل البدع، بل أخرجهم بعض السلف من الثنتين والسبعين فرقة، وهم الرافضة والجهمية. وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور، وهم أول من بنى عليها المساجد. حفظ
الشيخ : " ذكره في خطبته قبل موته بخمس : الرد على الطائفتين اللتين هما شر أهل البدع. بل أخرجهم بعض السلف من الثنتين والسبعين فرقة، وهم الرافضة والجهمية. وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور وهم أول من بنى عليها المساجد "
المؤلف يقول رحمه الله : " ذكره في خطبته قبل موته بخمس " من يعني به؟ الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر قبل أن يموت بخمس يعني بخمس ليال وسبق لنا أن العرب يعبرون بالليالي عن الأيام وبالأيام عن الليالي.
" الرد على الطائفتين اللتين هما أشر أهل البدع " الطائفتين اللتين هما أشر يقال أشر ويقال شر كما يقال خير ويقال أخير لكن الأكثر الأكثر شر بحذف الهمزة ولذلك لكثرة استعمالها.
قال : " أخرجهم بعض أهل العلم من الثنتين والسبعين فرقة " من هما؟ الرافضة والجهمية وإنما تكلم المؤلف عن بيان حالهما وحكمها قبل ذكر اسمهما من أجل تهييج النفس على الاطلاع إليهما لأن الإنسان إذا ذكر الحكم والوصف قبل ذكر الموصوف والمحكوم عليه تجد النفس تتطلع وتتشوق إلى هذا. لو قال مثلا من أول الكلام : الرد على الرافضة والجهمية ما يكون للإنسان التشوق مثل ما إذا تكلم عن حالهما وحكمهما حالهما أنهما أشر أهل البدع وحكمهما أن بعض أهل العلم أخرجهم من الإسلام أخرجهم من الإسلام من الثنتين والسبعين فرقة. لما جاء هذا الوقت لبيان الحال وهذا الحكم قبل ذكر الطائفتين صارت النفوس نعم مشتاقة إلى بيان من هالطائفتان نعم فبين أنهما : الجهمية والرافضة. نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : هما الرافضة الرافضة والجهمية.
أولا : الرافضة من هم؟ الرافضة اسم فاعل من رفض الشيء إذا تركه واستبعده وسموا بذلك لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رفضوه حين ما سألوه قالوا : ما تقول في أبي بكر وعمر فأثنى على أبي بكر وعمر وقال : " هما وزيرا جدي " جده من؟ الرسول صلى الله عليه وسلم فلما قال هذا رفضوه وتركوه وكانوا بالأول معه لكن لما رأوا الحق نفروا منه والعياذ بالله وسموا رافضة وأصل مذهبهم الخبيث من عبد الله بن سبأ وهو رجل يهودي تلبس بالإسلام ليفسد دين الإسلام مثل ما تلبس بولص بدين النصرانية ليفسد دين النصارى. هذا الرجل تلبس بالإسلام ليفسد دين الإسلام وأول ما أظهر بدعته الغلو في علي بن أبي طالب حتى إنه جاءه وقال له : أنت الله حقا - أعوذ بالله - قال هكذا لعلي بن أبي طالب أحد الخلفاء الأربعة الراشدين فلما قال هذا الكلام أمر رضي الله عنه بالأخدود فحفر ... بالأرض وأمر بالحطب فجمع وبالنار فأوقدت وأحرقهم بالنار إلا أن عبد الله بن سبأ يقال هرب وذهب إلى مصر ونشر بدعته والله أعلم.
المهم أنه رضي الله عنه رأى أمرا لم يحتمله أبدا حيث ادعوا به الإلهية فأحرقهم بالنار إحراقا ثم بدأت هذه الفرقة الخبيثة تتكاثر وتنافق لأنها في الحقيقة شعارها النفاق نعم شعارها النفاق ولهذا هي من أخطر ما يكون على الإسلام لأنها تتظاهر بالإسلام والدعوة إليه وتقيم الشعائر الظاهرة في الإسلام كتحريم الخمور وما أشبه ذلك لكنها في الباطن على نقيض الإسلام فالذين يرون أن أئمتهم آلهة تدبر الكون وأنها أفضل من الأولياء والأنبياء والملائكة وأنه في مرتبة لا ينالها ملك مقرب ولا نبي مرسل هؤلاء كيف نصح أن نقبل منهم دعوى الإسلام فلذلك يقول شيخ الإسلام عنهم في كثير من كتبه قولا إذا اطلع عليهم الإنسان عرف حالهم يقول : " إنهم من أشد الناس ضررا على الإسلام وأنهم هجروا المساجد وعمروا المشاهد " لأنهم ما يصلون الجماعة يقولون : ما نصلي الجماعة إلا خلف إمام معصوم ولا إمام معصوم الآن وعمروا المشاهد لأنهم أول من بنى المشاهد على القبر كما قال الشيخ رحمه الله الآن فهم والعياذ بالله من أشد الناس ضررا على المسلمين و يكفيك من هذا أنهم ادعوا الألوهية في المخلوقين وأنهم رموا أفضل أتباع الرسل على الإطلاق بالنفاق والعياذ بالله قالوا : إن أبا بكر وعمر ماتا على النفاق وأنهما مثل عبد الله بن أبي وأشباهه والعياذ بالله قاتلهم الله هؤلاء كيف نقول إنهم من المسلمين.
وقوله : وأما الجهمية فإنهم أتباع جهم بن صفوان الجهم بن صفوان هذا رجل ادعى أول أول بدعة أول بدعته أنه أنكر صفات الله وقال : " إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما " فأنكر المحبة وأنكر الكلام ثم بدأت هذه البدعة تنتشر وتتسع واعتنقها طوائف غير الجهمية اعتنقها المعتزلة واعتنقها متأخرو الرافضة لأن الرافضة كانوا في الأول مشبهة كانوا بالأول مشبهة ولهذا قال أهل العلم أول من عرف بالتشبيه هشام بن الحكم الرافضي ثم تحولوا من التشبيه إلى التعطيل وصاروا ينكرون الصفات فالجهمية هم أول من ابتدع هذه البدعة الخبيثة وهي إنكار الصفات هذا الرجل الجهم بن صفوان يقال : إنه أخذ بدعته عن إبان بن سمعان أو أبان بن سمعان وأن أبان أخذها عن طالوت وأن طالوت أخذها عن لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي عليه الصلاة والسلام فتكون البدعة هذه أصلها منين؟ من اليهود. تعطيل الصفات ثم قيل : إن الجهم بن صفوان نشأ في بلاد حران وفيها كثير من الصابئة وعباد الكواكب والفلاسفة فأخذ منهم أيضا بدعته فصارت هذه مركبة من اليهودية والصابئة والمشركين. هذه البدعة الخبيثة. وانتشرت في الأمة الإسلامية هؤلاء الجهمية معطلة في الصفات ينكرون الصفات وصار منهم طائفة ينكرون الأسماء بالإضافة إلى إنكار الصفات يقول ليس لله أسماء وليس لله صفات وهذه الأسماء التي يضيفوها الله عز وجل لنفسه هذه إضافات وليست حقيقة أو أنها أسماء لبعض مخلوقاته فالسميع بمعنى الذي وضع السمع في غيره والبصير كذلك وهلم جرا.
ومنهم من أنكر أن يكون الله متصفا بالإثبات أو بالعدم يعني ما يجوز أن نثبت لله صفة ولا ننفي عن الله صفة حتى قالوا : لا يجوز أن نقول : إنه موجود ولا إنه معدوم. نعم. لا يوصف بالوجود ولا بالعدم لأن إن قلنا موجود شبهناه بالموجودات وإن قلنا معدوم شبهناه بالمعدومات فنقول : لا موجود ولا معدوم. هنا كابروا المعقول وكذبوا المنقول المنقول كذبوا المنقول وكابروا المعقول. هل يعقل أن شيئا لا يكون موجودا ولا معدوما لأن التقابل الوجود والعدم من تقابل النقيضين الذين لا يمكن وجود أحدهما لا يمكن ارتفاعهما ولا اجتماعهما لا يمكن ارتفاعهما ولا اجتماعهما بل لا بد أن يوجد أحدهما.
هؤلاء الجهمية مذهبهم في الصفات تعطيل محض.
مذهبهم في القضاء والقدر : الجبر. يقولون : إن الإنسان مجبر على عمله مجبر على عمله مذهبهم في أسماء الإيمان والدين : الإرجاء الإرجاء يقولون : إن الإيمان مجرد اعتراف الإنسان بالخالق نعم على الوصف الذي يقولونه خالق مسلوب عنه الصفات وأن الأقوال والأعمال لا مدخل لها في الإيمان وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص. من هذه الأمور الثلاثة قالوا : إن أفسق عباد الله وأعدل عباد الله في الإيمان سواء. نعم. في الإيمان سواء بل قالوا : إن فرعون مؤمن كامل الإيمان وجبريل مؤمن كامل الإيمان لكن فرعون كفر لأنه ادعى الربوبية لنفسه فقط فصار بذلك كافرا. نعم. هكذا يقولون.
وقال عنهم ابن القيم :
" والناس في الإيمان شيء واحد - عن مذهبهم - *** كالمشط عند تماثل الأسنان ".
شيء عجيب ابن القيم قال لهم إذا كان الإيمان عندكم هو الاعتراف بالخالق فعندكم أن الشيطان مؤمن وإذا كان مؤمن فهو كامل الإيمان لأنهم يقولون الإيمان لا يزيد ولا ينقص ولا شك أن هذا مذهب باطل لا يقوم على قدم من الحق.
أما الجبر فيقولون أن الإنسان مجبر على عمله يعمل العمل بدون اختياره إن صلى فهو مجبر وإن زنى فهو مجبر وإن قتل فهو مجبر وإن أعان من يستحق العون فهو مجبر نعم. فعطلوا بذلك حكمة الله عز وجل لأنه إذا كان كل مجبر على عمله فهل هناك حكمة في الثواب والعقاب ما هناك حكمة مجرد مشيئة يعاقب هذا ويثيب هذا وإذا قالوا بهذا أيضا عطلوا أوصاف المدح والذم صار ما يمكن ... لأن العاصي مجبر ها والمطيع مجبر. فلا نقول للمطيع مشكور وجزاك الله خير وأنت رجل طيب ولا نقول للعاصي أنت ملوم وأنت رجل ما أنت طيب ما نقول لأن كلا مجبر.
قالوا لهم : إذا قلتم هكذا أثبتم أن الله أظلم الظالمين - أعوذ بالله - لأن كيف إنه يعاقب العاصي وهو مجبر على معصيته؟ ... ويثيب الطائع وهو مجبر على طاعته ... هذا ظلم نعم أعطى من لا يستحق ومنع من يستحق هذا ظلم أو لا؟ الظلم تصرف المالك في غير ملكه أما هذا تصرف في ملكه الكل ملكه ... نعم وهذا لا شك أن باطل لأن المالك إذا كان متصفا بصفات الكمال انتفى عنه باتصافه بصفات الكمال ينتفي عنه جميع أنواع الظلم ولهذا قال الله عنه نفسه : (( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما )) ومذهب الجهمية من أخبث المذاهب بل إن لم نقل أخبث المذاهب ولكن أخبث منه مذهب الرافضة حتى قال شيخ الإسلام : " إن جميع البدع أصلها الرفض " أصل البدع كلها من الرافضة فهم أصل البلية أصل بلية الإسلام نعم. ولهذا يقول : " أخرجهم بعض أهل العلم من الثنتين ". ولعل الصواب من الثلاث والسبعين الفرقة أو أن الصواب أخرجهم إلى الثنتين والسبعين يعني أخرجهم من الثالثة لأن المعروف أن ( هذه الأمة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) نعم. إذن يقول المؤلف رحمه الله إن هاتين الطائفتين من أهل البدع هم أشر طوائف أهل البدع شر طوائف أهل البدع وصدق رحمه الله لو تأملت ما وجدت إلا البلاء خرج منهم خرج منهم.
الجهم بن صفوان من الذي قتله؟ خالد بن عبد الله القسري رحمه الله.
الطالب : الجعد بن درهم.
الشيخ : الجعد بن درهم. الجهم قتله سلمة بن أحوز ، سلم بن أحوز صاحب شرطة نصر بن سيار قتله لأنه أظهر هذا المذهب ونشره.
وأنا قلت قبل قليل إن الجهم أخذه عن أبان بن سمعان والصواب أن الجعد الذي أخذه أنا ذهب وهمي إلى الجعد الجعد هو شيخ الجهم لأن الجهم أخذه من الجعد والجعد هو الذي نفى صفتين : المحبة والتكليم. ثم الجهم وسّع المذهب وسع المذهب وانتشر المذهب من قبله ولهذا نسبت الطائفة هذه إليه نسبت إليه فالمهم.
الطالب : شيخ ما أخذ عن عبد الله بن سبأ؟
الشيخ : عبد الله بن سبأ؟ يمكن أخذ عنه لكن المعروف أنه أخذه عن أبان بن سمعان عن طالوت عن لبيد بن الأعصم نعم؟
الطالب : الذي قال أن الله ما كلم موسى تكليما هل هو الجعد؟
الشيخ : الجعد بن درهم.
الطالب : الجهم؟
الشيخ : لا الجعد بن درهم. أي نعم.
يقول : " وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور وهم أول من بنى عليها المساجد " بسببهم حدث الشرك وعبادة القبور وهم أول من بنى عليها المساجد ولهذا يجب الحذر من بدعتهم وكذلك من بدعة الجهمية ومن غيرها من البدع لكن البدع لا شك أنها درجات بل دركات بعضها أسفل من بعض. وعلى المرء أن يحترز من جميع أنواع البدع وأن يكون دائما متبعا لطريقة السلف الصالح رضي الله عنهم في هذا الباب وفي غيره.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم. لأنه قال : ( إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ) وهم لا يقرون بذلك وكذلك أيضا جاء البناء على القبر والرافضة هم الذين بنوا على القبور.
" الثانية عشرة " نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : كيف؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ... لأنه يشمل حتى ... ممن ينكر وجود الله ... وهو أعمى.