شرح قول المصنف : ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد : (( أفرأيتم اللات والعزى )) . حفظ
الشيخ : قال : " ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد ".
ابن جرير ، ابن جرير هو الإمام ابن جرير الطبري الإمام المشهور في التفسير وتفسيره هو أصل التفسير بالأثر هو تفسير ابن جرير وهذا التفسير هو مرجع المفسرين بالأثر. والعجيب أن رأيت من بعض المتأخرين يحذرون من تفسيره لأنه مملوء على زعمهم بالإسرائيليات فيحذرون الطلبة من ذلك ويقولون عليكم بتفسير الكشاف وما أشبه ذلك. وهؤلاء خطيرون عندنا هؤلاء خطيرون لأنهم لجهلهم بفضل التفسير بالآثار عن السلف واعتزازهم بأنفسهم وإعجابهم بآرائهم يقولون هذا الرأي وإلا فإنه مرجع لجميع المفسرين بالأثر صحيح أن الكتاب لا يخلو من أشياء ضعيفة وكأنه رحمه الله يريد أن يجمع ما روي عن السلف من الآثار في تفسير القرآن الكريم ويدع للقارئ الحكم عليها بالصحة والضعف بحسب تتبع رجال السند وهذه طريقة جيدة من وجه وليست جيدة من وجه. فمن وجه أننا نجمع الآثار الواردة حتى لا تضيع وربما تكون طرقها ضعيفة ويشهد بعضها لبعض فهي من هذه الناحية جيدة ومن ناحية أن الإنسان القاصر في العلم ربما يخلط الغث بالسمين ويأخذ بهذا ... . لكن من علم طريقة الرجل عرف وراجع مثلا إذا أشكل عليه شيء يراجع رجال السند ويشوف أحوالهم وتكلم العلماء فيهم ثم الرجل أيضا مع كونه يفسر بالأثر له أيضا تفسير بالرأي بمعنى التفسير العقلي ولا سيما ما يعود إلى اللغة العربية. ولهذا دائما يرجح الآراء ويستدل عليها بالشواهد الواردة عن العرب وكذلك الشواهد الواردة في القرآن وهذا معروف لمن عرف هذا التفسير إنما التفسير عندك وكل المفسرين بالأثر أما هو من الناحية العلمية الفقهية فهو رجل مجتهد لكنه رحمه الله سلك طريقة خالف غيره فيها بالنسبة للإجماع فصار لا يعتبر خلاف الرجل والرجلين وينقل الإجماع لو ثبت خلاف لرجل أو رجلين ولا يعتبر به هذه طريقته. وهذه طريقة تؤخذ عليه لأن الإجماع لا بد أن يكون من جميع أهل العلم المعتبرين في الإجماع قد يكون الحق مع هذا الواحد المخالف. أليس كذلك؟ ... فيه نظر وعلى كل حال فهو رحمه الله يقول المؤلف : " إنه روى بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد ".
" سفيان " : عندنا من المشهورين بهذا الاسم رجلان من هما؟ سفيان الثوري وابن عيينة أيهما؟ طيب يأي طريق نعرف أنه الثوري أو ابن عيينة؟ ذكرنا فيما سبق أن المبهم يمكن الوصول إلى تعيينه بمعرفة شيوخه وتلاميذه. هنا يقول في الشرح الظاهر أنه سفيان الثوري.
" عن مجاهد " : مجاهد بن جبر المكي أحد المشهورين بل هو إمام المفسرين من التابعين إمام التفسير من التابعين لأنه رحمه الله يقول : " إنه عرض المصحف على عبد الله بن عباس رضي الله عنهما من فاتحته إلى خاتمته ". فما تجاوز آية إلا وقف عندها يسأله عن تفسيرها وابن عباس لا حاجة إلى أن نقول : إنه إمام في التفسير فهو إمام في التفسير وله فيه كلام كثير نعم. فهو مجاهد يقول في تفسيره قوله تعالى : (( أفرأيتم اللات والعزى )) (( أفرأيتم )) الهمزة هنا للاستفهام والمراد به التحقير والخطاب لعابدي هذه الأصنام (( أفرأيتم )) أيها العابدون لهذه الأصنام. هذه الأصنام اللات والعزى الخ. هذه الآية ذكر بعد قوله تعالى : (( لقد رأى من آيات ربه الكبرى )) مما ذكر الله في قصة المعراج بأن قصة الإسراء والمعراج ذكرت في القرآن. الإسراء في أول سورة سبحان والمعراج في أول سورة النجم لما ذكر الله ما حصل في هذا المعراج من الآيات العظيمة قال : (( لقد رأى من آيات ربه الكبرى * أفرأيتم اللات و العزى )) ما نسبة هذه الأصنام بالنسبة لهذه الآيات العظيمة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة.
قوله : (( اللات )) قال : " كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره ". وهذا على قراءة اللات بالتشديد اسم فاعل من لتَّ يلتّ فهو لاتّ أما على قراءة التخفيف فإنها خففت فإنها خففت لتسهيل الكلام تعني حذف منها التضعيف تخفيفا وقد سبق أنهم قالوا : إن اللات منين؟ من الإله فعليه يكون هذا أصل الرجل يلت السويق للحاج فلما مات عظموه وعكفوا على قبره ثم جعلوه إلها جعلوه إلها وجعلوا التسمية الأولى مقترنة بالتسمية الأخيرة يكون أصله من لتّ السويق ثم حولوه من ذلك إلى أن اشتقوا إلى أن جعلوه من الإله وهذا على قراءة التخفيف اللات أظهروا منها أو منه على قراءة تشديد. التشديد ترجح أن أصله رجل يلت السويق والتخفيف يرجح أنه من الإله وأي كان فهذا الصنم هذا الصنم صار صنما كما هو ظاهر سياق المؤلف لأنه غلوا في قبره غلوا في قبره أولا وقال هذا الرجل المحسن الذي يحسن إلى الناس ويلتّ السويق لهم ويطعمهم إياه ثم بعد ذلك عبدوه فصار الغلو في القبور يصيرها في النهاية أوثانا تعبد من دون الله. وفي هذا التحذير من الغلو في القبور والمغالاة فيها و لهذا نهي عن تجصيصها والبناء عليها والكتابة عليها خوفا من هذا المحظور العظيم الذي يجعلها تعبد من دون الله ولذلك إن الرسول عليه الصلاة والسلام يبعث الأمراء أنه إذا بعثهم لا يدعون قبرا مشرفا إلا سووه لأن هذا قبر مشرف مميز عن غيره لعله مع طول الدهر يقال لماذا ميز؟ لولا أن له ميزة ما صار يختلف عن غيره من القبور فالذي ينبغي أن تكون القبور متساوية ما يخص أحد بشيء منها. نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : من حيث المعنى العربي يمكن يمكن لأن الحروف لمادة الكلمة موجودة في هذا وهذا.
الطالب : ...
الشيخ : العزيز مذكر يعني كلها ترجع إلى العزة وقد سبق لنا إن الصحيح من أقوال العربية أن الاشتقاق من المصدر الاشتقاق من المصدر لا من الفعل.
الطالب : شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب : السويق ما هو؟
الشيخ : السويق أحسن شيء الظاهر يعرف بتقديمه إلينا نعم وإلا لا؟ السويق الشعير يحمَّر ويطحن ثم يخلط بتمر أو شبهه.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم. من عهد إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
الطالب : ... .
الشيخ : الدهن؟
الطالب : الدخن.
الشيخ : الدخن. بدون أي شيء؟
الطالب : ... .
الشيخ : يعني يطبخ وخلاص.
الطالب : ... .
الشيخ : على كل حال هو المعروف عندنا أنه الشعير الشعير والظاهر أيضا أن غير الشعير يصلح لكن يختارون الشعير لأنه أرخف ولأنه ألطف. فالشعير ليه فوائد عظيمة أي نعم. قال
الطالب : ... ما يعرفه.
الشيخ : ما يعرفه ... .
الطالب : ... .
الشيخ : ... إن شاء الله ... . طيب.