شرح قول المصنف : قال : ( كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره ) . وكذا قال أبو الجوزاء عن ابن عباس ( كان يلت السويق للحاج ) . وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور ، والمتخذين عليها المساجد والسرج ) رواه أهل السنن . حفظ
الشيخ : " قال : ( كان يلتّ لهم السويق فمات فعكفوا على قبره ) " يعني ثم عبدوه وجعلوه إلها مع الله والعياذ بالله.
وكذلك قال أبو الجوزاء عن ابن عباس : ( كان يلتّ السويق للحاج ). الغريب أن الناس في جاهليتهم يكرمون حجاج بيت الله ... يلتون لهم السويق وكان العباس أيضا يسقي لهم من زمزم وربما يجعل في ماء زمزم نبيذا يحليه نبيذ أو نحوه. في الوقت الحاضر صار الناس بالعكس يستغلون الحجاج غاية الاستغلال والعياذ بالله حتى يبيعوا عليه ما يساوي ريالا بريالين أو أكثر حسب ما يتيسر لهم والعياذ بالله وهذا خطأ عظيم لأن الله يقول : (( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )) فكيف بمن يفعل الإلحاد؟!
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات - القبورَ وإلا القبورِ؟ - القبورِ والمتخذين عليها المساجد والسرج ) رواه أهل السنن.
الطالب : ... .
الشيخ : أيهم؟ إعراب قبور؟
الطالب : ... .
الشيخ : الصحيح الكسر. مضاف إليه. قوله : ( لعن ) لعن اللعن بمعنى الطرد والإبعاد عن رحمة الله ومعنى لعنهم أي دعى عليهم باللعنة دعا عليهم باللعنة.
قوله : ( زائرات القبور ) زائرات جمع زائرة والزيارة معناه الخروج إلى المقابر وهي أنواع : منها ما هو سنة منها ما هو بدعة ومنها ما هو شرك. نعم؟ لكن الكلام على قوله : ( زائرات ) يعود على النساء. وزائر اسم فاعل يثبت بالمرة الواحدة يصلح للمرأة الواحدة. وفي حديث أبي هريرة : ( لعن زوارات القبور ) ( زوّارات ) بتشديد الواو وهي صيغة مبالغة تدل على الكثرة تدل على كثرة الزيارات.
وقوله : ( والمتخذين عليها المساجد والسرج ) هذا الشاهد من الحديث. ( والمتخذين عليها )
يعني الذين يضعون عليها مساجد والسرج. وقد سبق أن اتخاذ المساجد على القبور له صورتان :
الصورة الأولى : أن يتخذها مصلى يصلي عندها.
والصورة الثانية : أن يبني عليها المساجد.
وقوله : ( السرج ) جمع سراج يوقد عليها السرح ليلا ونهارا تعظيما لها وغلوا فيها.
هذا الحديث يدل على تحريم زيارة القبور للنساء بل على أنه من كبائر الذنوب لأن اللعن لا يكون إلا على كبيرة من كبائر الذنوب ويدل أيضا على تحريم اتخاذ المساجد والسرج عليها وإلا لا؟ لأنه لعن فاعله فهو كبيرة من كبائر الذنوب.
طيب أين المناسبة لهذال الحديث في الباب : لأن اتخاذ المساجد عليها وإسراجها غلو فيها فيؤدي بعد ذلك إلى عبادتها.
ما هو أو ما هو أو ما هي الصلة بين الجملة الأولى والثانية؟ ( زائرات القبور ) ( والمتخذين عليها المساجد والسرج ) الصلة بينهما ظاهرة هي أن المرأة لرقة عاطفتها وقلة تمييزها وضعف صبرها ربما تعبد أصحاب القبور تعطفا على صاحب القبر لأنها ضعيفة فلهذا قرنها بالمتخذين عليها المساجد والسرج.
طيب هنا المتخذين عليها المساجد هل يدخل في ذلك ما لو وضعت في المقبرة كهرباء لإنارتها؟ يعني مثلا الناس في الليل ما يشوفون يحطون مثلا ... عمود فيه لمبات نعم؟
نقول : أما في المواطن التي لا يحتاج الناس إليها مثل لو كانت المقبرة واسعة وفيها مكان قد انتهى الناس من الدفن فيه فلا شك أنه لا حاجة ولا داعي إلى إسراج هذا المكان الذي قد فرغ منه. أليس كذلك؟ إذا كان الإسراج عند المكان الذي يدفن فيه في قبور مثلا محفورة ويسرج ما حولها. فهذه قد يقول قائل : إنه يجوز فعلها لأنها لا تسرج إلا بالليل لا تسرج إلا بالليل فليس في ذلك ما يدل على أنها اتخذت تعظيما للقبر وإنما اتخذت للحاجة. ولكن مع ذلك الذي نرى أنه ينبغي المنع مطلقا ينبغي المنع مطلقا :
أولا : لأنه ليس هناك ضرورة.
والثاني : أن الناس إذا وجدوا ضرورة في ذلك فعندهم والحمد لله سيارات يمكن يعني يوقدون اللمبات الي فيها وتبين لهم الأمر ثم إنهم يمكن أن يحملوا سرجا معهم مثل ما يفعلوه في الزمن السابق.
وأيضا إذا فتح هذا الباب فإن الشر يتسع في قلوب الناس ولا يمكنهم ضبطه فيما بعد افرض مثلا إنهم جاؤوا الصباح بعد صلاة الفجر من الذي يتولى قفل هذه الشموع أو هذه الإضاءة؟
تترك ثم يبقى كأنه متخذ عليه المساجد متخذ عليها السرج. فالذي نرى أنه أنه يمنع نهائيا أما إذا كان في المقبرة حجرة يكون فيها اللبِّن وما أشبه ذلك فوضع في نفس الحجرة لمبة فهذا لا بأس به لأنه بعيد من القبور ثم هي داخلة أيضا مالا تشاهد. فهذا نرجو أن لا يكون به بأس.
والمهم أن وسائل الشرك يجب على الإنسان أن يبتعد معنها ابتعادا عظيما ولا يقدر للزمن الذي هو فيه الآن يقدر للأزمان البعيدة فالمسألة ليست هينة.