.شرح قول المصنف : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ، ولا تجعلوا قبري عيداً ........) حفظ
الشيخ : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تتخذوا بيوتكم قبوراً ).
الطالب : لا تجعلوا.
الشيخ : لا تجعلوا؟ أي نعم ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا ).
( لا تجعلوا ) : الجملة هنا نهي; فلا ناهية وتجعلوا فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل.
وقوله : ( بيوتكم ) : جمع بيت وهو مقر الإنسان وسكنه سواء كان ذلك من بناء طين أو خيمة أو ما أشبه ذلك ولكن غالبا ما يراد به الطين والحجارة.
وقوله : ( قبورا ) : هذه مفعول ثان لتجعلوا. وهذه الجملة اختلف في معناها :
فمنهم من قال : معناها لا تجعلوا بيوتا ; أي : لا تدفنوا فيها لا تدفنوا فيها وهذا لا شك أنه ظاهر اللفظ. ولكنه أُورد على ذلك دفن الرسول عليه الصلاة والسلام في بيته.
وأجيب عنه بأن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم.
وقال بعض العلماء : المراد بــ ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا ) ; أي: لا تجعلوها مثل المقبرة مثل القبور، لا تصلون فيها، لا تصلون فيها وذلك لأنه من المتقرر عندهم أن المقابر لا يصلى فيها. وأيدوا هذا التفسير بأنه سبقها جملة في بعض الطرق : ( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا ). ( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا ). وهذا يدل على أن المراد : لا تدعوا الصلاة فيها.
وكلا المعنيين صحيح. لأنه ما يجوز للإنسان أن يدفن في بيته بل يدفن مع المسلمين; لأن هذه هي العادة المتبعة منذ عهد النبي عليه الصلاة والسلام إلى اليوم ولأنه إذا دفن في بيته; فإنه ربما يكون ذلك وسيلة إلى الشرك. ربما يعظم هذا المكان ويحترم وإذا هدم البيت يبنون عليه وهكذا ولأنه يضيق على الورثة من بعده أليس كذلك ؟ ... في هذا المكان. فيسأمون منه وربما يستوحشون منه. وربما إذا باعوه لا يساوي شيئا إلا قليلا ولأنه قد يحدث عنده من الصخب واللغط واللغو والأفعال المحرمة ما يتنافى مع مقصود الشارع. فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( زوروا القبور; فإنها تذكركم الآخرة ). ومعلوم أن هذا القبر في البيت إذا ... ليسوا صامتين عما يريدونه من اللغو وغيره وحينئذ يتنافى مع مقصود الشرع في هذا.
وأما أن المعنى : ( لا تجعلوها قبورا ) أي : مثل القبور في عدم الصلاة فيها فهو دليل على أنه ينبغي إن لم نقل : يجب أن يجعل الإنسان من صلاته في بيته أن يجعل من صلاته في بيته ولا يخليه من الصلاة. وفيه أيضا : دليل على أنه من المتقرر عندهم أن المقبرة لا يصلى فيها.
فيكون إذن فيكون هذا النهي عن ترك الصلاة في القبور في البيوت لئلا تشبه المقابر يكون فيه دليل واضح على أن المقابر ليست محلا للصلاة. وهذا هو الشاهد من هذه الجملة في الباب; لأن اتخاذ المقابر مساجد لا شك أنه سبب قريب جدا لأي شيء؟ للشرك.
واتخاذها مساجد سبق أن له صورتين :
الصورة الأولى : أن يبني عليها مسجدا.
والثانية : أن يتخذها مصلى يقصدها ليصلي فيها.
والجملة هذه تفيد بأن الأفضل : أن يجعل الإنسان من صلاته في بيته. فمن هنا للتبعيض فما هو البعض الذي أراده النبي عليه الصلاة والسلام؟ هي النافلة لقوله النبي عليه الصلاة والسلام : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) فهذا دليل على أن جميع النوافل ينبغي أن تصلى في البيت إلا ما ورد الشرع بأن يكون في المسجد كصلاة الكسوف على القول باستحبابها وقيام الليل في رمضان. فهذا الأصل في المسجد وإلا فالأفضل في البيت حتى ولو كنت في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؟ نعم حتى في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام نقول الأفضل أن تصلي في بيتك لأن الذي قاله هو النبي عليه الصلاة و السلام وهو في مسجده وبعض الناس يحب أن يصلي في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام النوافل كلها لأجل أن يدرك مضاعفة الأجر لكن نقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام بين لنا أن الصلاة في البيت أفضل وعليه يكون معنى المفاضلة في هذه المساجد ما سبق لنا ذكره وهو أنك إذا صليت في هذا المسجد فهو أفضل من غيره من المساجد نعم بكذا وكذا. ثم عاد متى يطلب منك أن تصلي؟ ينبني على النصوص الأخرى ينبني على النصوص الأخرى فعليه تكون صلاة الجماعة الفرائض واضح أنها أفضل أنها تتضاعف في المساجد الثلاثة صلاة النفل التي تسن في المسجد واضح أنها تضاعف تحية المسجد إذا دخلت وصليت ركعتين في المساجد الثلاثة تتضاعف على غيرها وهكذا.
الطالب : ... .
الشيخ : لا ما في ... .
الطالب : ... .
الشيخ : لا لأن الأشياء المشروعة في المسجد ولو كانت غير فريضة هي أفضل مثل تحية المسجد وصلاة القيام في رمضان وصلاة الكسوف على القول باستحبابها.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : والقدوم من السفر وغيرها نعم.
الطالب : لو صار مثلا واحد ... عند الحرم ... هل الأفضل أن يصلي ... ؟
الشيخ : في محله ... .
الطالب : ... .
الشيخ : دلت الأدلة على أنه في بيته أفضل دلت الأدلة على أنه في بيتها أفضل إلا إذا كان أنشط لها و ... لصلاتها فلا بأس.
الطالب : هل يشمل النهي عن الصلاة في المقبرة يشمل حتى صلاة الجنازة؟
الشيخ : لا لا ما يشمل. وهذه ينبغي أنها تستثنى وهي معلومة صلاة الجنازة لا تشمل النهي عن الصلاة في المقابر لأنه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه صلى على القبر ثبت أنه صلى على القبر. نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ... في الصلاة. ... القائمين في صلاة ... قيام الليل ... .
قال : ( ولا تجعلوا قبري عيدا ) ( ولا تجعلوا قبري عيدا ). قبر النبي عليه الصلاة والسلام في بيته عليه الصلاة والسلام دفن في بيته لسببين سبق ذكرهما :
السبب الأول : ما روي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من نبي مات إلا دفن حيث قبض ). وهذا بعض العلماء ضعفه.
والثاني : ما ذكرته عائشة : ( أنه خشي أن يتخذ مسجدا ). لكن يقول : ( لا تجعلوا قبري عيدا ).
العيد : اسم لما يعتاد فعله أو التردد إليه. فمثلا إذا اعتاد الإنسان أن يعمل عملا من الأعمال فيسمي ذلك عيدا. مثلا لو كان كلما حال عليه الحول سوى طعاما ودعا الناس إليه وقال هذا عيد السنة عيد ميلاد نسمي هذا عيد لأنه جعله يعود ويتكرر.
وذلك من العيد أن تعتاد شيئا تتردد إليه مثل : ما يفعل بعض الجهلة الآن في أيام رجب يسمونها الزيارة الرجبية يذهبون من مكة إلى المدينة ويزورون زعموا قبر النبي صلى الله عليه وسلم. نعم ويسمون الزيارة الرجبية وإذا أقبلوا إلى المدينة تسمع لهم صياحا. وكانوا بالأول يذهبون من مكة إلى المدينة على الحمير خاصة. نعم. ولما جاءت السيارات ذهبوا على السيارات لكن بعض المتعصبين يذهبون على الحمير إلى الآن من مدة من سنوات اجتمع ناس من هؤلاء طائفة ليذهبون إلى المدينة على الحمير لكن الأمير أحمد جزاه الله خيرا لما كان أميرا في مكة منع من ذلك منع من ذلك وأبطل بدعتها هذا من الأعياد المتكررة أيضا كونهم يعتادون التردد إلى هذ المكان هو عيد.
أيهما المراد من كلام النبي عليه الصلاة والسلام الأول يعني العمل الذي يتكرر بتكرر العام أو المكان التردد إلى المكان؟ الظاهر هو هذا يعني معناه : لا تترددوا على قبري وتعتادوا ذلك سواء قيدوه بالسنة أو بالشهر أو بالأسبوع. فإن الرسول عليه الصلاة والسلام صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك. وإنما يزار لسبب كما لو قدم الإنسان من سفر. فذهب إلى قبره وزاره أو ذهب لقبره لتذكر الآخرة كغيره من القبور. أما أن يجعل معتاد كما يفعلون أيضا في المدينة
كلما صلى الفجر كثير منهم ذهبوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام إلى قبره من أجل السلام عليه. فيعتادون هذا كل صباح يظنون أن هذا مثل زيارته في حياته. وما علموا أنهم إذا سلموا عليه في أي مكان فإن تسليمه يبلغه عليه الصلاة والسلام تسليمهم يبلغه لكن هذا من الجهل الكثير.