.شرح قول المصنف : وقوله (......وصلوا علي ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) رواه أبو داود بإسناد حسن ، ورواته ثقات . حفظ
الشيخ : قال : ( وصلوا علي إن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) صلوا علي : هذا أمر. صلوا علي أي : قولوا : اللهم صل على محمد اللهم صل على محمد وهذا أمر وقد أمر الله بذلك في قوله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )).
وفضل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام معروف. ومن أفضاله : ( أن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا ). والصلاة من الله على رسوله ليس معناها كما قال بعض أهل العلم : إن الصلاة من الله الرحمة. فإن هذا ليس بصحيح. بعض العلماء قال : إن الصلاة من الآدميين الدعاء ومن الملائكة الاستغفار ومن الله الرحمة هذا ليس بصحيح. بل إن صلاة الله على المرء معناها ثناؤه عليه في الملأ الأعلى كما قال أبو العالية وتبعه على ذلك المحققون من أهل العلم. ويدل على بطلان القول الأول قوله تعالى : (( أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ )) صلوات ورحمة والأصل في العطف المغايرة إذن.
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... إن الصلاة من الآدميين الدعاء ومن الملائكة الاستغفار.
الشيخ : لا. الصلاة من الآدميين يعني إذا قالوا اللهم صل على محمد. فمعناه أنهم يسألون الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى يعني يدعون الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى. إذن أنت إذا قلت اللهم صل على محمد أثنى الله عليك في الملأ الأعلى كم من مرة؟ عشر مرات نعمة كبيرة نعمة كبيرة أن الله يثني عليك عند ملائكته عشر مرات إذا صليت على نبيه صلوات الله وسلامه عليه نعم.
قال : وقوله : ( فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ). حيث : ظرف أو لا؟ مبني على الضم في محل نصب. ويقال فيها : حيثَ وحوْث وحاث لكنها قليلة.
هذه ( حيث كنتم ) : كيف تبلغه؟ كيف تبلغه؟
نقول : إذا جاء مثل هذا النص وهو من أمور الغيب. فإن الواجب علينا أن نقول : الكيف مجهول. يعني بأي وسيلة تبلغه؟ ما ندري. لكن قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام ( أن لله ملائكة سياحين يسيحون في الأرض يبلغون النبي صلى الله عليه وسلم سلام أمته عليه ) فإذا صح هذا. فهذه هي الكيفية هذه هي الكيفية. وقد يقال : إن صلاتهم عليه تبلغه حيث كان هو ما يجد عليه الصلاة والسلام من قبول الله تعالى لهذه الصلاة فإن هذا لا شك زيادة في حسنات النبي صلى الله عليه وسلم هذا زيادة في حسناته. وربما يقال أيضا هذا من الكيفية ( تبلغه ) أي يعلم بها بزيادة حسناته فيها.
" رواه أبو داود بإسناد حسن ورواته ثقات " ، " رواه أبو داود بإسناد حسن ورواته ثقات " ما رأيكم من الناحية الاصطلاحية في هذا التعبير هل هناك تناقض بين حسن وثقات؟
الطالب : ... .
الشيح : لا هو في الحقيقة الظاهر ظاهر اللفظ أن بينهما اختلافا. ولكننا نعرف أن الحسن : هو أن يكون الراوي خفيف الضبط ، خفيف الضبط معناه أن فيه نوعا من الثقة ، فيه نوع من الثقة فيجمع بين كلام المؤلف رحمه الله وبين ما ذكره عن رواية أبي داود بإسناد حسن أن المراد بالثقات ليست غاية الثقة لأنه لو بلغ إلى حد الثقة الغاية لكان صحيحا; لأن ثقة الراوي تعود على تحقق الوصفين فيه وهما : العدالة والضبط. فإذا خف الضبط خفت الثقة فيه. كما إذا خفت العدالة أيضا تخف الثقة فيه. فيجمع بينهما بأن المراد: مطلق الثقة مطلق الثقات ولكنه لا شك فيما أرى أنه إذا أعقب قوله : "حسن " بـــ " رواته ثقات " أنه أعلى مما لو اقتصر على لفظ : " حسن ". نعم أعلى مما إذا اقتصر على لفظ حسن. ومثل هذا ما يعبر به ابن حجر في " تقريب التهذيب " يقول مثلا : "صدوق يهم " وأحيانا يقول : " صدوق ". أيهما أقوى؟ صدوق أقوى ; فيكون توثيق الرجل الموصوف بصدوق أشد من توثيق الرجل الذي يوصف بأنه يهم.
لا يقول قائل : إن كلمة يهم لا تزيده ضعفا ; لأنه ما من إنسان إلا ويهم.
نقول : هذا لا يصح; لأن قولهم : ( يهم ) لا يعنون به الوهم الذي لا يخلو منه أحد ولولا أن هناك غلبة في أوهامه ما وصفوه بها ماوصفوه بها
الطالب : شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب : قوله : " رواه أبو داود ".
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : لا الظاهر إنه بإسناد حسن من الشيخ ... من الشيخ.