شرح قول المصنف : وعن علي بن الحسين : ( أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فيدخل فيها فيدعوا ، فنهاه ، وقال : ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تتخذوا قبري عيداً ، ولا بيوتكم قبوراً ، وصلوا علي ، فإن تسليكم يبلغني أين كنتم ) رواه في المختارة . فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية براءة.
الثانية: إبعاده أمته عن هذا الحمى غاية البعد.
الثالثة: ذكر حرصه علينا ورأفته ورحمته.
الرابعة: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص، مع أن زيارته من أفضل الأعمال.
الخامسة: نهيه عن الإكثار من الزيارة.
السادسة: حثه على النافلة في البيت.
السابعة: أنه متقرر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة.
الثامنة: تعليله ذلك بأن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بعد، فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب.
التاسعة: كونه صلى الله عليه وسلم في البرزخ تعرض أعمال أمته في الصلاة والسلام عليه.
حفظ
الشيخ : وعن علي بن الحسين : ( أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فيدخل فيها فيدعوا ، فنهاه ).
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب هذا من أفضل أهل البيت علما وزهدا وفقها أيضا ويسمى زين العابدين زين العابدين.
أما الحسين فمعروف هو ابن فاطمة رضي الله عنها، وأبوه : علي بن أبي طالب.
يقول : ( رأى رجلا يجيء إلى فرجة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعوا فنهاه ) هذا الرجل لا شك أنه ما صار يتكرر مجيئه إلى هذه الفرجة إلا وهو يعتقد أن فيها فضلا ومزية وهذا لا شك أنه وسيلة إلى الشرك كونه يظن أن الدعاء عند القبر له مزية هذا فتح باب إلى الشرك. بل جميع العبادات لا يجوز أن نعتقد أن لها مزية إذا كانت عند القبر سواء كانت صلاة أو دعاء أو صدقة أو قراءة قرآن. ولهذا نقول : تكره القراءة عند القبر إذا كان الإنسان يعتقد بأن القراءة عند القبر أفضل.
قال : ( فنهاه وقال لا أحدثكم حديثا ) ( ألا أحدثكم ) كيف أحدثكم وهو واحد؟ وهو واحد ما في جماعة هو رضي الله عنه كان مثلا عند أصحابه يحدثهم فجاء هذا الرجل وصار يدخل ( ألا أحدثكم حديثا سمعته ).
ألا : أداة استفتاح وإلا عرض؟ أداة عرض. قال : ( ألا أحدثكم ) يعني : أعرض عليكم التحديث فهي أداة عرض.
وفائدتها : تنبيه المخاطب إلى ما يريد أن يحدثه به.
( سمعته عن أبي عن جدي ) : أبوه من؟ الحسين. ( عن جده ) : علي بن أبي طالب ( عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : السند متصل وإلا لا؟ متصل طيب فيه عنعنة نعم ليس مدلسا ما تضر العنعنة من غير المدلس تحمل على السماع.
قال : ( عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تتخذوا قبري عيدا ) كما سبق في الحديث السابق أنه نهى أن يتخذ قبره عيدا يعتاد ويتكرر إليه لأن هذا وسيلة إلى أن يشرك به.
( ولا بيوتكم قبورا ) : كاللفظ الأول وفيه احتمالان أحدهما أن لا تدفنوا فيها والثاني أن لا تدعوا الصلاة فيها.
( وصلوا علي; فإن تسليمكم يبلغني حيث كنتم ) عندنا هكذا نشوف أشك في صحتها لأن قوله : ( صلوا علي فإن تسليمكم ) يقتضي أن يقال : فإن صلاتكم تبلغني اللهم إلا أن يقال هذا من باب الطي والنشر. المعنى : صلوا علي وسلموا; فإن تسليمكم وصلاتكم يكون كأنه ذكر الفعلين والعلتين. لكن حذف من الأولى ما دلت عليه الثانية ومن الثانية ما دلت عليه الأولى. يحتمل هذا.
وقوله : ( وصلوا علي ) هي كقوله فيما سبق صلوا علي. المراد : في أي مكان كنتم صلوا علي ما حاجة إلى أن تأتوا وتسلمون عند القبر أو تصلوا عند القبر.
( فإن تسليمكم يبلغني حيث كنتم ).
الطالب : ... .
الشيخ : لا عندي حيث كنتم ... .
الطالب : ... .
الشيخ : أين كنتم؟ وفي لفظ آخر : ( حيث كنتم ) المعنى واحد.
قوله : ( يبلغني ) تقدم كيف يبلغه عليه الصلاة والسلام.
" رواه في المختارة " : رواه من الفاعل مؤلف المختارة في المختارة معروف. رواه في المختارة أو رواه في البخاري نفس المؤلف. و قوله : " في المختارة " : هذا اسم للكتاب; يعني الأحاديث المختارة اختارها.
وهذا الرجل رحمه الله عبد الغني المقدسي من الحنابلة. وما أقل الحديث في الحنابلة يعني المحدثين. من أغرب ما يكون أصحاب الإمام أحمد أقل الناس تحديثا بالنسبة للشافعية، يعني أكثر علماء الحديث وكذلك علماء التفسير تجدهم من الشافعية. الحنابلة غلب عليهم رحمهم الله الفقه مع الحديث; فصاروا محدثين وفقهاء. ولكنهم تعرفون الإنسان بشر.
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب هذا من أفضل أهل البيت علما وزهدا وفقها أيضا ويسمى زين العابدين زين العابدين.
أما الحسين فمعروف هو ابن فاطمة رضي الله عنها، وأبوه : علي بن أبي طالب.
يقول : ( رأى رجلا يجيء إلى فرجة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعوا فنهاه ) هذا الرجل لا شك أنه ما صار يتكرر مجيئه إلى هذه الفرجة إلا وهو يعتقد أن فيها فضلا ومزية وهذا لا شك أنه وسيلة إلى الشرك كونه يظن أن الدعاء عند القبر له مزية هذا فتح باب إلى الشرك. بل جميع العبادات لا يجوز أن نعتقد أن لها مزية إذا كانت عند القبر سواء كانت صلاة أو دعاء أو صدقة أو قراءة قرآن. ولهذا نقول : تكره القراءة عند القبر إذا كان الإنسان يعتقد بأن القراءة عند القبر أفضل.
قال : ( فنهاه وقال لا أحدثكم حديثا ) ( ألا أحدثكم ) كيف أحدثكم وهو واحد؟ وهو واحد ما في جماعة هو رضي الله عنه كان مثلا عند أصحابه يحدثهم فجاء هذا الرجل وصار يدخل ( ألا أحدثكم حديثا سمعته ).
ألا : أداة استفتاح وإلا عرض؟ أداة عرض. قال : ( ألا أحدثكم ) يعني : أعرض عليكم التحديث فهي أداة عرض.
وفائدتها : تنبيه المخاطب إلى ما يريد أن يحدثه به.
( سمعته عن أبي عن جدي ) : أبوه من؟ الحسين. ( عن جده ) : علي بن أبي طالب ( عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : السند متصل وإلا لا؟ متصل طيب فيه عنعنة نعم ليس مدلسا ما تضر العنعنة من غير المدلس تحمل على السماع.
قال : ( عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تتخذوا قبري عيدا ) كما سبق في الحديث السابق أنه نهى أن يتخذ قبره عيدا يعتاد ويتكرر إليه لأن هذا وسيلة إلى أن يشرك به.
( ولا بيوتكم قبورا ) : كاللفظ الأول وفيه احتمالان أحدهما أن لا تدفنوا فيها والثاني أن لا تدعوا الصلاة فيها.
( وصلوا علي; فإن تسليمكم يبلغني حيث كنتم ) عندنا هكذا نشوف أشك في صحتها لأن قوله : ( صلوا علي فإن تسليمكم ) يقتضي أن يقال : فإن صلاتكم تبلغني اللهم إلا أن يقال هذا من باب الطي والنشر. المعنى : صلوا علي وسلموا; فإن تسليمكم وصلاتكم يكون كأنه ذكر الفعلين والعلتين. لكن حذف من الأولى ما دلت عليه الثانية ومن الثانية ما دلت عليه الأولى. يحتمل هذا.
وقوله : ( وصلوا علي ) هي كقوله فيما سبق صلوا علي. المراد : في أي مكان كنتم صلوا علي ما حاجة إلى أن تأتوا وتسلمون عند القبر أو تصلوا عند القبر.
( فإن تسليمكم يبلغني حيث كنتم ).
الطالب : ... .
الشيخ : لا عندي حيث كنتم ... .
الطالب : ... .
الشيخ : أين كنتم؟ وفي لفظ آخر : ( حيث كنتم ) المعنى واحد.
قوله : ( يبلغني ) تقدم كيف يبلغه عليه الصلاة والسلام.
" رواه في المختارة " : رواه من الفاعل مؤلف المختارة في المختارة معروف. رواه في المختارة أو رواه في البخاري نفس المؤلف. و قوله : " في المختارة " : هذا اسم للكتاب; يعني الأحاديث المختارة اختارها.
وهذا الرجل رحمه الله عبد الغني المقدسي من الحنابلة. وما أقل الحديث في الحنابلة يعني المحدثين. من أغرب ما يكون أصحاب الإمام أحمد أقل الناس تحديثا بالنسبة للشافعية، يعني أكثر علماء الحديث وكذلك علماء التفسير تجدهم من الشافعية. الحنابلة غلب عليهم رحمهم الله الفقه مع الحديث; فصاروا محدثين وفقهاء. ولكنهم تعرفون الإنسان بشر.