شرح قول المصنف : قوله (....الموبقات ، قالوا : يا رسول الله ، وما هن ؟ قال : الشرك بالله حفظ
الشيخ : وقوله : ( الموبقات ) الموبقات أي المهلكات. قال الله تعالى : (( وجعلنا بينهم موبقا )) موبقا يعني مهلكا أي مكان هلاك.
وقوله : ( قالوا يا رسول الله وما هن؟ )
في هذا إجمال أولا ثم التفصيل فما هي الفائدة من الإجمال أولا؟
الفائدة من اجل التطلع تطلع المخاطب إلى بيان هذا المجمل لأن الشيء إذا جاء مبينا من أول وهلة ما صار له التلقي والقبول كما إذا أجمل ثم بين أو لا؟ ولهذا عند الناس إذا بغيت يهتم بالشيء تقول أعلمك الشيء المهم أعلمك شيء مهم ينتبه أكثر مما لو قلت حصل كذا وكذا أو لا؟ فتجده يتطلع ما هذا الشيء المهم فلما قال : ( اجتنبوا السبع الموبقات ) تطلع الصحابة رضي الله عنهم إلى هذه السبع المهلكة التي أمر النبي عليه الصلاة والسلام باجتنابها. ( قالوا يا رسول الله وما هن؟ )
ما : اسم استفهام مبتدأ.
وهنّ : خبر المبتدأ هن خبر المبتدأ نعم.
وقال بعض المعربين : بالعكس هن : مبتدأ مؤخر وما : خبر مقدم وجوبا وإلا جوازا؟ وجوبا لماذا؟ لأن الاستفهام لأنه استفهام فله الصدارة والذين اختاروا ذلك قالوا لأن هن ضمير معرفة وما نكرة والمعروف والقاعدة المتبعة أنه يخبر بالنكرة عن المعرفة ولا عكس. فيجعلون مثل هذا التركيب يجعلونه على أنه خبر مقدم وهن : مبتدأ مؤخر. ويمكن أن نقول : إن هنّ ضمير يعود على ما وهو نكرة والعائد على النكرة نكرة. فهو وإن كان ضميرا لكنه بمعنى النكرة لكونه عائدا إلى منكر. كما قالوا في قوله : " رب هو رجل صالح " فأدخلوا رب على الضمير مع أنها ما تدخل إلا على نكرة.
قال ابن مالك :
" واخصص بمذ ومنذ وقتا *** وبرب منكرا "
ومع ذلك دخلت على الضمير لأنه بمعنى النكرة
( وما هن ؟ قال : الشرك بالله ) وقدمه لأنه أعظم الموبقات فإن أعظم الذنوب أن تجعل لله ندا وهو خلقك والشرك بالله يتناول الشرك بربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته فهذا أعظم الموبقات الشرك بالله فمن اعتقد أن مع الله خالقا فهو مشرك أو اعتقد أن مع الله منفردا بخلق بعض الأشياء فهو مشرك أو اعتقد أن الله له معين يعينه فهو أيضا مشرك. ومن اعتقد أن أحدا سوى الله يستحق أن يعبد فهو مشرك سواء عبده أو لم يعبده ما دام اعتقد أن أحدا يستحق أن يعبد مع الله فإنه مشرك وإن لم يعبده فإن عبده فهو أعظم فإن عبده فهو أعظم كذلك من اعتقد أن لله مثيلا في صفاته فهو مشرك. من اعتقد أن الله استوى على العرش كاستواء الملك على عرش مملكته فهو مشرك ومن اعتقد أن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزول الإنسان إلى أسفل بيته من أعلى فهو مشرك فالمهم أن الشرك بالله هذا من الموبقات وهو أعظم هذه الموبقات وأشدها (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) (( ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) وقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام إن هذا من أعظم ما يكون من الجناية والجرم فقال : ( أن تجعل لله ندا وهو خلقك ) الذي خلقك وأوجدك وأمدك وأعدك ورزقك كيف تجعل له ندا؟ لو أن أحدا من الناس أحسن إليك بما دون ذلك فجعلت له نظيرا ماذا يكون هذا الأمر بالنسبة إليه؟ ها؟ كفر وجحود وإلا لا؟ يكون كفرا وجحودا وغير مناسب يحسن إليك وتسيء في حقه هذا غير مناسب أبدا.
وقوله : ( قالوا يا رسول الله وما هن؟ )
في هذا إجمال أولا ثم التفصيل فما هي الفائدة من الإجمال أولا؟
الفائدة من اجل التطلع تطلع المخاطب إلى بيان هذا المجمل لأن الشيء إذا جاء مبينا من أول وهلة ما صار له التلقي والقبول كما إذا أجمل ثم بين أو لا؟ ولهذا عند الناس إذا بغيت يهتم بالشيء تقول أعلمك الشيء المهم أعلمك شيء مهم ينتبه أكثر مما لو قلت حصل كذا وكذا أو لا؟ فتجده يتطلع ما هذا الشيء المهم فلما قال : ( اجتنبوا السبع الموبقات ) تطلع الصحابة رضي الله عنهم إلى هذه السبع المهلكة التي أمر النبي عليه الصلاة والسلام باجتنابها. ( قالوا يا رسول الله وما هن؟ )
ما : اسم استفهام مبتدأ.
وهنّ : خبر المبتدأ هن خبر المبتدأ نعم.
وقال بعض المعربين : بالعكس هن : مبتدأ مؤخر وما : خبر مقدم وجوبا وإلا جوازا؟ وجوبا لماذا؟ لأن الاستفهام لأنه استفهام فله الصدارة والذين اختاروا ذلك قالوا لأن هن ضمير معرفة وما نكرة والمعروف والقاعدة المتبعة أنه يخبر بالنكرة عن المعرفة ولا عكس. فيجعلون مثل هذا التركيب يجعلونه على أنه خبر مقدم وهن : مبتدأ مؤخر. ويمكن أن نقول : إن هنّ ضمير يعود على ما وهو نكرة والعائد على النكرة نكرة. فهو وإن كان ضميرا لكنه بمعنى النكرة لكونه عائدا إلى منكر. كما قالوا في قوله : " رب هو رجل صالح " فأدخلوا رب على الضمير مع أنها ما تدخل إلا على نكرة.
قال ابن مالك :
" واخصص بمذ ومنذ وقتا *** وبرب منكرا "
ومع ذلك دخلت على الضمير لأنه بمعنى النكرة
( وما هن ؟ قال : الشرك بالله ) وقدمه لأنه أعظم الموبقات فإن أعظم الذنوب أن تجعل لله ندا وهو خلقك والشرك بالله يتناول الشرك بربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته فهذا أعظم الموبقات الشرك بالله فمن اعتقد أن مع الله خالقا فهو مشرك أو اعتقد أن مع الله منفردا بخلق بعض الأشياء فهو مشرك أو اعتقد أن الله له معين يعينه فهو أيضا مشرك. ومن اعتقد أن أحدا سوى الله يستحق أن يعبد فهو مشرك سواء عبده أو لم يعبده ما دام اعتقد أن أحدا يستحق أن يعبد مع الله فإنه مشرك وإن لم يعبده فإن عبده فهو أعظم فإن عبده فهو أعظم كذلك من اعتقد أن لله مثيلا في صفاته فهو مشرك. من اعتقد أن الله استوى على العرش كاستواء الملك على عرش مملكته فهو مشرك ومن اعتقد أن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزول الإنسان إلى أسفل بيته من أعلى فهو مشرك فالمهم أن الشرك بالله هذا من الموبقات وهو أعظم هذه الموبقات وأشدها (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) (( ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) وقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام إن هذا من أعظم ما يكون من الجناية والجرم فقال : ( أن تجعل لله ندا وهو خلقك ) الذي خلقك وأوجدك وأمدك وأعدك ورزقك كيف تجعل له ندا؟ لو أن أحدا من الناس أحسن إليك بما دون ذلك فجعلت له نظيرا ماذا يكون هذا الأمر بالنسبة إليه؟ ها؟ كفر وجحود وإلا لا؟ يكون كفرا وجحودا وغير مناسب يحسن إليك وتسيء في حقه هذا غير مناسب أبدا.