شرح قول المصنف : وقوله (....ومن تعلق شيئاً وكل إليه ) . حفظ
الشيخ : ثم قال : ( ومن تعلق شيئا وكل إليه )
( تعلق شيئا ) أي استمسك به واعتمد إليه وكل إليه أي أنه جعل هذا الشيء الذي تعلق به عمادا له فيكله الله إليه ويتخلى عنه.
فإذا قال قائل : ما مناسبة هذه الجملة لما قبلها؟
قلنا : المناسبة لأن النافث للعقد يريد أن يتوصل بهذا الشيء إلى حاجته ومآربه فيوكل إلى هذا العمل المحرم أو وجه آخر أن من الناس من إذا سُحر عن طرق النفث والعقد ذهب إلى السحرة وتعلق بهم ما يذهب إلى القراءات والأدوية المباحة ( فمن تعلق شيئا وكل إليه ). طيب من تعلق بالله واعتمد عليه كفاه الله (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره )) إذا كان الله حسبك فلا بد أن تصل إلى ما تريد.
لكن من تعلق شيئا من المخلوقين وكل إليه ومن وكل إليه إلى شيء من المخلوقين وكل إلى ضعف وعجز وعورة وقد يشمل هذا الحديث عمومه يشمل من اعتمد على نفسه وصار معجبا بما يقول ويفعل فإنه يوكل إلى نفسه فيوكل إلى ضعف كما جاء في الحديث وعورة وعجز. ولهذا ينبغي أن تكون دائما متعلقا بمن؟ بالله عز وجل في كل أقوالك وأفعالك وأحوالك حتى تيسر لك الأمور (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )). صحيح أن الإنسان نقول : اعتمد على نفسك بالنسبة للناس بالنسبة للناس لا تسأل الناس ولا تستدل أمامهم واستغن عنهم. أما بالنسبة لله عز وجل فلا بل كن دائما معتمدا على ربك سبحانه وتعالى حتى تتيسر لك الأمور لأن من يتوكل على الله فهو حسبه.
من هذا النوع من يتعلقون ببعض الأحراز يعلقونها فإنهم يوكلون إلى هذا ولا يحصل لهم مقصودهم لكن لو اعتمدوا على الله وسلكوا السبل الشرعية حصل لهم ما يريدون.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم إي الخيوط التي تعقد بهذا والتمائم وما أشبه ذلك كل داخل في هذا ( من تعلق شيئا وكل إليه ) عام.
الطالب : ... .
الشيخ : أيهم؟ مناسبة هذا الحديث أن السحرة هؤلاء يصلون بسحرهم هذا يريدون التوصل إلى مقصودهم الذي يريدون.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟
الطالب : الجملة الأخيرة ... .
الشيخ : الجملة كلها ( ومن تعلق شيئا وكل إليه ) هذا وجه. من هؤلاء الذين يتعلقون بالسحر ويجعلونه صناعة يصلون بها إلى مآربهم يوكلون على ذلك وآخر أمرهم الخسارة و...
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم يدخل في هذا صحيح. طيب. أيضا من تعلق شيئا من أهل القبور يدخل هذا وإلا لا؟ نعم يدخل في هذا يتعلق بصاحب القبر ويجعله غايته ويجعله مغيثه عند الشدة وملجأه عند طلب الأمور هذا يوكل إليه. وقد سبق لنا أن الله يقول : (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة )) وبينا أن الإنسان قد يفتن فيحصل له المطلوب بدعاء هؤلاء ولكن هذا المطلوب الذي حصل حصل بدعائهم وإلا عند دعائهم؟ عند دعائهم لا بدعائهم لأنهم لا يستطيعون أن يأتوا بشيء الآية صريحة (( من لا يستجيب له إلى يوم القيامة )) نعم. لكن الله تعالى قد يفتن من شاء من عباده.