ما حكم كلام الفلكين في الكون ؟ حفظ
السائل : ... ما نصدق ولا نكذب .
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني كلام الفلكيين ... .
الشيخ : كلام الفلكيين فيه شيء تُدركه عقولنا نصدقه وفيه شيء ما تدركه عقولنا ما نصدقه ولا نكذبه، وفيه شيء يخالف القرآن فنكذبه ، الذي يخالف القرآن والسنة نكذبه ولهذا نحن نقول إن الشمس هي التي تدور على الأرض وبها يكون الليل والنهار ، هذا ظاهر الكتاب والسنة فنحن نبقى على هذا الظاهر ولا نتعداه حتى يتبين لنا عن طريق يقين محسوس بأن الأمر خلاف ذلك وحينئذٍ يمكن أن تتأول الآيات كما تأولها هؤلاء هؤلاء الآن يقولون الآيات صحيحة ما ننكرها ولا الحديث لكنها تطلع في رأي العين وإلا في الحقيقة نحن طالعين عليها وتغرب في رأي العين ها وإلا هي ما تغرب نحن اللي نغرب عنها لأن الأرض تدور كذا ثم تغرب عنا المهم هذا رأيهم هم لكنا نقول هذا رأي مرفوض ولا نقبله ما نقبله لأنه خلاف ظاهر القرآن خلاف ظاهر كلام من خَلق هذه الأشياء سبحانه وتعالى فهل نصدق هؤلاء وإلا نصدق القرآن ؟ نصدق القرآن طبعاً إلا لو يجي أمر محسوس مثلا كروية الأرض كان بالأول كثير من أهل العلم ينكرها والآن ما أحد يُنكرها أصبح العلم بذلك أمراً بدهيا ما أحد ينكرها لأنك الآن لو تركب طائرة من مطار جدة إلى الغرب تطلع الآن تطلع على الشرق ترجع إلى جدة من جهة الشرق ولهذا اللي يجون من الغرب إلى الشرق يختصرون الوقت يصير الوقت قصير عندهم والعكس بالعكس واحد صلى ... في جدة وراح إلى أمريكا ووصل لأمريكا بعد ثلاثة عشر ساعة نعم يقول وصلنا قبل الفجر معنى ذلك صار بين صلاة العشاء والفجر ثلاثة عشر ساعة ، واللي يجي بالعكس يختصر الوقت لأنه النهار مقبل عليه وهو مقبل على النهار فيختصر بدلاً أن يكون بينهم ثلاثة عشر ساعة يمكن يكون بينهم ثلاث ساعات إي نعم هذا أمر الآن أصبح أمرا بدهيا أن الأرض كروية ولا أحد ينكره ما أحد ينكر هذا الشيء وكان بالأول يقولون هذا خلاف ظاهر القرآن والله يقول : (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت )) نعم ويقول نعم سطحت ويقول : (( جعل لكم الأرض فراشا )) والفراش متساوي فيقولون اللي يقول كروية هذا مخالف لظاهر القرآن والحقيقة الآن تبين أنها كروية كذا وتبين إن ظاهر القرآن يدل على أنها كروية كذا منين ؟ من قوله : (( إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت * وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت وأذنت لربها وحقت )) إذا الأرض مدت متى ؟ يوم القيامة فالآن هي غير ممدودة وفسر ذلك النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : ( أنها يوم القيامة تمد مد الأديم ) كقوله تعالى : (( لا ترى فيها عوجا ولا أمتا )) وكذلك أيضا قوله تعالى : (( يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل )) والتكوير تدوير مثل كرة العمامة ومعلوم أن الليل والنهار يتعاقب على الأرض إذن فالأرض كروية فالأرض كروية ونجيب عن قوله : (( سُطحت )) أن سطحها لكبرها يكون من رآها كأنها سطح لأنها واسعة فلا يتبين انحناؤها من أجل سعتها وحينئذٍ يتبين أن القرآن لا يخالف الواقع وأنا أقول لكم اعلموا علم اليقين بأنه لا يمكن أن يتعارض أمران قطعيان أبداً فهمتم أو لا؟ ما يمكن يتعارض أمران قطعيان لأن تعارضهما يبطل كونهما قطعيين لأن تعارضهما يستلزم إبطال أحدهما للآخر ومعنى ذلك أنهما ليسا قطعيين ومتى وجدنا دلالة قطعية في القرآن فاعلم أنه لا يكذبها الحس ومتى وجدنا دلالة قطعية في الحس فاعلم أن القرآن لا يكذبها أبداً وإذا صار في ذهنك أن القرآن يكذبها فهذا لسوء نعم لسوء فهمك أو قصور علمك وهذا أمر ما أحد يشك فيه هذه قاعدة مسلمة عند أهل العلم وقد أشار إليها شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه * العقل والنقل * قال : " إنه لا يمكن يتعارض دليلان قطعيان أبداً سواء كانا عقليين أو شرعيين أو حسيين " لا يمكن يتعارض وصدق رحمه الله أو أحدهما شرعي والثاني حسي أو أحدهما حسي والثاني عقلي المهم لا يتعارض دليلان قطعيان أبدا كما قلنا أن القول بتعارضهما يستلزم إبطال أحدهما واستلزام إبطال أحدهما يدل على أنهما غير قطعيين .
السائل : ... .
الشيخ : ها أحسنت هذا من الدليل على قدرة الله عز وجل .
السائل : ... .
الشيخ : القدرة مثل أن السماء بغير عمد .
السائل : لكن الدوران سهل .
الشيخ : أقول أنه كما أمسك االله السماء بغير عمد أمسك هذا .
السائل : ... فيه عمد.
الشيخ : بغير عمد ترونها ، فيه خلاف ، أقول فيه خلاف ولكن الصحيح أنها بغير عمد .