شرح قول المصنف : قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك وقيل: هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل: الذي يخبر عما في الضمير. وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق. حفظ
الشيخ : قال البغوي : " العراف : الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك " العراف كُلنا يعرف أنه صيغة مبالغة فإما أن يُراد بها الصيغة وإما أن يراد بها النسبة وهو الذي يدعي معرفة الأشياء وليس كل من يدعي معرفة يكون عرافاً لكن من يدعي معرفة تتعلق بعلم الغيب يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على مكان الضالة مكان المسروق والضالة ونحوها وظاهر كلام البغوي رحمه الله أنه يشمل ، ظاهر كلام البغوي شامل لمن ادعى معرفة المستقبل والماضي، لأن مكان المسروق ماضي ولا مستقبل؟ ماضي قد سرق وكذلك مكان الضالة قد حصل الضياع فظاهر كلامه يشمل هذا وهذا ولكن المسألة ليست اتفاقية بين أهل العلم ولهذا يقول المؤلف رحمه الله : " وقيل هو الكاهن والكاهن الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل : الذي يخبر عما في الضمير " يعني بعض أهل العلم فسر العراف بالكاهن فسره بالكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وهذا لا شك أنه علم الغيب "وقيل : الذي يخبر عما في الضمير" ويش معنى عما في الضمير ؟ يعني تضمر شيء وتقول له ويش أضمرت ؟ فيقول : أضمرت كذا وكذا هذا كاهن أو المغيبات في المستقبل تقول : ماذا سيحدث في الشهر الفلاني في اليوم الفلاني فيقول كذا وكذا ماذا ستلد امرأتي مثلاً متى يقدم ولدي وهو لا يدري فهذا من الكهانة فالآن اختلف العلماء في تعريف العراف فقيل : هو الذي يدعي معرفة الأمور بإيش ؟ بمقدمات يستدل بها على مكان المسروق والضالة ونحوها فيكون شاملا لمن يخبر عن أمور وقعت وقيل : الذي يخبر عما في الضمير نعم وقيل : هو الكاهن نعم قبل وقيل : هو الكاهن والكاهن : هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل أو الذي يخبر عما في الضمير ونقل المؤلف رحمه الله عن شيخ الإسلام " وقال أبو العباس ابن تيمية " أبو العباس هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية يُكنى أبا العباس وليس له ولد وهو لم يتزوج ما تزوج وليس تركه للزواج من باب الرهبانية ولكنه والله أعلم أنه مشغول بالجهاد العلمي مع قلة الشهوة والله أعلم وإلا لو كان قوي الشهوة لتزوج وهو كما يدعي المزورون له ولد مدفون إلى جانبه لأن أحد الإخوة زار دمشق وقالوا له أترغب أن تزور شيخ الإسلام ابن تيمية فقال نعم ثم ذهب به وقال : هذا شيخ الإسلام وهذا ابنه قال : ما تزوج الرجل حتى يكون له ابن لكن المزور على اسمه غالبا لا يقول إلا الزور نعم أو لعله سمع أبا العباس وقال له ولد اسمه العباس الله أعلم
" قال أبو العباس ابن تيمية : العراف : اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق " ظاهر كلام الشيخ رحمه الله أن شيخ الإسلام جزم بهذا ولكن شيخ الإسلام قال : وقيل العراف فذكره بقيل نعم ومعلوم أن ما ذُكر بقيل ليس مما يجزم بأن المؤلف يقوله صحيح أنه إذا نقله ولم ينقضه فهو دليل على أنه - يرحمك الله - أنه ارتضاه إنما على كل حال شيخ الإسلام ساق هذا القول وارتضاه
ثم قال : " ولو قيل إنه اسم خاص لبعض هؤلاء " يعني الرمال والمنجم ونحوه فإنهم يدخلون فيه بالعموم المعنوي لأنه عندنا عموم معنوي وهو ما ثبت عن طريق القياس وعموم لفظي وهو ما دل عليه اللفظ بحيث يكون اللفظ شاملاً هذا يسمى عموما لفظيا ودلالته على النظير يسمى عموماً معنوياً لاتفاقهما في العلة الشاملة لهذا ولهذا وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن استخدام الإنس للجن له ثلاث حالات : تارة يستخدمونه في طاعة الله تارة يستخدمون الجن في طاعة الله عز وجل مثل أن يكون نائباً عنه في تبليغ الشرع يكون هذا له صاحب من الجن مؤمن يأخذ العلم عنه ويتلقى منه وهذا شيء ثبت أن الجن قد يتعلمون من الإنس فيستخدمه في تبليغ الشرع لنظرائه من الجن نعم أو في المعونة على أمور مطلوبة شرعاً يقول فهذا لا بأس به بل إنه قد يكون أمراً محموداً ومطلوباً وهو من الدعوة إلى الله عز وجل
ثانيا : أن يستخدم الجن في أمور مباحة مثل أن يطلب منهم العون على شيء من الأشياء قال : فهذا جائز بشرط أن لا تكون الوسيلة محرمة الوسيلة هي هذه الخدمة محرمة فإن كانت محرمة صار حراماً لو كان الجن ما يساعده في أموره إلا إذا ذبح له أو سجد له أو ما أشبه ذلك كان ذلك حراماً أو شركاً حسب ما تكون هذه المعصية وتارة يستخدم الجن في الظلم والعدوان يستخدمهم في الظلم والعدوان كنهب أموال الناس وترويعهم وما أشبه ذلك فهذا حكمه محرم ثم إن كانت وسيلته شركاً صار شركاً ، وإن كانت وسيلته غير شرك صار معصية كما لو كان هذا الجني الفاسق يألف هذا الإنسي الفاسق ويتعاون معه على الإثم والعدوان فهذا يكون إثماً وعدواناً ولا يصل إلى حد الشرك قسمهم ثلاثة أقسام ثم قال : " إن من يسأل الجن أو يسأل مَن يسأل الجن ويصدقهم في كل ما يقولون فهذا معصية وكُفر" يصدقهم في كل ما يقولون فهذا معصية وكفر ، ثم ذَكر ما ذُكر عن عمر رضي الله عنه أنه تأخر ذات مرة في سفرِه فأبو موسى رضي الله عنه اشتغل فِكره من تأخر أمير المؤمنين فقالوا له : إن امرأة من أهل المدينة لها صاحب من الجن فلو أمرتها أن تُرسل صاحبها يبحث عن عمر ففعل فذهب الجني ثم رجع وقال : إن أمير المؤمنين ليس به بأس فإنه كان يَسِم إبل الصدقة في المكان الفلاني ثم قدم عمر رضي الله عنه بعد ذلك ، فهذا استخدام في إيش ؟ في أمر مباح استخدام في أمر مباح .