شرح قول المصنف : وقول الله تعالى : (( ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون )) وقوله : (( قالوا طائركم معكم )) . حفظ
الشيخ : قال : " وقول الله تعالى : (( ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون )) " هذا الآية نزلت في موسى وقومه (( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ )) قال الله تعالى : (( ألا إنما طائرهم عند الله )) معنى يتطيروا بموسى ومن معه يعني يقولون هذا منك هذا من موسى وأصحابه جاء البلاء منهم جاء الجدب جاء القحط جاء كذا جاء كذا فأبطل الله تعالى هذا في العقيدة بقوله : (( ألا إنما طائرهم عند الله )) وألا هنا أداة استفتاح تفيد التنبيه نعم ويش بعد ؟ والتوكيد وقولُه : (( إنما )) أداة حصر وطائر مبتدأ وعند الله خبرُه يعني معناه ما يصيبهم من الجدب والقحط ليس بسبب موسى وقومه ولكن هو من عند الله عز وجل فهو الذي قدره ولا علاقة لموسى وقومِه به بل إن الأمر يقتضي أن موسى وقومَه سبب للبركة والخير عكس ما يقولون لكن هؤلاء والعياذ بالله مشبِهة على العوام يوهمون الناس خلاف الواقع طيب قوله : (( يتطيروا بموسى ومن معه )) معلوم أن موسى ومن معه ليسوا طيوراً لكن المراد التشاؤم وعَبر عنه بالتطير لأن القرآن باللغة العربية فإذا كان تشاؤم أولئك بموسى وقومه وهم ليسوا طيوراً فإن العرب يتشاءمون أكثر ما يتشاءمون بالطيور ولهذا كان عندهم التشاؤم هو التطير وقوله : (( ولكن أكثرهم لا يعلمون )) لأنهم منغمسون في الجهل وليس عندهم رب إلا ها
الطالب : فرعون
الشيخ : إلا فرعون هو ربهم فلا يعلمون أن هناك إلها ربا مدبرا وأن ما أصابهم فمن الله وليس من موسى وقومه .
السائل : قولهم : (( إنا تطيرنا بكم )) ..
الشيخ : نعم نعم هم قالوا (( إنا تطيرنا بكم )) يعني تشاءمنا قطعا .
السائل : كانوا قبل العرب .
الشيخ : إي نعم قبل العرب لكن هم عبر الله عنهم بالتطير لأن العرب يجعلون التشاؤم تطيراً لأنهم كانوا يستعملون الطيور أكثر ما يستعملونه في هذا الشيء .
السائل : يعني هم ما لفظوا إنا تطيرنا بكم؟ .
الشيخ : لا ، يقينا ما لفظوا بها لأن لغتهم ليست عربية حكى الله عنهم ما قالوا والقرآن عبر باللغة العربية فيجوز أنهم قالوا هذا المعنى فقط وهذا قطعاً لأن جميع من حكى الله أقوالهم من غير العرب فقد حكاها بالمعنى قال : " وقوله : (( قالوا طائركم معكم )) " قالوا مَن ؟ الرسل ؟ لا الذين أرسلوا إلى القرية (( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ )) طيب (( قالوا طائركم معكم )) رداً على قولهم (( إنا تطيرنا بكم )) يعني تشاءمنا بكم وأننا لا نرى أنكم تدلوننا على الخير بل تدلوننا على الشر وما فيه هلاكنا فقالوا : (( طائركم معكم )) أي مصاحب لكم أي ما يحصل لكم فإنه منكم ومن أعمالكم ولا منافاة بين هذه الآية والتي قبلها لأن الآية الأولى تدل على المقدر لهذا الشيء وهو الله وهذه الآية تُبين سببه وهو أنه منهم، فهم في الحقيقة طائرهم معهم يعني الشؤم إن كان هناك شؤم فهو معكم مصاحب لكم ملازم لكم ، لأن أعمالكم توجب ذلك كما قال الله عز وجل : (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) يستفاد من هاتين الآيتين أن التطير كان معروفاً من قبل العرب وفي غير العرب أيضاً لأن الأول في فرعون وقومه والثاني في أصحاب القرية ثم إن هؤلاء الذين تطيروا هل تطيرهم حقيقة أو للتمويه ؟ للتمويه وإلا فهو كاذب يعني في الحقيقة أنهم ليسوا هم الذين جلبوا لهم الشر ولكن الذي جلب لهم الشر أعمالهم فقدر الله عليهم ما يسؤوهم جزاء سيئة بمثلها طيب وقال : (( أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ )) لأنه قال الآية (( أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ )) هنا ينبغي أن نقف (( قالوا طائركم معكم أئن ذُكرتم )) ثم تقول : (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ )) لأن إن ذكرتم جملة شرطية جواب الشرط فيها محذوف والتقدير أئن ذكرتم تطيرتُم بل أنتم قوم مسرفون وعلى هذا فلا تصلها بما بعدها بل تقول : (( أئن ذكرتم )) ثم تقول : (( بل أنتم قوم مسرفون )) وقوله : (( بل أنتم قوم مسرفون )) بل هنا للإضراب الإبطالي أو الانتقالي ؟ الإبطالي يعني بل ما أصابكم ليس مني وإنما هو من إسرافكم (( بل أنتم قوم مسرفون )) ومعنى مسرفون متجاوزون للحد الذي يجب أن تكونوا عليه .
الطالب : فرعون
الشيخ : إلا فرعون هو ربهم فلا يعلمون أن هناك إلها ربا مدبرا وأن ما أصابهم فمن الله وليس من موسى وقومه .
السائل : قولهم : (( إنا تطيرنا بكم )) ..
الشيخ : نعم نعم هم قالوا (( إنا تطيرنا بكم )) يعني تشاءمنا قطعا .
السائل : كانوا قبل العرب .
الشيخ : إي نعم قبل العرب لكن هم عبر الله عنهم بالتطير لأن العرب يجعلون التشاؤم تطيراً لأنهم كانوا يستعملون الطيور أكثر ما يستعملونه في هذا الشيء .
السائل : يعني هم ما لفظوا إنا تطيرنا بكم؟ .
الشيخ : لا ، يقينا ما لفظوا بها لأن لغتهم ليست عربية حكى الله عنهم ما قالوا والقرآن عبر باللغة العربية فيجوز أنهم قالوا هذا المعنى فقط وهذا قطعاً لأن جميع من حكى الله أقوالهم من غير العرب فقد حكاها بالمعنى قال : " وقوله : (( قالوا طائركم معكم )) " قالوا مَن ؟ الرسل ؟ لا الذين أرسلوا إلى القرية (( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ )) طيب (( قالوا طائركم معكم )) رداً على قولهم (( إنا تطيرنا بكم )) يعني تشاءمنا بكم وأننا لا نرى أنكم تدلوننا على الخير بل تدلوننا على الشر وما فيه هلاكنا فقالوا : (( طائركم معكم )) أي مصاحب لكم أي ما يحصل لكم فإنه منكم ومن أعمالكم ولا منافاة بين هذه الآية والتي قبلها لأن الآية الأولى تدل على المقدر لهذا الشيء وهو الله وهذه الآية تُبين سببه وهو أنه منهم، فهم في الحقيقة طائرهم معهم يعني الشؤم إن كان هناك شؤم فهو معكم مصاحب لكم ملازم لكم ، لأن أعمالكم توجب ذلك كما قال الله عز وجل : (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) يستفاد من هاتين الآيتين أن التطير كان معروفاً من قبل العرب وفي غير العرب أيضاً لأن الأول في فرعون وقومه والثاني في أصحاب القرية ثم إن هؤلاء الذين تطيروا هل تطيرهم حقيقة أو للتمويه ؟ للتمويه وإلا فهو كاذب يعني في الحقيقة أنهم ليسوا هم الذين جلبوا لهم الشر ولكن الذي جلب لهم الشر أعمالهم فقدر الله عليهم ما يسؤوهم جزاء سيئة بمثلها طيب وقال : (( أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ )) لأنه قال الآية (( أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ )) هنا ينبغي أن نقف (( قالوا طائركم معكم أئن ذُكرتم )) ثم تقول : (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ )) لأن إن ذكرتم جملة شرطية جواب الشرط فيها محذوف والتقدير أئن ذكرتم تطيرتُم بل أنتم قوم مسرفون وعلى هذا فلا تصلها بما بعدها بل تقول : (( أئن ذكرتم )) ثم تقول : (( بل أنتم قوم مسرفون )) وقوله : (( بل أنتم قوم مسرفون )) بل هنا للإضراب الإبطالي أو الانتقالي ؟ الإبطالي يعني بل ما أصابكم ليس مني وإنما هو من إسرافكم (( بل أنتم قوم مسرفون )) ومعنى مسرفون متجاوزون للحد الذي يجب أن تكونوا عليه .