شرح قول المصنف : وعن ابن مسعود مرفوعاً : ( الطيرة شرك ، الطيرة شرك . وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل ) رواه أبو داود والترمذي وصححه . وجعل آخره من قول ابن مسعود حفظ
الشيخ : وعن ابن مسعود مرفوعاً : ( الطيرة شرك ، الطيرة شرك ) مرفوعا يعني إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقوله : ( الطيرة شرك الطيرة شرك ) هاتان الجملتان مؤكد بعضُهما ببعض من باب التوكيد اللفظي لأنك إذا قدرت الكلام بلفظه ها يُسمى توكيداً لفظيا قال ابن مالك :
" وما من التوكيد لفظي *** يجي مكرراً كقولك ادرجي ادرجي "
ادرج ادرج هذا توكيد لفظي قال : ( الطيرة شرك ) يعني أنها من الشرك وليست الشرك كله، لو كان المراد أنها الشرك كلُّه لقال : الطيرة الشرك فهي إذن من الشرك وعلى هذا فإننا نسأل هل المراد بالشرك هنا الشرك الأكبر المخرج عن الملة أو أنها نوع من أنواع الشرك ؟ نقول إنها نوع من أنواع الشرك كقوله صلى الله عليه وسلم : ( اثنتان في الناس هما بهم كفر ) يعني ليس الكفر المخرج عن الملة ما قال هما بهم الكفر لكن في ترك الصلاة ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) فقال : ( الكفر ) فيجب أن نعرف الفرق بين أل المعرفة أو الدالة على الاستغراق وبين خلو اللفظ منها فإذا قيل مثلاً هذا كفر فالمراد لا يخرج من الملة وإذا قيل : هذا الكفر فهو المخرج من الملة ،طيب إذن هنا نقول هي شرك لكنها لا تُخرج من الملة لو تطير الإنسان بشيء رآه أو سمِعه فإنه يُعد مشركاً شركاً مخرجاً عن الملة لكنه شرك من أي ناحية ؟ من حيث إنه اعتمد على هذا السبب الذي لم يجعله الله سبباً وهذا يُضعف التوكل على الله عز وجل ويوهن العزيمة وقد مر علينا قاعدة أن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببا فهو مشرك لأنه أوجد سببا لم يجعله الله سببا وهذا نوع الإشراك مع الله إما تشريع إن كان هذا السبب شرعياً وإما في التقدير إن كان هذا السبب كونياً نعم طيب إذن نقول هي شرك لا يخرج من الملة لكن ما رأيكم لو اعتقد هذا المتشائم أو هذا المتطير لو اعتقد أن هذا فاعل بنفسه دون الله يكون شركاً أكبر لأن كل من اعتقد أن شيئاً يشارك الله تعالى في الخلق والإيجاد فإنه مشرك فإن الله تعالى وحده هو الخالق مشرك بأي أنواع الشرك بالألوهية ولا الأسماء والصفات ولا الربوبية ؟
الطالب : الربوبية
الشيخ : الربوبية نعم مشرك في الربوبية
قال : ( وما منا إلا ) نشوف الإعراب إعراب هذه الجملة فيه إشكال من يستطيع أن يعربها والمبتدأ محذوف لكن إن شئت فقدره قبل إلا واجعل ما بعد إلا بدلاً منه وإن شئت فهو الذي نعم اللي بعد إلا إن قدرت ما بعد إلا اسماً فهو له هذان الوجهان إن قدرته فعلاً فإن المبتدأ محذوف لأن المبتدأ ما يكون فعل يعني وما منا أحد إلا تطير أو إلا وقع
والخلاصة الآن أن منا جار ومجرور ها خبر مبتدأ محذوف هذا المبتدأ إما أن يكون قبل إلا إن قدرت ما بعد إلا فعلاً وما منا أحد إلا تطير المبتدأ محذوف بعد إلا يعني ومنا إلا متطير نعم طيب ( وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل ) يعني ما من إنسان يسلم من التطير ما من إنسان يسمع شيئاً فيتشاءم أو يبدأ في فعل من الأفعال فيجد أوله ليس بالسهل فيتشاءم نعم ويترك لكن يقول : ( ولكن الله يُذهبه بالتوكل ) والتوكل هو ها صدقُ الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به مع الثقة بالله هكذا فسروه بأنه صِدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به ما يكفي أن تصدق الاعتماد فقط بل تثق به لأنه سبحانه وتعالى يقول : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) نعم .
السائل : إيش الفائدة من الحذف .
الشيخ : ها .
السائل : حذف الكلام .
الشيخ : قد يحذف الشيء كراهة لذكره بلفظه ويكون موكولاً إلى ذهن السامع .
السائل : يعني مثل هذا كره ..
الشيخ : كره التصريح نعم قال : "رواه أبو داود والترمذي وصححه وجعل آخره من قول ابن مسعود " أين آخره ؟ ( وما منا إلا ) وهو جدير بأن يكون من قول ابن مسعود وعلى هذا فيكون موقوفاً لكن مدرجة من أقسام المدرج وقد مر علينا في مصطلح الحديث أن المدرج أن يدخل أحد الرواة كلاما من عنده في الحديث بدون بيان وقد يكون في الإنساد وقد يكون في المتن لكن أكثره في المتن ، وتقدم لأجل نستذكر ما مضى تقدم أنه يكون الإدراج في أول الحديث ويكون الإدراج في وسط الحديث ويكون الإدراج في آخر الحديث وهو الأكثر مثاله: في أول الحديث : قال أبو هريرة رضي الله عنه : ( أسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار ) فأسبغوا الوضوء هذا من كلام أبي هريرة ( وويل للأعقاب من النار ) من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفي أثنائه قول الزهري في حديث بدء الوحي ( كان الرسول يتحنث في غار حراء والتحنث التعبد ) قد يقول السامع إن هذا من قول عائشة فسرته وهو من قول الزهري ومثلوا له أيضا بحديث لكنه ضعيف في الحقيقة ( من مس ذكره ورسغيه فليتوضأ ) نعم طيب مثاله في آخره هذا الحديث قريب ومنه أيضا الشغار ها .
الطالب : ( من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) .
الشيخ : وكذلك حديث أبي هريرة : ( من استطاع أن يطيل غرته فليفعل ) فإن هذا من كلام أبي هريرة .
طيب حكم المدرج حكم الإدراج ها ... إلا ببيان وحكم الإدراج أنه ضعيف ما ... في الحديث المروي .
" وما من التوكيد لفظي *** يجي مكرراً كقولك ادرجي ادرجي "
ادرج ادرج هذا توكيد لفظي قال : ( الطيرة شرك ) يعني أنها من الشرك وليست الشرك كله، لو كان المراد أنها الشرك كلُّه لقال : الطيرة الشرك فهي إذن من الشرك وعلى هذا فإننا نسأل هل المراد بالشرك هنا الشرك الأكبر المخرج عن الملة أو أنها نوع من أنواع الشرك ؟ نقول إنها نوع من أنواع الشرك كقوله صلى الله عليه وسلم : ( اثنتان في الناس هما بهم كفر ) يعني ليس الكفر المخرج عن الملة ما قال هما بهم الكفر لكن في ترك الصلاة ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) فقال : ( الكفر ) فيجب أن نعرف الفرق بين أل المعرفة أو الدالة على الاستغراق وبين خلو اللفظ منها فإذا قيل مثلاً هذا كفر فالمراد لا يخرج من الملة وإذا قيل : هذا الكفر فهو المخرج من الملة ،طيب إذن هنا نقول هي شرك لكنها لا تُخرج من الملة لو تطير الإنسان بشيء رآه أو سمِعه فإنه يُعد مشركاً شركاً مخرجاً عن الملة لكنه شرك من أي ناحية ؟ من حيث إنه اعتمد على هذا السبب الذي لم يجعله الله سبباً وهذا يُضعف التوكل على الله عز وجل ويوهن العزيمة وقد مر علينا قاعدة أن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببا فهو مشرك لأنه أوجد سببا لم يجعله الله سببا وهذا نوع الإشراك مع الله إما تشريع إن كان هذا السبب شرعياً وإما في التقدير إن كان هذا السبب كونياً نعم طيب إذن نقول هي شرك لا يخرج من الملة لكن ما رأيكم لو اعتقد هذا المتشائم أو هذا المتطير لو اعتقد أن هذا فاعل بنفسه دون الله يكون شركاً أكبر لأن كل من اعتقد أن شيئاً يشارك الله تعالى في الخلق والإيجاد فإنه مشرك فإن الله تعالى وحده هو الخالق مشرك بأي أنواع الشرك بالألوهية ولا الأسماء والصفات ولا الربوبية ؟
الطالب : الربوبية
الشيخ : الربوبية نعم مشرك في الربوبية
قال : ( وما منا إلا ) نشوف الإعراب إعراب هذه الجملة فيه إشكال من يستطيع أن يعربها والمبتدأ محذوف لكن إن شئت فقدره قبل إلا واجعل ما بعد إلا بدلاً منه وإن شئت فهو الذي نعم اللي بعد إلا إن قدرت ما بعد إلا اسماً فهو له هذان الوجهان إن قدرته فعلاً فإن المبتدأ محذوف لأن المبتدأ ما يكون فعل يعني وما منا أحد إلا تطير أو إلا وقع
والخلاصة الآن أن منا جار ومجرور ها خبر مبتدأ محذوف هذا المبتدأ إما أن يكون قبل إلا إن قدرت ما بعد إلا فعلاً وما منا أحد إلا تطير المبتدأ محذوف بعد إلا يعني ومنا إلا متطير نعم طيب ( وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل ) يعني ما من إنسان يسلم من التطير ما من إنسان يسمع شيئاً فيتشاءم أو يبدأ في فعل من الأفعال فيجد أوله ليس بالسهل فيتشاءم نعم ويترك لكن يقول : ( ولكن الله يُذهبه بالتوكل ) والتوكل هو ها صدقُ الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به مع الثقة بالله هكذا فسروه بأنه صِدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به ما يكفي أن تصدق الاعتماد فقط بل تثق به لأنه سبحانه وتعالى يقول : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) نعم .
السائل : إيش الفائدة من الحذف .
الشيخ : ها .
السائل : حذف الكلام .
الشيخ : قد يحذف الشيء كراهة لذكره بلفظه ويكون موكولاً إلى ذهن السامع .
السائل : يعني مثل هذا كره ..
الشيخ : كره التصريح نعم قال : "رواه أبو داود والترمذي وصححه وجعل آخره من قول ابن مسعود " أين آخره ؟ ( وما منا إلا ) وهو جدير بأن يكون من قول ابن مسعود وعلى هذا فيكون موقوفاً لكن مدرجة من أقسام المدرج وقد مر علينا في مصطلح الحديث أن المدرج أن يدخل أحد الرواة كلاما من عنده في الحديث بدون بيان وقد يكون في الإنساد وقد يكون في المتن لكن أكثره في المتن ، وتقدم لأجل نستذكر ما مضى تقدم أنه يكون الإدراج في أول الحديث ويكون الإدراج في وسط الحديث ويكون الإدراج في آخر الحديث وهو الأكثر مثاله: في أول الحديث : قال أبو هريرة رضي الله عنه : ( أسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار ) فأسبغوا الوضوء هذا من كلام أبي هريرة ( وويل للأعقاب من النار ) من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفي أثنائه قول الزهري في حديث بدء الوحي ( كان الرسول يتحنث في غار حراء والتحنث التعبد ) قد يقول السامع إن هذا من قول عائشة فسرته وهو من قول الزهري ومثلوا له أيضا بحديث لكنه ضعيف في الحقيقة ( من مس ذكره ورسغيه فليتوضأ ) نعم طيب مثاله في آخره هذا الحديث قريب ومنه أيضا الشغار ها .
الطالب : ( من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) .
الشيخ : وكذلك حديث أبي هريرة : ( من استطاع أن يطيل غرته فليفعل ) فإن هذا من كلام أبي هريرة .
طيب حكم المدرج حكم الإدراج ها ... إلا ببيان وحكم الإدراج أنه ضعيف ما ... في الحديث المروي .